مظاهر الإعجاز البياني في سورة البقرة
مظاهر الإعجاز البياني في سورة البقرة
إعجاز القرآن الكريم هو كلام الله -عز وجل- الذي عَجِز الخلقُ جميعهم عن الإتيان بشيءٍ من مِثله إلى يوم القيامة، وله أنواع عديدة، منها الإعجاز البياني الذي سنعرفه في هذا المقال ونبين مظاهره في سورة البقرة تحديداً.
ما هو الإعجاز البياني
يُقصد به: بديع نَظمِ القرآن الكريم، وعجيب تَألِيفَه وبلاغته، ومطابقة كلامه لمُقتضَى الحال ودقة اللفظ في انطباقه على المعنى المُراد، إلى الحد الذي يَعجز البشر على الإتيان بمثلِه.
مظاهر الإعجاز في سورة البقرة
سورة البقرة هي سورة مدنية، وعدد آياتها مئتان وست وثمانون آية، اعتنت بجانب التشريع مثل باقي السور المدنية، واشتملت على معظم الأحكام الشرعية؛ لأن المسلمين كانوا في بداية تكوين الدولة الإسلامية في أمس الحاجة إلى التشريع السماوي، وقد ذُكرت فيها قصة البقرة، وحث النبي -عليه الصلاة والسلام- على قراءتها دائماً، ومظاهر الإعجاز البياني والبلاغي في السورة كثيرة، منها ما يأتي:
- المجاز العقلي مثل، قوله -تعالى-: (هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾،حيث أسند الهداية للقرآن، ولكن والهادي الحقيقي هو الله -عز وجل-.
- استعارة تصريحية في قوله -تعالى-: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ)، حيث شبّه قلوبهم التي رفضت الحق، وأسماعهم وأبصارهم التي لا ترى نور الهداية بوعاء مختوم سدّت منافذه، واستعار لفظ الختم والغشاوة على سبيل الاستعارة التصريحية.
- استعارة تمثيلية في قوله -تعالى-: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ).
- السجع في نهاية الآيات مثل، قوله -تعالى-: (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)،وقوله -تعالى-: (قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).
- التشبيه المُرسل المُجمل في قوله -تعالى-: (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ)،لأن أداة الشبه مذكورة، ووجه الشبه محذوف.
- طباق الإيجاب في قوله -تعالى-: (مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)،حيث يوجد طُباق بين يُسرّون ويُعلنون.
- استعارة مَكنية في قوله -تعالى-: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)، حيث شبّه حبّ عبادة العجل بمشروب لذيذ.
- أسلوب التنكير للتفخيم في قوله -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ)، حيث وصفت الآية بأن الرسول آتٍ من عند الله لمزيد من التعظيم.
- أسلوب الإيجاز بالحذف في قوله -تعالى-: (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا).
- أسلوب عطف الخاص على العام في قوله -تعالى-: (بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)؛لأن السوء يُقصد به جميع المعاصي، والفحشاء أقبح من المعاصي.
- أسلوب استفهام إنكاري في معنى النفي في قوله -تعالى-: (هَلْ يَنظُرُونَ).
- التشبيه المقلوب وهو أعلى مراتب التشبيه في قوله -تعالى-: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا).
- أسلوب الجِناس المُغاير في قوله -تعالى-: (تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ)، وقوله -تعالى-: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ).
- أسلوب القصص في قوله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
- أسلوب التكرار في قوله -تعالى-: (تَلْبِسُوا الْحَقَّ)،وقوله -تعالى-: (وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ)،لزيادة تقبيح المَنهي عنه ويسمى هذا بالإطناب.
- أسلوب الجملة الاسمية بدل من الفعلية حتى تدل على الاستقرار في قوله -تعالى-: (لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ).