معركة أبي عقبة
نبذة عن معركة أبي عقبة
تعدُّ من أهم المعارك والوقائع التي جرّت بين الدولة السعدية والدولة الوطاسية في المغرب وشمال أفريقيا، فقد كانت الدولة السعدية ألد أعداء الدولة الوطاسية، إذ كانت الدولة السعدية دولة ناشئة في المغرب العربي، فقد سيطر السعديون على مراكش في عام 1525م، وكان أمامهم من أجل السيطرة على المغرب العربي والإعلان عن قيام دولتهم الكثير من الأعداء أولها الوجود البرتغالي والدولة الوطاسية التي أوشكت على الانهيار، وكانت تعيش آخر أيامها.
في عام 1536م تجاوز السعديون الحدود المتَّفق عليها مع الوطاسيين ، وأوشكت جيوشهم أن تصل إلى مدينة فاس حاضرة الدولة الوطاسية، عند ذلك شعر الوطاسيون باقتراب الخطر، وأحسُّوا أن هذه المحاولات من السعديين ما هي إلا للقضاء على دولتهم التي تقلصت كثيرًا في سنواتها الأخيرة وانتابها الضعف، فانتفض السلطان الوطاسي أبو العباس للدفاع عن دولته.
أحداث معركة أبي عقبة
خرج أبو العباس الوطاسي للدفاع عن دولته وأسرته وحكمه، فقد أعدَّ جيوشه واستطاع أن يجمع جيشًا كبيرًا وحشدًا هائلًا، وتوجَّه لردِّ السعديين، غير أنَّ السعديين كانوا قوةً كبيرةً، وهم في أوجِ تقدمهم ونهوضهم، وعازمون على بناء دولة قوية، وقد التقى الجيشان في مشروع أبي عقبة، وهو أحد مشاريع منطقة وادي العبيد في مدينة تادلا، وقد سمِّيَت المعركة على اسم تلك المنطقة.
اندلعت المعركة بين الطرفين واستمرَّت أيامًا عديدة، وقيل إنَّ الطرفين تكبَّدا خسائر فادحة، ولكنَّ في النهاية هُزِم جيش الوطاسيين، وهرب أبو العباس الوطاسي ورجع مكسورًا إلى مدينة فاس يتحسر على الدولة التي توشك على الانهيار، وأطلق على تلك السنة في بلاد المغرب العربي سنة أبي عقبة نسبة إلى تلك المعركة والتي كانت لها آثار كبيرة لاحقًا.
نتائج معركة أبي عقبة
كانت لهذه المعركة نتائج مهمة، إذ تغيرت خارطة المغرب العربي، وأُضعفت الدولة الوطاسية، وكان السلطان محمد الشيخ المهدي السعدي قد تغلب على أخيه السلطان الأعرج وانتزع الحكم منه وألقاه في السجن ليتفرد بالحكم وحده، وبذلك تفرَّغ لبني الوطاس، وتشجَّع أكثر للهجوم عليهم، فزادت غاراته على الدولة الوطاسية وانتزع منهم مدينة مكناس.
توجه بعد ذلك إلى عاصمتهم مدينة فاس وحاصرها لمدة عام تقريبًا إلى أن سقطت واستولى عليها، وأُسر السلطان أبو العباس الوطاسي، وقضى على الوطاسيين فيها وأرسلهم إلى مراكش، إلا أنَّ أبا حسون الوطاسي المخلوع هرب وكانت له محاولات لاستعادة الدولة باءت بالفشل وانتهى به مقتولًا، وبذلك سقطت الدولة الوطاسية، وقامت الدولة السعدية مكانها لعدة قرون.