مجالات اللسانيات التطبيقية واهتماماتها
مجالات اللسانيات التطبيقية واهتماماتها
يعتبر موضوع اللسانيات التطبيقية جزءا لا يتجزأ من اللسانيات العامة، ولكنها تتميز بارتباطها بشكل كبير بتحليل العملية التعليمية وتطويرها؛ ذلك أنها تجيب عن التساؤلات العلمية التي يواجهها المعلم، ولا تنحصر اللسانيات التطبيقية في الجانب التعليمي فقط بل يتوزع نشاطها على الكثير من الجوانب المعرفية مثل: صناعة المعاجم واللسانيات الاجتماعية والنفسية والإلقاء و عيوب النطق ، أنظمة الكتابة والترجمة والتحليل الأسلوبي وغيرها.
مجالات اللسانيات التطبيقية
تنوعت مجالات اللسانيات التطبيقية ويمكننا في حصرها في النشاطات والمجالات الآتية:
تعلم اللغات
من أهم مجالات اللسانيات التطبيقية مجال التعليم والتعلم للغات بكافة أشكالها، وتعتبر من أهم مجالات اللسانيات التطبيقية، بل ومن أكثر المجالات اتساعا وقبولا لتنفيذ النظريات عليها، ولكن الاستفادة من علم اللسانيات التطبيقية يختلف من لغة لأخرى حسب اقتناع علماء اللغة بهذه النظريات وتطبيقاتها، وربما استفدنا منها في لغتنا العربية في مجال التعبير والقراءة الصامتة والجهرية.
التخطيط اللغوي
بمعنى أن يعيش الإنسان في أحد المجتمعات وتعيش اللغة في هذا المجتمع كفرد يحيا بحياتها ويموت بموتها فإن ضعف المجتمع ضعفت وإن قوي وازدهر قويت وازدهرت ولكن المشكلة في وجود تنوع لغوي خاص باللهجات داخل كل مجتمع مما يصنع تحديا كبيرا في السياسات التي تحكم البلاد كما يؤثر ذلك على الاقتصاد.
قام علماء اللسانيات بابتكار طريقة للقضاء على مشكلات تنوع اللهجات وذلك من خلال اللسانيات التطبيقية،حيث أوجدوا طريقة منهجية وأسموها بالتخطيط اللغوي والذي يأخذ اللغة من محيط المجتمع الموجود فيها فيقوم بالبحث عن البدائل الممكنة من خلال تبديل الفصحى بالعامية على سبيل المثال، أو استحداث نظام لغوي وطني أو عالمي مشترك بين الجميع.
المعجمية وصناعة المعاجم
تعتبر صناعة المعاجم هي المجال الأقل حظا في مجال اللسانيات التطبيقية؛ ذلك لأن استعمال المعاجم لا يقوم على نظرية ما يثبتها أو ينكرها، كما أن إرجاع صناعة المعاجم لعلم النحو في القرن العشرين سبب هذه الجفوة بين المعاجم واللسانيات التطبيقية، ولا ننسى التغيرات السريعة في المدارس اللغوية التي أثرت على ذلك.
ولكن وعلى الرغم من هذه المشكلات الكبيرة بين اللسانيات والمعاجم إلا أننا نرى العلاقة بينهما أفضل في المعاجم ثنائية اللغة والتي يكون الهدف الأساسي هو تزويد الناطقين بلغة أخرى بأكبر حصيلة لغوية يستفيد منها.
المصطلحية بفرعيها النظري والتطبيقي
التي تعني البحث في نظرية المصطلحات وكيف يمكن وضع المصطلحات ثم كيفية ترتيبها ضمن توثيق محدد ودقيق.
نظرية الترجمة أو علم الترجمة
يكاد هذا المجال ينافس مجال تعليم اللغة وربما كان السبب هو هذا الانفتاح الحضاري على الموروثات الثقافية للأمم، فنلاحظ اهتمام الناس بمعرفة ما يحمله فكر الآخر خاصة ونحن الآن في ثورة معرفية يكاد العلم فيها وأشكال المعرفة تتطور وتتغير في كل دقيقة على الرغم من وجود مشكلات ترتبط باختلاف اللغات وأساليبها في التعبير وغيرها من المشكلات
أمراض الكلام وعلاجها
يعاني البعض من عيوب واضحة في عملية النطق خاصة في عملية إنتاج الكلام أو اللغة وفهمها وهنا تظهر أمراضًا تسمى عيوب نطق أو أمراض الكلام مثل اللعثمة واللجلجة وغيرها فما كان من علم اللسانيات التطبيقية سوى الإفادة من نتائج علم الصوتيات النظري والتطبيقي والتقنيات الخاصة بهما للكشف عن هذه العيوب ومحاولة علاجها.
اختبارات اللغة
بما يتبع هذا المجال لعملية تعليم اللغات التي تعدّ أهم مجالات اللسانيات التطبيقية إلا أن قياس مدى تحقق أهداف التعلم يعتبر مجالا نشطا من مجالات اللسانيات حيث يوضح لنا من خلال الاختبار سلبيات وإيجابيات عملية التعليم فهو بمثابة التغذية الراجعة التي تبين مدى تحقق المراد، فمن خلال تطبيقات اللسانيات نتمكن من وضع نظريات اللغة تحت المجهر وندرك مدى فهمنا لهذه اللغة.
اهتمامات اللسانيات التطبيقية
تقوم اللسانيات التطبيقية على تطبيق ما جاء من نظريات في اللسانيات بشكل عام والإفادة منه في عملية التعليم ولها اهتمامات محددة هي:
- العمل على تجريب القوانين العلمية التي نتجت عن اللسانيات العامة عن طريق وضعها تحت الاختبار.
- عدم الوقوف على استخدام القوانين و النظريات التي وضعتها اللسانيات العامة في مرمى أنشطة أخرى غير التي وضعت لها من أجل تعميم الفائدة منها.