معركة الريدانية المماليك
معركة الريدانية
تعدُّ معركة الريدانية من أشهر المعارك في التاريخ الإسلامي، إذ وقعت بين المماليك بقيادة الملك طومان باي من جهة وبين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول من جهةٍ أخرى في تاريخ 22 من شهر يناير في عام 1517م، ودارت أحداث المعركة في منطقة الريدانية قرب مدينة القاهرة، وتنسب هذه المنطقة إلى ريدان الصقلي ابن عم جوهر الصقلي من العصر الفاطمي.
أسباب معركة الريدانية
توجَد أسباب عديدة لوقوع معركة الريدانية، منها أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة، وقد كانت رغبة العثمانيين في التوسُّع والسيطرة على جميع أراضي العالم الإسلامي من أهم تلك الأسباب، وبعد سيطرة السلطان سليم الأول على بلاد الشام وهزيمة قانصوه الغوري، توجَّهت أنظاره إلى مصر، فأرسل رسالة إلى السلطان طومان باي يطلب منه الخضوع للدولة العثمانية، وكان عرض السلطان سليم الأول مقابل بقاء طومان باي حاكمًا على مصر بتسليمه القاهرة، وأوشكَ طومان باي على الموافقة، إلا أنَّ أتباعه من الجركس رفضوا ذلك وغضبوا من السلطان سليم الأول وقتلوا الرسل، وبذلك أجبروا طومان باي على خوض معركة قاسية ضدَّ العثمانيين.
أحداث معركة الريدانية
قرَّر السلطان سليم الأول غزو مصر بعد مقتل الرسل من قبل المماليك، فتوجَّه بجيش يبلغ نحو 150 ألف جندي مصحوب بعدد كبير من المدافع الخفيفة المتحركة، ووصل إلى منطقة العريش في 11 يناير عام 1517م، وفي ذلك الوقت أمر طومان باي جنده التجمُّع لمواجهة العثمانيين في الريدانية، بعد أن يعبروا الصحراء وينهكهم المسير وينفد الماء والطعام لديهم، لكنَّ خذل الكثير من الناس طومان باي، وكان بعض الجند يقفون في أماكنهم نهارًا ويرجعون ليلًا إلى منازلهم في القاهرة، وقد تعرض الجيش العثماني لغارات البدو، ولكن نزول الأمطار سهَّل على العثمانيين عبور الصحراء في خمسة أيام.
كان طومان باي قد نصب 200 مدفع جلبها من أوروبا في الريدانية من أجل مباغتة العثمانيين قبل الوصول إلى القاهرة والانقضاض عليهم، لكنَّ عرف السلطان العثماني خطط طومان باي من خلال بعض قادة المماليك الذي كانوا على ولاء للعثمانيين وساعدوا العثمانيين في المعركة، فالتفَّ الجيش العثماني على المماليك في الريدانية، وكانت مدافع المماليك كبيرة غير قادرة على الدوران بعكس مدافع العثمانيين، وامتلك العثمانيون الأسلحة النارية التي ساعدتهم على النصر في هذه المعركة.
نتائج معركة الريدانية
حقَّقت هذه المعركة نتائج عظيمة بالنسبة للعثمانيين، كما أحدثت تغيرات كبيرة في العالم الإسلامي، وأهمها ما يأتي:
- انتهاء حكم المماليك في العالم الإسلامي و سقوط الدولة المملوكية .
- سيطرة الدولة العثمانية على معظم بلاد العالم الإسلامي.
- خلع الخليفة العباسي المستمسك بالله، وسقوط الخلافة العباسية.
- انتقال الخلافة إلى الدولة العثمانية، ليصبح السلطان سليم الأول أول خلفاء الدولة العثمانية.