مظاهر نمو الكائنات الحية
مظاهر نمو النباتات
تنمو الكائنات الحيّة بما فيها النباتات نتيجة زيادة عدد وحجم الخلايا التي يتكوّن منها الجسم، وتحدث هذه الزّيادة نتيجة انقسام الخلايا انقساماََ متساوياََ، وفيما يتعلّق في النّباتات تحديداً، يحدث انقسام الخلايا أولاََ ثم يتبعه امتصاص هذه الخلايا للكثير من الماء وتخزينه في الفجوات، مما يولّد ضغطاََ على الجدار الخلوي المكوّن من السّليلوز فيزداد حجم الخلايا، وطولها، وصلابتها، ومن مظاهر نمو النّباتات ما يأتي:
- زيادة طول الجذر وحجمه: يحتوي جذر النّبات النّامي من جنين البذرة على خلايا توجد أسفل سطح الجذر، وهي الخلايا المرستيميّة (بالإنجليزية: meristems) التي تكون ذات قدرة عالية على الانقسام وإنتاج خلايا جديدة تزيد من طول النّبات وحجمه، وتساعد على دفع الجذر إلى مناطق أعمق في التّربة.
- زيادة سمك السّاق وطولها: تحتوي الشّتلات صغيرة الحجم على خلايا مرستيمية في أعلى النّبات ، ويؤدي انقسام هذه الخلايا إلى تكوين خلايا الأوراق والسّاق، وتكوين خلايا الخشب المسؤول عن نقل الماء واللحاء المسؤول عن نقل الغذاء، وعند انقسام خلايا اللحاء والخشب من جديد يزداد سمك النّبات.
مظاهر نمو الحيوانات
في معظم الحيوانات يبدأ النمّو بطيئاََ في المراحل الأولى من العمر ثم يتسارع في مرحلة ما قبل البلوغ فتزداد كتلة الجسم وتنضج الأعضاء، وفي مرحلة ما بعد البلوغ يتباطأ النّمو من جديد، وقد يتوقّف تماماََ، وفي أنواع أخرى من الحيوانات يمكن أن يستمر النّمو طوال الحياة بحيث يكون أكبر الأفراد عمراََ هم الأضخم حجماََ، وفي عالم الحيوان تظهر أنماط النّمو الآتية:
- تكون بعض الأنواع عند ولادتها شبيهة بالأفراد البالغة، ولا يتغيّر شكلها أثناء مراحل النّمو المختلفة.
- تمر بعض أنواع الفقاريات والعديد من اللافقاريات في المرحلة المبكرة من عمرها بعمليّة تغيير شامل أو إعادة ترتيب كامل لجسمها لتصبح شبيهة بالحيوان البالغ، مثل الضّفدع الذي لا بد أن يمر بعملية تحّول (بالإنجليزيّة: metamorphosis)، لتكتسب شكل الحيوان البالغ.
- تكون صغار الثّدييات والطّيور شبيهة نوعاََ ما بالحيوانات البالغة، إلا أنّ نمط الرّيش أو الفراء يكون مختلفاََ عن البالغين، كما أنّ نسب أجسامها تكون مختلفة فيكون حجم الرّأس أكبر من الطّبيعي وحجم الأطراف أقل من الطّبيعي، مما يستدعي أن يكون معدل نمو الرّأس قليلاََ أثناء النّمو بالمقارنة مع نمو الأطراف السّريع للوصول إلى نسب الجسم الطّبيعي للحيوان البالغ، ويكتسب صغار الثّدييات والطّيور أثناء نموهم نمط الرّيش والفراء الخاص بالبالغين.
نمو خلايا جسم الحيوان
يمكن تصنيف الخلايا التي تكوّن أجسام الحيوانات وفقاََ لنمط نموها إلى ما يأتي:
- خلايا يكتمل انقسامها خلال المرحلة الجنينيّة، مثل الخلايا البيضية لدى الإناث والتي يكتمل عددها قبل الولادة، والخلايا العصبيّة في الدّماغ التي تتوقف عن الانقسام مع نهاية المرحلة الجنينيّة، ومع ذلك يزداد حجم الجهاز العصبي نتيجة زيادة كمية السّيتوبلازم (بالإنجليزية: cytoplasm) في الخلايا الذي يؤدي إلى نمو الألياف العصبيّة.
- خلايا تستمر بالنّمو والانقسام طوال عمر الحيوان، مثل خلايا الكبد، والخلايا الجذعيّة، وخلايا نخاع العظم التي تعوّض خلايا الدّم الحمراء التي تموت.
تأثير هرمون النمو
تنمو الحيوانات ويزداد طولها نتيجة إفراز هرمون النّمو (بالإنجليزية: Growth Hormone) الذي تفرزه الغدة النّخامية الأماميّة (بالإنجليزية: pituitary gland)، ومن مهامه ما يأتي:
- تحفيز امتصاص الأحماض الأمينيّة، وتصنيع البروتين اللازم لتطوير العضلات والهيكل العظمي.
- تحفيز تحطيم الدّهون لإنتاج الطّاقة اللازمة لنمو الخلايا.
- تحفيز استطالة العظام عن طريق ترسيب الخلايا البانية للعظم في العظام، وتحفيز بناء وصيانة الصّفيحة المشاشية في العظام.
- تحفيز الكبد على إنتاج عامل النّمو الذي يشبه الانسولين (بالإنجليزيّة: Insulin-like growth factors) الذي يؤثر على عمليات الأيض على المستوى الخلوي.
أهمية الغذاء للنمو
تحتاج الخلايا التي تتكوّن منها أجسام الكائنات الحيّة حتى تنمو إلى الطّاقة التي يوفرها الغذاء، والماء، والأكسجين، وللغذاء دور آخر بالغ الأهميّة للحيوان، حيث يزوّد الجسم بالمواد التي تحتاجها الخلايا أثناء نموها والتي تختلف من نوع من الخلايا لآخر، مثلاََ؛ تحتاج خلايا العظم إلى كالسيوم، بينما تحتاج العضلات إلى البروتينات وهكذا، وتختلف الكائنات الحيّة في طريقة حصولها على الغذاء اللازم لنموها، فمنها ما يصنع غذاءه بنفسه مثل النّباتات، ومنها ما يعتمد في تغذيته على النّباتات أو الحيوانات.
اضطراب النمو
تؤدي زيادة إفراز هرمون النّمو إلى حالة مرضيّة تُعرف بالعملقة (بالإنجليزيّة: Gigantism)، وتتمثل باستطالة اليدين والقدمين، وتضخّم الوجه خاصةََ الذّقن، والأنف، والأذنين، وينتج عن زيادة إفراز هرمون النّمو أعراض أخرى مثل فرط التّعرق، وتضخّم القلب، وارتفاع ضغط الدّم أحياناََ، كما أنّ فرط إفراز هرمون النّمو يؤدي إلى تقصير متوسط العمر المتوقّع، في المقابل يؤدي نقص إفراز هرمون النّمو إلى مرض القزامة (بالإنجليزيّة: Dwarfism)، ويزيد من خطر الإصابة بنقص سكر الدّم أيضاََ.