معلومات عامة عن المدرسة السلوكية
معلومات عامة عن المدرسة السلوكية
المدرسة السلوكية هي نظرية من نظريات علم النفس ظهرت في القرن العشرين من أجل مواجهة علم النفس العقلي، وظهرت بعد المدرسة التحليلية لفرويد ، ومؤسس هذه النظرية عالم النفس الشهير واطسن الذي انتقل من علم النفس الحيوان إلى حقل سيكيولوجية الأطفال، ولقد سبقه علماء آخرين فهو لم يأت بالنظرية من مجهود فردي، وتركز هذه النظرية على التعلم وسلوك الفرد وعاداته والخبرات التي اكتسبها، وتعلمها منذُ الطفولة المبكرة.
إضافة إلى ذلك بدأ ظهور المدرسة السلوكية عام 1913م في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تعتمد على القياس التجريبي للسلوك أي ما هو قابل للملاحظة والقياس ولا تهتم بالمفاهيم المجردة كالروح غير القابلة للملاحظة والقياس، فهي تقوم على دراسة السلوك بشكل موضوعي، ولقد ساهمت أفكار عالم النفس سكنر بإحداث تغييرات عديدة في التفكير التربوي.
الأوجه العلمية للمدرسة السلوكية
ترتكز النظرية السلوكية على مبادئ علمية وإجراءات مرتبة ومنظمة من خلال تجارب مخبرية وبحوث واختبارات قام بها علماء النفس أمثال بافلوف وسكنر من أجل معرفة سلوك الإنسان ، وكيف يتشكل السلوك المرغوب به وكيف يمكن تغير السلوك الغير مرغوب به فهي من المدارس المهمة لتعديل سلوك الإنسان، وتتميز هذه المدرسة بأنها تقوم بتحديد أهداف وفق استراتيجيات وفنيات محددة من أجل الوصول إلى نتائج صحيحة، فالسلوك عبارة عن استجابة فسيولوجية للمثيرات الخارجية والعمليات البيولوجية الباطنية، فالمدرسة السلوكية في علم النفس تجمع بين الفلسفة المنهجية والنظرية.
المدرسة الإشراط الكلاسيكي لبافلوف
اعتبر عالم النفس الشهير بافلوف أن آلية التعلم هي عبارة عن اقتران، فقام بإجراء دراسة على الكلاب من خلال تقديم مثير وانتظار الاستجابة والمثير كان تقديم الطعام والاستجابة سيلان لعاب الكلب ليس فقط عند رؤية الطعام أو اشتمام رائحته، بل منذ رؤية الشخص الذي يقدم له الطعام، وبذلك يمكن تعميم ذلك في المدارس على المعلمين والطلاب من خلال تقديم مثير محايد ومثير طبيعي لحدوث الاستجابة، وبهذا يتشكل السلوك المرغوب به.
المدرسة الإشراط الإجرائي لسكنر
ترى هذه النظرية أنه عندما يتم تعزيز مجموعة من الإجراءات لتعلم نمط محدد ومعين من السلوك وبالتالي تتشكل الاستجابة المرغوب بها، فمثلا عند قيام المعلم توجيه سؤال ما وهو بمثابة مثير، فيقوم طالب بتقدم حل للسؤال وهو بمثابة استجابة، فيقوم المعلم بتعزيز هذا الطالب من خلال مدحه على سبيل المثال لا الحصر فبالتالي سيتكرر سلوك الطالب، ويقوم بالإجابة في كل مرة يقوم بها المعلم بطرح سؤال.
تتميز المدرسة السلوكية بالأساليب التي تستخدمها مثل التعزيز والعقاب والنمذجة والانطفاء والتعميم وتقليل الحساسية التدريجي والكف المتبادل وتدريب المهارات الاجتماعية ، وفي النصف الثاني من القرن العشرين تم تسليط الضوء على المدرسة السلوكية بسبب الثورة الإدراكية، ولقد اهتمت المدرسة السلوكية بدراسة الظواهر السلوكية واهتمت بالتعزيز والعقاب وأعطت أهمية للملاحظة وكيفية تشكيل السلوك وتحليل السلوك.