مراحل الاحتلال الفرنسي للمغرب
ما قبل بداية الاحتلال الفرنسي للمغرب
كانت فرنسا تسعى دائمًا من أجل وضع المغرب تحت نفوذها وسيطرتها طمعًا في خيراتها، وذلك من خلال الحصول على موافقة الدول الأوروبية الأخرى من أجل احتلال المغرب، وفي عام 1905، حدثت أزمة المغرب الأولى بين فرنسا وألمانيا اللتين تسعيان إلى السيطرة على المغرب، وفي عام 1911، حدثت أزمة المغرب الثانية والمعروفة أيضا باسم "أزمة أكادير" بين فرنسا وألمانيا، إلا أنه وقتها تم حل النزاع بين فرنسا وألمانيا وذلك بوضع المغرب تحت سيطرة فرنسا مقابل إعطاء فرنسا لمستعمرات لها في الغابون وكونغو الوسطى لدولة ألمانيا.
بداية الاحتلال الفرنسي للمغرب
وقعت دولة المغرب تحت الاحتلال الفرنسي بعد توقيع معاهدة فاس في 30 مارس من عام 1912، وفي 17 أبريل من عام 1912 بدأ الجنود المغاربة بالانتفاض في وجه الاحتلال الفرنسي في مدينة فاس مما أدى إلى استشهاد الكثير من المغاربة والذي يقدر عددهم بحوالي 800 شخص على يد القوات الفرنسية بقيادة الجنرال روبرت موينييه، وفي الجهة المقابلة سقط العديد من القتلى من القوات الفرنسية.
وفي 25 مايو من عام 1912 حاصرت القبائل المغربية الأمازغية مدينة فاس، وقد تم هزيمة القبائل المغربية على يد المقدم هنري غورو في 1 يونيو من عام 1912، وقد أسفر هذا الهجوم عن سقوط ما يقارب 600 شهيد، ومقتل العديد من الجنود الفرنسيين.
الاحتلال الفرنسي للمغرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ازدادت المطالبات التي تدعو إلى استقلال المغرب عن فرنسا، ففي عام 1943 شجع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت سلطان المغرب حينها، محمد بن يوسف على الاستقلال من فرنسا، وبعدها في عام 1947 بدأ السلطان محمد بن يوسف بمجموعة من الإجراءات المستفزة لفرنسا كدعم حزب الاستقلال المغربي وهو حزب أنشأ في عام 1943 الذي ينادي باستقلال المغرب.
وفي عام 1947، تم تعيين الجنرال ألفونس جوان رئيس أركان الدفاع الفرنسي، وفي عام 1951 م، تم تعيين الجنرال أغوسطين غيون، كممثلين رسميين للحكومة الفرنسية في الرباط في المغرب؛ وذلك كخطوة لتقوية وجود فرنسا في المغرب، وقد قام الجنرال جوان بالتهديد بإقالة سلطان المغرب محمد بن يوسف في حال استمر في دعمه لحزب الاستقلال المغربي، وقد اضطر السلطان للاستقالة حينها.
استمرت المظاهرات والاشتباكات بين المغاربة والقوات الفرنسية بين عامي 1952 و1953 حيث تم قمع العديد من المظاهرات مما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، وفي ديسمبر من عام 1952، استطاعت جامعة الدول العربية وضع القضية المغربية على جدول أعمال الأمم المتحدة، وفي عام 1953 تم نفي السلطان محمد بن يوسف إلى مدغشقر.
استمرت الضغوط العربية والدولية على فرنسا من أجل إنهاء الاستعمار وإرجاع سلطان المغرب محمد بن يوسف، وفي 6 نوفمبر من عام 1955 تم إرجاع السلطان محمد بن يوسف إلى السلطة باسم السلطان محمد الخامس ، ثم حصلت المغرب على استقلالها الرسمي في 2 مارس من عام 1956.