متى يجب الطلاق
الزّواج
أكّد الإسلام على سنّة الزّواج كعلاقةٍ مقدّسة بين الجنسين الذّكر والأنثى، وقد أراد الإسلام لهذه العلاقة أن تكتسب صفة الاستمراريّة والدّوام في جوّ من السّكينة والودّ والاحترام بعيداً عن الخلافات والمشاكل، لذلك وضع الإسلام الضّوابط لهذه العلاقة والمنهج الواضح في حلّ المشاكل والنّزاعات التي يمكن أن تحصل بين الزّوجين مستقبلاً.
حكمة الشّريعة في معالجة المشاكل
كانت الشّريعة الإسلاميّة غايةً في الحكمة في معالجة المشاكل والنّزاعات بين الزّوجين، فقد تدرّجت الشّريعة في ذلك تدرجاً يتناسب مع حالة الخلاف والنّزاع بين الزّوجين، فالمشاكل عندما تستعصي ويزداد شررها لا يوجد لها حلّ سوى إنهاء العلاقة الزّوجيّة من خلال الطّلاق، فما هي نظرة الإسلام إلى الطّلاق ؟ ومتى يكون واجباً ؟
نظرة الشّريعة الإسلاميّة إلى الطّلاق
ذكرت الشّريعة الإسلاميّة الطّلاق كوسيلةٍ أخيرة من وسائل حلّ المشاكل بين الزّوجين، فالطّلاق هو حلٌّ أخير أجازته الشّريعة الإسلاميّة مع الكراهة، فهو أبغض الحلال إلى الله تعالى، ولا يبنغي على المسلم أن يلجأ إلى هذه الوسيلة إلاّ إذا استعصت عليه وسائل الحل الأخرى ولم تجدِ نفعاً.
وسائل حل الخلافات بين الزّوجين
- الوعظ والنّصيحة، فعلى الزّوج إذا أحس نشوزاً من زوجته أو رأى منها شيئاً يكرهه، أن يبدأ بنصيحتها ووعظها وتذكيرها بحقّه عليها، وكذلك تفعل الزّوجة إذا أحسّت من زوجها ترفعاً أو قلّة احترام لها، حيث إنّ الوعظ والنّصيحة يبنغي أن يكونا من خلال أساليب حكيمة، وكلام حسن حتّى تتأتّى ثماره ويحصل المراد.
- الهجر، فمن الوسائل التي يمكن اتباعها كذلك مع الزّوجة هجرها في المضجع، كما ذكرت الآيات الكريمة، وينبغي أن يكون هذا الهجر على قدر الحاجة من دون التّشديد فيه، لأنّ الهدف من الهجر إيصال رسالةٍ إلى الزّوجة أنّها مخطئة وينبغي لها أن تراجع نفسها.
- إرسال الحكام من الأهل والأقارب، فمن الأساليب التي تتبع لحلّ الخلافات الزّوجيّة أن يبعث كلّ طرفٍ من أطراف الحياة الزّوجيّة حكماً من أهله يعرف بالصّلاح والتّقوى والحكمة، لعلّهما يوفّقان إلى إصلاح العلاقة ما بين الزّوجين.
الطّلاق حلّ أخير
يأتي الطّلاق كوسيلةٍ أخيرة تستخدم إذا تعذّرت الوسائل الأخرى وكان لا بدّ منها، ويكون الطلاق واجباً حينما يشعر الزّوج باستحالة استمرار العلاقة مع زوجته، أو يرى منها أمراً لا يحتمل سوى هذه الوسيلة؛ مثل معاداة الدّين أو كره شعائره، أو الإتيان بالكبائر والإصرار عليها، أو التّقصير في تربية الأبناء ورعاية البيت تقصيراً فاحشاً بيّناً، أو عملها في أعمال تنافي الأخلاق والفضيلة.