مظاهر الحياة السياسية في العصر العباسي
الحياة السياسية في العصر العباسي
تعد الدولة العباسية ثالث خلافة إسلامية بعد الخلافة الراشدة والخلافة الأموية، ويعود نسب الخلفاء العباسيين إلى العباس بن المطلب -رضي الله عنه-، وهو عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصغر عم له.
قامت الدولة العباسية عام 750 م وتعد الدولة العباسية من أطول الدول التي حكمت دول العالم الإسلامي، أما عن سقوط الدولة العباسية فكان بسبب تنازل الخليفة العباسي عن السلطة والخلافة لأحد سلاطين الدولة العثمانية وهو السلطان العثماني سليم الأول، وانتهت الخلافة العباسية عام 1519 م، وبعدها قامت الدولة العثمانية.
تولى الخلافة الأموية أربعة خلفاء ضعاف لم يستطيعوا أن يعيدوا الاستقرار للدولة الأموية ولا هيبتها وأمانها، فبعد وفاة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك كانت الدولة الأموية قد بلغت مبلغًا كبيرًا من الضعف لم يسمح لها بالحفاظ على الحكم بعد ذلك، وفي ذلك الوقت ظهرت الكثير من الحركات الانفصالية أشهرها الدعوة العباسية.
مظاهر الحياة السياسية في العصر العباسي
بداية الدعوة العباسية
حيثُ بدأت الدعوة العباسية على يد محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو نفسه والد أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور ، وتابع الدعوة بعده ولده إبراهيم الإمام الذي اعتُقل من قبل رجال مروان بن محمد آخر خليفة أموي ومات في السجن، فتولى الدعوة أخوه أبو العباس السفاح وبدأ يحرِّض الناس في المناطق البعيدة، وأرسل أبا مسلم الخراساني إلى خراسان ليعلنَ عن قيام الدولة العباسية بعد القضاء على الوالي الأموي هناك، وبعد أن سيطر على خراسان انتقل إلى العراق، وخاض معركة ضد الأمويين، وهزم الجيش الأموي وطارد الأمويين عن آخرهم، وسيطر على الشام ومصر، وأعلن عن قيام الدولة العباسية عام 750م.
الحياة السياسية بالعصر العباسي
كانت الدولة العباسية في بدايتها دولة متماسكة بعد أن عمل أبو جعفر المنصور على توطيد أركان الحكم وعمل على القضاء على جميع الثورات التي ظهرت في ذلك العهد والانقلابات على الحكم، وفي عهد هارون الرشيد بلغت الدولة العباسية استقرارها ونضوجها، وانتعاشها الاقتصادي والأمني وصعود التعليم فيها إلى أعلى درجاته.
لقد تميزت الحياة السياسية في العصر العباسي بأن الطبع الفارسي غالب على الطابع العربي الذي كان موجوداً فيها، ويعود السبب في ذلك إلى اعتماد العباسيين على الفرس لكي تقام دولتهم وتنتعش وتعود لها هيبتها، فعندما كانت بغداد عاصمة للدولة العباسية سيطر الطابع الفارسي عليها، وأخذ العباسيون عن الفرس نظام الحكم وتنظيم الوزارات وأخذوا عنهم أيضاً التقليد في اللباس والأزياء سواء كانت لباس النساء أو الرجال.
العصر العباسي الثاني
بدأ في العصر العباسي الثاني التفكك والثورات والفتن والانقلابات للإطاحة بالحكم ومن هذه الثورات ثورة القرامطة في البحرين وظهور الدويلات مما أضعف الدولة العباسية على الصعيد الداخلي ومن هذه الدويلات الفاطمية، والخمدانية، والسامانية وغيرها ومن بعدها تولى المعتصم خلافة الدولة العباسية وكان ذلك بداية لضعف وتراجع الدولة العباسية وكان الخليفة المعتصم آخر حكمامهم؛ إذ أدى بها إلى الانهيار فسقطت الدولة العباسية في عام 1519م.
أسباب سقوط الدولة العباسية
لم تنهزم وتنهار الدولة العباسية بهذه السرعة إلّا بعدة أسباب أدت بالنهاية إلى انهيارها على الصعيدين الخارجي والداخلي على أيدي المغول في عام 1258م ومن هذه الأسباب:
- تحكُّم عناصر غير عربية في الحكم العباسي، لدرجة أنَّه أصبح في بعض الأحيان الخليفة رمزًا لا يملك من الأمر شيئًا فكانت تقوم العناصر غير العربية بتوجيه الحكم والتأثير على الدولة من كل النواحي.
- قيام العديد من الثورات ضدَّ حكم العباسيين.
- وصول خلفاء ضعفاء إلى سدَّة الحكم سرَّعوا بانهيار الدولة ودخولها في طور السقوط الأخير منهم الخليفة العباسي المعتصم الذي انتهت على يديه الخلافة العباسية بسبب الضعف الذي لحق بالدولة العباسية في عهده.
- انشغال الخلفاء العباسيين باللهو والملذَّات عن القيام بشؤون الدولة وعدم اهتمامهم بها أو توكيل أناس غير ثقة في مناصبهم.
- الانشغال بالمشاكل الداخلية عن القوى الخارجية والغزو الخارجي وخاصة خطر المغول.
- الظلم الذي كان يمارس من قبل بعض الولاة والخلفاء، أدَّى لنقمة شديدة عليهم فلم يكونوا عادلين مع رعاياهم، وأدى ذلك إلى انقلاب الشعب عليهم.