معلومات عن العقرب
العقرب
ينحدر العقرب (بالإنجليزية: Scorpion) من طائفة العنكبوتيات، ويعيش في البيئات المختلفة إلا أنّه أكثر شيوعًا وتنوعًا في البيئات الصحراوية القاحلة، وتتفاوت ألوانه؛ فمنه الأصفر، والبنيّ الفاتح، والأسود، إضافةً إلى ذلك فإنّ أعمار العقارب تتراوح بين 5-25 عامًا تبعًا لأنواعها.
تركيب جسم العقرب
يمكن وصف تركيب جسم العقرب خارجيًّا وداخليًّا على النحو الآتي:
تركيب الجسم الخارجي
يُعدّ العقرب كبيرًا بالنسبة لباقي المفصليات؛ إذ يصل متوسط حجمه إلى 6 سم، أمّا ذيول العقارب فطويلة ومنحنية، وتتكون من عدّة أجزاء، وتنتهي دائمًا بإبرة سامّة، ولذكر العقرب عادةً ذيل أطول مقارنة بذيول الإناث، أمّا مقدّمة العقرب فتتميز بكماشة للإمساك بالأشياء.
للعقرب هيكل خارجي مصنوع من الكايتين، حيث يُوفّر هذا الهيكل الدعم والحماية لجسم العقرب، ويوفّر كذلك مقاومة فقد الماء، وهو أمر بالغ الأهمية لبقاء العناكب على قيد الحياة في البيئات الصحراوية التي تعيش فيها غالبًا.
يمتلك العقرب 8 أرجل، وينقسم جسمه كباقي العنكبوتيات إلى جزئين، كما أنّه يمتلك 5 أزواج من العيون، ومع ذلك لا يمكنه الرؤية بصورة جيّدة، وتختلف ألوان العقارب تبعًا للبيئة التي تستوطنها، فتتفاوت ألوانها في البيئات الجافة والصحراوية بين صفراء إلى بنية بدرجات فاتحة غالبًا، أمّا عقارب البيئات الرطبة أو التي تعيش في الجبال؛ فتتراوح ألوانها بين البني الغامق إلى الأسود.
تركيب الجسم الداخلي
يتكون بطن العقرب من جزئين؛ أحدهما يسمّى ال ميسوسوم والآخر ميتاسوما، ويحتوي ال ميسوسوم في العقرب على الأعضاء التناسلية والحسّية، فضلًا عن وجود الجهاز التنفسي في هذا الجزء، أما الميتاسوما فهو جزء الذيل، ويحتوي على فتحة الشرج، كما يمتلك العقرب اثنتين من الغدد السامّة المسؤولة عن إنتاج السمّ.
أنواع العقارب
تتنوّع العقارب بصورة كبيرة، وفيما يأتي تفصيل لبعض هذه الأنواع:
العقرب الأحمر الهندي
يُعدّ العقرب الأحمر الهندي من الأنواع شديدة الخطورة، وجاءت تسميته من لونه القريب من الأحمر وانتشاره في الهند عمومًا، كما يتواجد أيضًا في كلّ من: الباكستان، ونيبال، وسريلانكا، وعلى الرغم من لونه البرتقالي الغامق إلى البني المحمر الفاتح، إلا أنّ بعضها بنية ورمادية داكنة.
أمّا طول العقارب من هذا النوع فتتراوح بين 5- 8.9 سم تقريبًا، ويزداد نشاطه ليلًا في البيئات شبه الاستوائية في الأراضي المنخفضة، والبساتين، والمزارع، والأراضي الزراعية، والأراضي العشبية.
عقرب اللحاء المخطط
يصل طول عقرب اللحاء المخطّط إلى 7.6 سم، وسمّي بالمخطط بسبب وجود خطيّن طوليَيْن متوازيين على بطنه، وتتفاوت ألوانه بين الأصفر إلى البنّي، كما يكون لون الصغار أفتح عادةً، ويُعدّ هذا النوع من العقارب هو الأكثر انتشارًا في أمريكا، ويزداد نشاطه ليلًا إلا أنّه لا يُصنّف ضمن الأنواع الخطيرة شديدة السمّية.
العقرب الإمبراطوري
يبلغ متوسط طول العقرب الإمبراطوري بين 12.7- 17.8 سم، وتكون الإناث عادةً أكبر حجمًا من الذكور، ويتميّز هذا النوع بلونه الغامق كشكل من أشكال التمويه، ومن ألوانه الأكثر انتشارًا هي الأزرق الداكن أو الأسود اللامع.
يشيع ظهور هذا النوع في البيئات الرطبة والحارة، كما يتغذى العقرب الإمبراطوري على قتل فرائسه مباشرةً بمخالبه دون استخدام السمّ.
عقرب مطارد الموت
يُعدّ هذا النوع من أكثر العقارب خطورةً بسبب عدائيته الشديدة، ويتراوح طوله بين 3 - 7.6 سم، وتتراوح ألوانه بين الأصفر والبرتقالي المصفرّ، وينتشر بصورة كبيرة في البيئات الصحراوية والحرجية.
