متى تبدأ وتنتهي أيام التبويض
التبويض
يَمر جسم المرأة بتغيرات كثيرة كل شهر تتمثّل بما يُعرف بالدورة الشهرية (بالإنجليزية: Menstrual cycle)، التي يَطرأ فيها تغيُّرات على نِسب الهرمونات والرحم تحضيراً لاحتمالية حصول حمل، وتختلف مدة الدورة الشهرية من مرأة لأُخرى، إلّا أنّها بشكل عام تتراوح بين 21-35 يوماً. وعادة في كل شهر يقوم أحد المِبيَضين بإنتاج بويضة ناضجة وطرحها إلى الرحم عبر قناة فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube) لِيتم تلقيحها بحيوان منوي واحد وحدوث الحمل، وفي حال عدم حصول التلقيح تموت البويضة أو تتحلل ويدخل الرحم بطَور الحيض، حيث تنسلخ بِطانة الرحم، وينزل دم الحيض لمدة تتراوح بين ثلاثة وسبعة أيام.
ومن الجدير بالذكر أنّ عمليّة التبويض تُنظَّم عن طريق هرمونات متعدّدة تتحكم بها منطقة في الدماغ تُسمّى تحت المِهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، حيث تُعتبر حلقة الوصل بين الجهاز العصبي والغدّة النخامية ، فيأمُرها بإفراز الهرمونات المُنظِّمة للدورة الشهريّة. وتبدأ الدورة الشهرية بطَور يُدعى الطَور الجُريبي (بالإنجليزية: Follicular phase)، حيث تقوم الغدّة النخامية بإفراز الهرمون المُنشِّط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) الذي يَحُث المِبيَض على إنتاج 5-20 جُرَيب كل منها يحتوي على بويضة غير ناضجة، ينضج منها بيوضة واحدة فقط وتموت باقي البويضات، ويتزامن نضوج البويضة مع زيادة سمك بِطانة الرحم استعداداً للحمل. وبعد ذلك يبدأ طَور الإباضة بانطلاق البويضة الناضجة إلى الرحم عبر قناة فالوب، فإما يتم تلقيحها بواسطة حيوان منوي أو تموت.
وقت بداية ونهاية التبويض
يتم احتساب الدورة الشهرية من أول يوم لنزول الحيض في الشهر الحالي إلى اليوم الأول للحيضة التالية، وعادةً ما يحدث التبويض في منتصف الدورة الشهريّة تقريباً؛ فمثلاً يكون التبويض في اليوم الرابع عشر من دورة مُدّتها 28 يوماً، وتبقى البويضة المطلقة حية لمدة تتراوح بين 12-24 ساعة. ولكن لحسن الحظ لا تُعتبر هذه الساعات القليلة هي الوحيدة الممكنة لحدوث الحمل؛ إذ يمكن أن يحدث الحمل في حال ممارسة العلاقة الزوجية قبل الإباضة أيضاً، وذلك استناداً على أنّ الحيوان المنوي يمكن أن يبقى حياً في جسم المرأة لمدة ثلاثة أيام تقريباً، ففي حال تم الجماع خلال ثلاثة أيام قبل يوم الإباضة تكون فرصة حدوث الحمل مرتفعة، وبالتالي نستنتج أنّ فترة خصوبة المرأة والتي تمثل أعلى فرص لحدوث الحمل تتضمن يوم الإباضة والأيام الثلاث التي تسبقه في العادة، وتُعرف هذه الفترة بنافذة الخصوبة. ويمكن بشكل عام الاستدلال على يوم الإباضة بعدة أمور منها:
- إجراء فحص الإباضة: وهو فحص يَعمل على الكشف عن فترة الإباضة قبل موعدها ب 12-24 ساعة، اعتماداً على ارتفاع نسبة هرمون ملوتن أو الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) في الجسم، ويتم الكشف عنه عن طريق البول.
- مراقب أعراض وعلامات الإباضة: ومن الأعراض التي يمكن للمرأة تتبعها لتميّز يوم حدوث الإباضة:
- ارتفاع درجة حرارة جسم المرأة الأساسيّة: تتأثر درجة حرارة الجسم الأساسية بمراحل الدورة الشهريَّة فتنخفض قليلاً قبل يوم الإباضة ثم ما تلبث أن ترتفع بمعدل 0.5 درجة مئوية في وقت قريب بعد حدوث الإباضة، وذلك بسبب ارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) في الدم، ولتتمكن المرأة من تحديد التغير الذي يطرأ على درجة الحرارة الأساسية لجسمها عند حدوث الإباضة لابدّ من أن تقوم بتتبع وقياس درجة حرارة جسمها على مدى بضعة أشهر، على أن يكون ذلك في الصباح عند الاستيقاظ، وبواسطة ميزان حرارة دقيق.
