متى كانت الإسراء والمعراج
متى كانت الإسراء والمعراج
تعددت آراء علماء السيرة النبويّة في تحديد وقت حادثة الإسراء والمعراج ، وأرجح الأقوال هو ما قيل بأنها قد كانت في ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقيل: ليلة السابع عشر.
قصة حادثة الإسراء والمعراج
بدأت قصة الإسراء منذ أن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- رضيعاً، إذ أتاه ملك فشقّ صدره وهو في بني ساعدة عند حليمة السعدية -رضي الله عنها-، وقد تكررت هذه الحادثة مرةً أُخرى ورسول الله في بيت أُم هانئ -رضي الله عنها-، إذ ثبتت هذه القصة في صحيح البخاري، فكانت بمثابة تهيئة روحيّة ومعنويّة لرسول الله لِما سيُشاهده لاحقاً في رحلة الإسراء والمعراج وفي سدرة المنتهى من أحداث تحتاج لقلب ثابت لا يزيغ.
وذات ليلة أتى جبريل لرسول الله وهو في البيت الحرام في مكة المكرمة ومعه دابة تُسمى البراق ؛ وهي دابة دون الفرس وفوق الحمار، وكان هذا البراق يسير بسرعة عالية جداً، فركبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصحبة جبريل -عليه السلام-.
فسار بهم إلى بيت المقدس، وقد ذكر القرآن الكريم هذه الرحلة في سورة الإسراء، قال -تعالى-: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
أما رحلة المعراج فهي رحلة أخرى أتت بعد رحلة الإسراء؛ وقد بدأت هذه الرحلة من بيت المقدس إلى سدرة المُنتهى في السماوات العُليا إلى ربِّ العزة -جل جلاله- ثم العودة إلى المسجد الحرام في مكة المُكرمة، وعودة رسول الله إلى مكانه، وقد ذُكرت هذه الرحلة في سورة النجم، في قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى* عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى* ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى* لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).
سبب حادثة الإسراء والمعراج
بعد ما واجهه رسول الله من إعراض وصدود أهل الطائف عن الدعوة الإسلامية، وفي وسط المآسي والآلام التي تحمّلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سبيل نشر دين الله وتبليغه في كل أنحاء الدُّنيا من كُفار قريش، جعل الله رحلة الإسراء والمعراج؛ تسريةً عن قلب رسول الله الحزين وفؤاده الجريح، فحملت له هذه الرحلة بشارات وأماراتٍ زادته يقيناً وتمسُّكاً بدعوته، فقد اشتملت على الكثير من مظاهر العناية الإلهيّة.
وقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الرحلة بعضاً من آيات الله الكُبرى كما ذكرت آيات سورة النجم؛ وكان مما رآه: الأنبياء والرُّسل ، والملائكة، والسماوات، والجنة والنار، وبعض نماذج من العذاب والنعيم لأصنافٍ مُعيّنة من الناس المُتعلقة بأصحاب ذنوبٍ مُعينة، فرأى ما دعا النّاس إليه من أمور الغيب؛ لذلك زادته هذه الرحلة يقيناً بدعوته.