معلومات عن جبل الأقرع الشاهق
معلومات عن جبل الأقرع الشاهق
يقع "جبل الأقرع" تقريباً على الحدود السورية التركية، ما بين لواء الإسكندرون السوري في شمال غرب سوريا وبين محافظة اللاذقية، حيث تمر فيه الحدود بين لواء الإسكندرون ومحافظة اللاذقية ، ويمكن تحديد موقعه بدقة أكثر، فهو يقع بالقرب من المصيف السوري الشهير المعروف باسم "كسب" إذ يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ما بين ناحيتي "كسب" و"البهلولية" أما إطلالته فهي بشكل مباشر على البحر وبمقدار ارتفاع يصل إلى 1736 متراً عن سطح البحر، أما سفوحه فهي شديدة الانحدار باتجاه الساحل وصولاً وانتهاءً إلى رأس البسيط من جهة الغرب.
لماذا سُمي الجبل بهذا الاسم؟
يتميز جبل الأقرع بكونه خالٍ من النباتات والسبب الصخور الكلسية الموجودة فيه والتي تمنع نمو الأشجار والغابات فيها، بينما المنطقة المحيطة به هي منطقة تكثر فيها الغابات الخضراء وعلى مساحات شاسعة، ولهذا كان لتسمية هذا الجبل بالأقرع سبباً وجيهاً لأن قمة هذا الجبل خالية من الأشجار.
معلومات تاريخية عن جبل الأقرع
فيما يلي بعض أهم المعلومات التاريخية التي تتعلق بجبل الأقرع:
- بينت العديد من المصادر عبر التاريخ أن هذا الجبل كان مكاناً خاصاً ومقراً لإله "العاصفة" ومن بين هذه المصادر التي وثقت لنا هذه المعلومات هي وثائق أوغاريت التي يرجع تاريخها إلى القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد.
- كان هذا الجبل في القديم موطناً للإله "حدد" وهو الذي يمثل الرب للشعوب التي سكنت جبال اللاذقية والساحل السوري وقد وضعته هناك لأن هذه الشعوب تضع ربها في أول مكان تشرق عليه الشمس في تلك المنطقة التي يعيشون فيها.
- كان لهذا الجبل أسماء عديدة عبر الأزمان منها اسم "خازي" و"صفن" و"بعل صفن" ولكل اسم من هذه الأسماء دلالة معينة فاسم "صفن" يقُصد به الشمال، وهو مكان وجود إله المطر والعاصفة واسمه "الإله بعل" وهو الإله الذي كان مصيره مرتبطاً بمصير هذا الجبل بشكل كبير، أما اسم "بعل صفن" فهو الاسم الأكثر تداولاً من بين بقية الأسماء في نصوص "رأس شمرة" ونصوص "أوغاريت".
- وحسب ما ورد في المصادر القديمة فإن الطابع الديني كان غالباً على هذا الجبل لأن هناك اعتقاداً سائداً في تلك الفترة بأن الأماكن المرتفعة هي أماكن دينية مقدسة.
- تم اكتشاف شاهدة مكتوبة بالهيروغليفية المصرية في "رأس شمرة" تتحدث هذه الشاهدة عن مجد "بعل صفن" ولم ترد أي أدلة عن حقيقة وجود معبد فوق قمة جبل الأقرع التي كانت تقدم على قمته القرابين، أم إن الأساطير المتداولة عن قصر بعل هي مجرد خيال من نسج شعراء أوغاريت.
- كان سكان اللاذقية يعتقدون أن وجود الغيوم بالقرب أو حول قمة جبل الأقرع تؤدي إلى هبوب العاصفة حتى وإن كانت السماء صافية، ومن الاعتقادات الأخرى أن مدينة اللاذقية قد تدمرت بفعل نيران بركان هذا الجبل.
- يعتبر "بعل" أحد الآلهة في بلاد الشام في آسيا الصغرى وتأتي كلمة بعل في اللغات السامية على أنها "السيد أو الملك" لكن ما تبينه نصوص أوغاريت أن "بعل" هو إله له صفات محددة.