على الرغم من كونه نوعًا فتاكًّا إلّا أنّ سمّه لا يؤدي إلى وفاة الأشخاص ذوي الصحة الجيّدة؛ بل يؤدي إلى الآلام الشديدة، والتشنّجات، وارتفاع ضغط الدم، كما قد يؤدي أحيانًا إلى فقدان الوعي.
العقرب العربي ذي الدهون
ينتشر هذا النوع من العقارب في المنشآت المهجورة، ويتراوح لونه بين البني الداكن إلى الأسود، كما يتميّز بسماكة ذيله، ويبلغ طوله حوالي 10سم، أمّا عن خطورته فهو من العقارب شديدة الفتك التي تؤدي لدغتها إلى ارتفاع ضغط الدم، وقد يصل الأمر إلى حدوث غيبوبة.
نظام العقرب الغذائي
يتغذى العقرب على الحشرات ، ويتغير نظامه الغذائي بشكل كبير مما يسمح له بتحمل العيش في بيئات قاسية؛ حيث يستطيع العقرب إبطاء عملية التمثيل الغذائي لديه إلى أقل من ثلث المعدل الطبيعي لمفصليات الأرجل عندما يكون الغذاء نادراً، مما يُمكنه من التغذي على حشرة واحدة فقط على مدار العام واستخدام كمية قليلة من الأكسجين، وفي نفس الوقت يستطيع العقرب مع انخفاض عملية الأيض صيد كميات كبيرة إذا سنحت الفرصة لذلك، وهذه الميزة لا تمتلكها الكائنات الحية عندما تكون في سبات.
موطن العقرب
يعيش العقرب بشكل رئيسي في الصحاري ولكنه يتواجد في عدة بيئات أخرى متخذاً الشقوق، وتحت الصخور، والجحور مخبئاً له، وهو يختفي في النهار وينشط في الظلام، ويُمكن رؤية العقرب من على بعد عشرة أمتار في الليالي غير القمرية، ويُعدّ العقرب كائن قابل للتكيف بشكل كبير من حيث علم وظائف الأعضاء، والبيئة، وتاريخ الحياة، والسلوك.
تستطيع بعض أنواع العقارب البقاء على قيد الحياة تحت درجة التجمد لعدة أسابيع، والعودة إلى مستوى النشاط الطبيعي خلال ساعاتٍ فقط، وتتحمل العقارب الصحراوية درجات حرارة تصل إلى 47 درجة مئوية، وهي درجة تُقتل عندها المفصليات الأخرى التي تعيش في الصحراء، وكما تستطيع العقارب تحمل الغمر التام بالمياه ليوم أو يومين.
تكاثر العقارب
يتكاثر العقرب عمومًا في الأجواء الدافئة بصورة موسمية، إذ يبحث ذكر العقرب عن أنثاه عن طريق تتبع فرموناتها، وعند إيجادها ينقضّ عليها ويمسكها باستخدام كماشته، ويبدأ بالرقص من خلال التحرّك خلفًا وجانبًا، ثمّ تحدث عملية المزاوجة، ويفرّ بعدها الذكر لئلا تقتله الأنثى أو تأكله.
تستطيع الأنثى بعد ذلك وضع العديد من الصغار، وتتزاوج إناث العقارب عمومًا أكثر من مرة خلال حياتها، كما أنّ هناك نوعان من العقارب التي تتكاثر بطريقة التوالد العذري؛ دون الحاجة إلى ذكر أو تزاوج على الإطلاق.
صغير العقرب
يُطلق عليه اسم الفُصعل بالعربية، ويُولد صغير العقرب حيًّا دون بيوض على عكس باقي الحشرات، وتتراوح مدة حمل أنثى العقرب عادةً بين شهرين إلى 18 شهرًا تِبعًا لأنواعها.
تحصل الصغار عادةً على الغذاء الكامل فترة الحمل من الأمّ وصفار البيض، وتستقر صغار العقرب بعد الولادة على ظهر الأم لفترة معينة، ثمّ تنفصل بعد أن تسقط لأول مرة، وتعاني الصغار أحيانًا من خطر الأمّهات؛ إذ يمكن أن تتغذى الأم على صغارها في حالة شحّ الموارد الغذائية.
لدغة العقرب وسميتها
يتفاوت خطر لدغة العقرب وطرق التعامل معها ، ومن أبرز ما قد يُعانيه الشخص عند اللدغ ما يأتي:
- التنميل والألم الموضعي الشديد.
- الرؤية الضبابية.
- حركات العين المتشنجة.
- اضطراب التنفّس.
- صعوبة في البلع.
- كلام غير واضح.
- ارتعاش العضلات.
يكون خطر لدغة العقرب أكبر في حال تعرّض لها طفل صغير أو أحد كبار السنّ، وعمومًا لا تؤدي جميع اللدغات إلى الوفاة، فمن بين 1500 نوع هناك 30 منها فقط مُميتًا، إلا أنّه لابدّ من أخذ جميع التدابير الوقائية لمنع وصول العقرب إلى مكان الإقامة من خلال إزالة أكوام الصخور، والمداومة على قص العشب، بالإضافة إلى إغلاق الشقوق.