مدن تحت الأرض
مدن تحت الأرض
توجد حاليّاً الكثير من المدن الحديثة المنتشرة في بقاعٍ مختلفةٍ من الكرة الأرضيّة، والتي تتوزع في أماكنٍ متنوّعة ومتفرّقة، حيث يسكنها الناس من أجناسٍ وأعراقٍ مختلفةٍ، والجميل هو وجود مدن كاملة ثانية أسفل هذه المدن، والتي تمّ إنشاؤها في فتراتٍ وعصور سابقة، وتمتاز بدقتها وروعتها، حتى أصبحت اليوم مزاراً سياحيّاً، وشاهداً على حقب ماضية تنافس اليوم بحضارتها مدناً حديثة وعصريّة، من أهمها ما يلي:
كوبر بيدي
تقع في الجهة الشماليّة من أستراليا، يسكنها حوالي ألف وسبعمئة نسمة، وكانت معروفة بكونها أكثر المدن المنتجة للأحجار الكريمة، كما امتازت بمنازلها المبنيّة تحت الأرض، والتي كانت ولا تزال تُعرف بالمخابئ؛ لأنّها كانت مبنيّة بهدف حماية السكان من درجة حرارة الشمس الحارقة في النهار، بحيث تكون منعشة في الصيف على الرغم من عدم القدرة على تحمّل درجة حرارة سطحها، عدا عن كونها مقامة بطريقة فنيّة ومميّزة.
عموس جو
تقع في كندا، وتتضمّن سلسلة من الأنفاق التي شيّدت في أوائل القرن العشرين، وكان الهدف منها هو شعور النّاس بالدفء خلال فترة الصباح أثناء الذهاب إلى العمل، ولكن سرعان ما تغيّر هذا الهدف لتُصبح الأنفاق أوكاراً للعصابات، وأبرز ما قيل عنها هو وجود الكابون فيها، وهو واحد من أبرز زعماء وعصابات المافيا، والذي تورّط بمجموعة كبيرة من الممارسات والأعمال غير القانونيّة.
جبال شايين
هي المقر السابق لمركز عمليّات سلاح الجو التابع لأمريكا الشماليّة، وقد تمّ بناؤه أسفل جبال شايين الموجودة في كولورادو خلال الحرب الباردة؛ بهدف مراقبة عمليّات إطلاق الطائرات السوفييتية، والقذائف، كما تمّ تصمييها لتحمل الضربات القادمة من القنابل النووية مباشرةً، وتمّ الاستغناء عن هذه المدينة فيما بعد؛ بسبب الانتقال إلى قاعدة باترسون الأمريكيّة وذلك في عام 2006م.
مناجم الملح
عبارة عن مدينة كاملة بنيت تحت الأرض في القرن الثالث عشر للميلاد، في يليتسكا البولنديّة، وتحتوي هذه المناجم على مجموعة من التماثيل، وأربع كنائس، ويقدر عمقها بحوالي ألف قدم تحت سطح الأرض، أمّا مساحتها فتبلغ مئة وثمانية وسبعين ميلاً مربعاً، وقد تمّ استخدامها من قبل القوات الألمانيّة خلال الحرب العالميّة الثانية، وحالياً تعتبر مركزاً سياحيّاً مهمّاً في المنطقة؛ حيث يزورها ما يزيد عن مليوني سائح كل سنة.
قرية باري الكهفيّة
تقع في الجهة الجنوبيّة من فرنسا، وهي موجودة على شكل تجمع من البيوت الصغيرة، التي اعتقد بأنّها سكنت بالبشر قبل آلآف السنوات، فيقول البعض بأنّ خمسين شخصاً على الأقل كانوا يقيمون في هذه المدينة في أواخر القرن التاسع عشر للميلاد، أمّا في بداية القرن العشرين فلم يتبقَ سوى امرأة أرملة وحيدة تسكنها برفقة خادمها بعد أن قُتل جميع سكان المدينة نتيجة انهيار المنازل على سكانها.