مظاهر الحضارة الإسلامية
من مظاهر الحضارة الإسلامية
من الجدير بالذكر أنّ السنة النبويّة والقرآن الكريم من أبرز روافد الحضارة الإسلاميّة، فقد كان لها دور كبير في حياة المسلمين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الحضارات السابقة والحضارة العربيّة في فترة ما قبل الإسلام، حيث استفادوا منها، وطوّروا فيها، وحرصوا على توثيقها وتناقلها من جيل لآخر.
والقرآن الكريم وحي من الله -تعالى-، وهو محفوظ لم يدخله التحريف أو التبديل أو الزيادة أو النقصان، كما أنّ السنة النبوية الصحيحة منها ما كان بياناً وشرحاً لما في القرآن، أو علماً وحكمة آتاها الله لسيدنا محمد، ومن إيمان المسلمين بذلك ومن خلال استفادتهم كذلك من الحضارات السابقة والابتكار عليها انبثقت عدّة حقائق كبرى كانت سببا في إحراز المسلمين لسبقٍ حضاري تفرّدت به عن غيرها من الأمم.
تأسيس علوم اللغة العربية
أنزل الله القرآن بلسانٍ عربيٍ مبين، وحوى على إبداعٍ في نظمه وبيانه، ودفع ذلك المسلمين إلى إنشاء علوم تضبط اللغة العربية بناءً على حقيقة إيمانهم بكتاب الله ودقّته، ومن ذلك ما يأتي:
- وضعوا للغة العربية أساليبها وقوانينها، خشية على لسان العرب بعد أن أصبحوا يختلطون بالأعاجم.
- تمّ تدوين معجمات المفردات المقرونة بشواهد من شعر العرب الأقحاح وأمثالهم ونثرهم.
- تمّ ضبط قواعد الجمل والمفردات لينشأ على إثر ذلك علم النحو والصرف.
- تمّ استخراج وتدوين قواعد علوم البلاغة لينشأ على إثر ذلك ما يسمى بعلم المعاني، وعلم البديع، وعلم البيان.
تأسيس علم الكلام
يشتمل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أصول العقيدة الإسلامية وطريقة الاهتداء إليها، ومع ظهور المجادلين في أركان الإسلام ومسائل العقيدة ظهر ما يُسمّى بعلم الكلام، ويسمّى كذلك بعلم التوحيد، وهو علم يعرض فيه العلماء المسلمين المختصّين الحجج والبراهين التي تثبت استحقاق الله للعبادة والتوحيد، وكمال صفاته، ثم أصبح هذا العلم يُعرف فيما بعد باسم "علم العقائد الإسلامية".
تأسيس علم الفقه الإسلامي وأصوله
كان الصحابة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألونه عن أيّ أمرٍ أُشكِل عليهم، وكان النبيّ يُجيبهم، فلم يكن في زمنه مجال للاجتهاد، وكان الصحابة من بعده يأخذون الفتوى من القرآن والسنة، ويجتهدون في بعض المسائل الأخرى، أما بعد وفاة النبي ورحيل جيل الصحابة أصبحت مراحل نشأة علم الفقه التي لا زال المسلمون يعتمدون عليها وينهلون العلم منها كما يأتي:
- سار التابعون على نهج الصحابة الكرام، فكانوا يعتمدون على القرآن والسنة والإجماع وفتاوى الصحابة، ويلجؤون للاجتهاد والقياس عند الضرورة، وكل ذلك محكوم بأصول وقواعد.
- في القرن الثاني للهجرة تمّ تدوين علم أصول الفقه بسبب ظهور نوازل ومستجدات كثيرة، وكان الإمام الشافعي أول من كتب في علم أصول الفقه، ثم أصبح الفقهاء بعده يكتبون ويدوّنون علوم الفقه، وانتشرت مئات الكتب التي لا زالت مصدراً شاهداً على جهودهم العظيمة.
إنجازات المسلمين في علم الجغرافيا
لم يكن المسلمون أول من درس الجغرافيا، ولكنّهم أبدعوا في الإنجاز فيها وتميّزوا بذلك، ومما يدل على ذلك ما يأتي:
- كان العالم المراكشي أول من وضع خطوط الطول وخطوط العرض على خارطة الكرة الأرضية.
- كان الخليفة العباسي المأمون أول من قاس محيط الأرض وأبعادها، وكانت النتائج دقيقة إلى حد بعيد.
- كان الإدريسي أول مَن رسم الخرائط.