ماذا يفعل المؤمن في آخر الزمان؟
أحاديث شريفة ذكرت المؤمن آخر الزمان
علم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من ربّه -وهو لا ينطق عن الهوى- أنّ المؤمن في آخر الزمان يلقى من الفتن والأحداث الشيء الكثير، وذكر لنا في الأحاديث الصحيحة ما سيحدث من أمورٍ لا يرضاها المؤمن، ولا يفعلها؛ وذلك حتى يكون أبعد عنها، ويحذر الناس من فعلها، ومن هذه الأحاديث ما يأتي:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ قَلِيلٍ مِنَ الدُّنْيَا).
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ الْمُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «كَالنَّخْلَةِ وَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَأُكِلَتْ فَلَمْ تُفْسَدْ، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، أَوْ كَقِطْعَةٍ مِنْ ذَهَبٍ أُدْخِلَتِ النَّارَ فَأُخْرِجَتْ، فَلَمْ تَزْدَدْ إِلَّا خَيْرًا).
- يبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن في آخر الزمان أنّ رؤياه في منامه ستكون صادقةً لا تكذب؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا).
دور المؤمن في فتن آخر الزمان
إنّ المؤمن أو المسلم الذي عرف ربّه، وآمن به، وصدّق بكتابه، وآمن بالوعد والوعيد، وما أُعدّ للمؤمنين من نعيم الجنّة ، وما أُعدّ للكافرين والعصاة في النار، لا تؤثر عليه ريح الفتن والأهواء والشهوات والمعاصي، ولا يشعر باليأس من ظروف الفقر والقهر والآلام؛ لأنّه يدرك أنّ ما عند الله -تعالى- خيرٌ وأبقى، ويدرك أنّ الله -تعالى- يعطيه من الأجر ويفتح عليه من خير الدنيا والآخرة بمجرد صبره، وثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي على الناسِ زمانٌ، الصابرُ منهم على دينِهِ له أجرُ خمسينَ منكم. قالوا: يا رسولَ اللهِ، أجرُ خمسين منَّا؟ قال: نعم، أجرُ خمسينَ منكم. قالها ثلاثًا).
وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن أن يصبر على أذى الناس، وأن يخالطهم ويعاملهم؛ فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)، فلا يستغني الإنسان عن معاملة الناس، وفي نفس الوقت لا تخلو صفات الناس ممّا يعكّر صفو المؤمن ويسبّب له الضيق والحزن والغضب.
وعلى المؤمن أن يكون في زمان الفتن والشهوات فاعلًا في المجتمع، مغيِّرًا حاله للأفضل، لا متغيِّرًا يميل مع أهواء الناس ومقلِّدًا لأخطائهم ومتَّبعًا للشهوات، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر ، وهذه وصيَّة الله -تعالى- في كتابه حيث قال: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقال -تعالى- ذاكرًا أمّة الإسلام بالمدح والثناء: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ).
أمور وأعمال تجب المحافظة عليها آخر الزمان
فيما يأتي ذكرٌ لبعض الأعمال التي يجب على المؤمن أن يحافظ عليها آخر الزمان:
- المحافظة على تلاوة كتاب الله -تعالى- وفهمه وتفسيره؛ فهو خير حافظٍ وخير معينٍ، وخير ما يربط المسلم بآخرته، ويحذّره من أعدائه، ويزكّي نفسه، ويبعده عن الفتن.
- الإكثار من العبادة والنوافل، والصدقات وأعمال الخير؛ لأنّ أجورها في هذا الزمان مضاعفةٌ، والمؤمن في آخر الزمان في أمسّ الحاجة إلى عون ربّه والتضرّع إليه.
- الابتعاد عن المال الحرام والحذر منه، لكثرته في آخر الزمان؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ).
- الاطلاع على الأخبار ومعرفة الأحداث، ودراسة أحاديث الفتن وعلامات الساعة؛ حتّى يكون على علمٍ ودرايةٍ، وحتّى يكون حذرًا ممّا قد يباغته ويفاجئه.
- تربية أبنائه التربية الصالحة ، التي تحصنهم من الفتن، وتجعلهم أهلًا للصبر والتقوى في زمن الفتن والأهواء والشهوات.