معلومات عن البحث الأدبي
نبذة عن البحث الأدبي
يُؤدّي البحث الأدبي وظيفته في تزويد الطّلبة بمهارات كتابة البحث الأدبي بكلّ يسرٍ وسهولةٍ، فيَتعلّم الطّلبة كيفيّة كتابة البحث الأدبي وكيفيّة إنهائه، ويَحميهم من الوقوع في أخطاء الباحثين السّابقين، ويُدرّبهم على الدّقة، ويُبعدهم عن الضَّياع والسأم والشّعور بالعجر ؛ وهذا كلّه يُحبّبهم إلى كتابة الأبحاث ، كما يُهيئهم إلى الكتابة في نطاقٍ أوسعٍ.
يَعتمد البحث الأدبي على استقراء الحقائق الجزئيّة واستنباط الحقائق الكليّة والقضايا العامّة ؛ للوصول إلى المعلومات والقضايا على درجةٍ من الموضوعيّة، فلا يَهتمّ الباحث بالمعلومات الغير مفيدة إنّما يَختار أحسنها وأفضلها، ولا بدّ له من الإحاطة بالمعلومات الّتي تَخصّ الموضوع أو القضيّة من كافّة جوانبه، ثمّ يَقوم على تصنيفها حَسْب الموضوعات الّتي يَحتاجها في بحثه.
تَشترك البحوث الأدبيّة مع بحوث العلوم الطبيعيّة في كونها تَهتمّ بالجزئيّات لتَصل إلى الكليّات، فتَنتقل من الخاصّ إلى العامّ، فعلى سبيل المثال يَدرس الباحث قصيدةً ما في عصرٍ ما، يَتعرّف إلى ما فيها من مفرداتٍ ومعانٍ وخصائص ؛ ليَربطها مع القصائد الأخرى المتواجدة في العصر ذاته، ويَستخلص أوجه الشّبه أو ظواهر معيّنة بين هذه القصائد.
لا سيّما أن البحث الأدبي يُعتبر مظهرًا حضاريًّا وحاجةً مُلحّةً إذا تراكمت المعارف وازدادت الخبرات، وما قد يَظهر من جهلٍ أو تعصّبٍ أو ضياعٍ قد تُفسد الجيل الناشئ وتُبعده عن الحقيقة، ليَأتي دور الباحث الأدبي في نهج طريقه وبذل جهده، للوصول إلى الصّواب وبيان مواقع الخطأ ؛ ممّا يُسهّل الأمر على الجيل الناشئ ويُبعدهم عن التّشتت.
مناهج البحث الأدبي الحديثة
مناهج البحث الأدبي مختلفة ومتعدّدة، فلا يَلتزم النّاقد أو الباحث بمنهجٍ معيّن، ومن أهمّ مناهج البحث الأدبي ما يأتي:
المنهج الاجتماعي
منهجٌ قديمٌ درسه كلّ من: أفلاطون و أرسطو ، يَقوم على دراسة العلاقة بين المجتمع والأدب، تعرّض هذا المنهج للنّقد حيثُ رأى مجموعةٌ من النقّاد أنّ دراسة الأدب وَفْق المتغيّرات الاجتماعيّة قد انتهى وليس له قيمةٌ تُذكر، ويُنادون بدراسة جميع الجوانب من سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة.
المنهج الفنّي
يَدرس الفنون المختلفة ويَتتبّعها عبر عصورها المختلفة ؛ لمعرفة تاريخها، وزمن تطوّرها، والظّروف المحيطة بها، وتأثّر كلّ أديبٍ بمن سبقه من الأدباء، واستنتاج الاختلافات بين أساليبهم، إلا أنّه قد يَصعب تطبيقه على القصائد العربيّة كما يَقول بذلك بعض النُّقاد، بحجّة أنّ القصائد العربيّة لم تَعرف وَحدة الموضوع بل تَعتمد على وَحدة البيت.
المنهج التّاريخي
يَقوم هذا المنهج بدراسة الأدب وَفْق تقسيم الأدب إلى عصوره السّبعة تقسيمًا متطابقًا مع العصور السّياسيّة ؛ للتأثير المتبادل بين الأدب والسّياسيّة، لكنّ هذا المنهج يُهمل دراسة أثر الأدب في السّياسة أو أثر البيئة الجغرافيّة والنّوازع الفرديّة، كما لا يَهتمّ بالصّفات النفسيّة في الأدب نفسه.
المنهج المتكامل
يَستعين المنهج المتكامل في دراسة الأدب بكافّة المناهج السّابقة: الاجتماعي والفنّي والتّاريخي، مع اهتمامه بجوانب أخرى كعلاقة النّص الأدبي بنفسيّة كاتبه، وأثر البيئة عنده، ويُركّز على إيجابيّات هذه المناهج، ويَتجنّب السّلبيّات.