- تغيُّر في إفرازات عنق الرحم: حيث يُنصح بمراقبتها يومياً وملاحظة أي اختلاف يطرأ عليها، فمثلاً عند الإباضة تزداد كمية الإفرازات المهبلية وتقل كثافتها.
- الشعور بألم أسفل البطن: تشعر 20% من الإناث فقط بألم عند حدوث الإباضة وعلى جانب واحد من البطن في العادة.
اضطرابات ومشاكل التبويض
تُعتبر فترة التبويض من أهم مراحل الدورة الشهريّة، حيث إنَّ أي مشكلة صحية أو اضطراب فيها قد يُؤثر في خصوبة المرأة إما بتعريضها للمعاناة من ضعف الخصوبة أو العقم ، وفيما يلي بعض المشاكل التي من الممكن أن تتعرض لها المرأة:
- متلازمة تكيُّس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic Ovarian Syndrome) يُعتبر هذا الاضطراب السبب الأكثر شيوعاً لضعف الخصوبة أو العقم عند النساء، وهي حالة يزداد فيها حجم المِبيض بسبب نمو غير طبيعي لأكياس بداخله، حيث تَكون هذه الأكياس صغيرة الحجم ومملوءة بسوائل في العادة. وتؤثر هذه الحالة في إفراز الهرمونات فيَختَل نظام الإباضة، ويظهر عدد من الأعراض والعلامات على المصابة مثل؛ السمنة، ونمو الشعر غير الطبيعي، ومقاومة الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin Resistant)، وظهور حب الشباب.
- اضطرابات تحت المهاد: (بالإنجليزية: Hypothalamic dysfunction) ذكرنا سابقاً أنّ منطقة تحت المهاد تتحكم بإفراز الهرمونات المُنظِّمة للدورة الشهريّة، فمن الطبيعي أن تتأثر الإباضة عند حدوث اضطراب في عمل تحت المهاد، وذلك في حال تسبب الاضطراب الحاصل بخلل في إفراز هرمونيّ الإستروجين (بالانجليزية: Estrogen) والبروجستيرون، مما قد يؤدي لحدوث اضطراب في نظام الدورة الشهرية أو انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Amenorrhea). ومن العوامل المؤدية إلى اضطرابات تحت المهاد؛ ممارسة التمارين الرياضية المفرطة، والتوتر النفسي، وانخفاض الوزن الشديد.
- فشل المبايض المبكر: (بالإنجليزية: Premature ovarian failure) أو ما يُعرف بقصور المِبيَض الأساسي ، ويتمثّل بعدم قدرة المِبيض على القيام بإفراز هرمون الإستروجين بشكل طبيعي، أو عدم قدرته على إنتاج البويضات بشكل منتظم، بحيث يحدث هذا القصور في وقت مبكر قبل بلوغ سن الأربعين، ومن الأعراض المصاحبة له؛ عدم انتظام الدورة الشهرية، وصعوبة حدوث الحمل أو العقم، والتعرُّق اللّيلي، وقلة إفرازات عنق الرحم، ووجود صعوبة في التركيز.
- فرط برولاكتين الدم: (بالإنجليزية: Hyperprolactinemia) وهو ارتفاع نسب هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) المعروف بهرمون الحليب في دم المرأة، والذي يلعب دوراً أساسياً في تنظيم الدورة الشّهرية، ونمو الثّدي، وإدرار الحليب. يتم إفراز هذا الهرمون من الغدّة النخاميّة في الدماغ، وتؤثر زيادة إفرازه في مستوى هرمون الإستروجين ، فيقلل من مستوى الإستروجين في الدم، مما يتسبب باضطراب الإباضة وعدم انتظام فترة الطمث أو انقطاعها، بالإضافة لاحتمالية نقص الكثافة العظمية ، وإدرار الحليب عند المرأة غير الحامل. ويَعود سبب زيادة هرمون البرولاكتين إلى مشاكل صحية مختلفة، ومنها:
- تكوُّن ورم حميد في الغدّة النخامية، وهو السبب الأكثر انتشاراً بنسبة 50-60% من الحالات.
- زيادة نشاط خلايا الغدّة النخاميّة.
- قصور الغدّة الدرقيّة.
- تناول بعض الأدوية، مثل بعض أنواع أدوية الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم.
- حدوث ضرر في منطقة الصدر، سواءً كان ناجماً عن الإصابة بمرض الحزام الناري ، أو النُّدب الناتجة عن العمليات الجراحية، وغير ذلك.