ماذا اكتشف ابن سينا
ابن سينا
ابن سينا هو الطّبيب والفيلسوف المسلم أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحَسَن بن علي بن سينا، وُلد ابن سينا عام 370 هـ (980 م)، في قرية أفشنة في أوزبكستان، وعُرِف باسم الشَّيخ الرّئيس، وأمير الأطبَّاء، وأبو الطبِّ الحديث، وحجة الحق، وشرف الملك، والحكيم، والوزير، والمعلم الثّالث، وسماه الغربيون (Avicenna). حفظ ابن سينا القرآن الكريم في العاشرة من عمره، ثمَّ تَلقّى علوم الفقه، والأدب، والفلسفة، والطّب، ويقال أنّه عالج وهو لم يتجاوز الثّامنة عشر السُّلطان نوح بن منصور السَّاماني الذي ألحقه ببلاطه ووَضع مكتبته الخاصّة تحت تصرُّفه.
منهج ابن سينا
خالف ابن سينا الكثير من علماء وفلاسفة اليونان مثل أرسطو وأفلاطون في كثير من الآراء التي لا يمكن الوصول إليها بالعقل والمنطّق، والخبرة، وتجرأ على القول بأنّ الفلاسفة كغيرهم من البشر، ليسوا معصومين عن الخطأ، وهو ما لم يجرؤ على التّصريح به علماء وفلاسفة ذلك الزّمان، وقد اعتمد ابن سنا في دراساته الطبيّة على التّجارب والمنهج العلمي للتمكّن من تشخيص الأمراض، واكتشاف العلاج، وتحضير الأدوية، وتوصّل إلى أنّ لكلً مرضٍ سبب، وبذلك نأى بعلم الطّب عن الخرافة، والسّحر، والشّعوذة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ومن أهم ما يميّز منهج ابن سينا اتصاله الدّائم بالله، وأخذه بالأسباب، ثم الدعاء لله أن ييسر له ما تعسّر، ويفتح له ما استغلق على فهمه.
إسهامات ابن سينا في مجال الفلسفة
يُعد ابن سينا من مؤسسي الفلسفة الإسلاميّة، وقد أخذ الفلسفة عن الفارابي، إلا أنّه زاد فيها وأضاف عليها، ومن إسهاماته في مجال الفلسفة ما يأتي:
- وضّح أنّ النفس جوهر قائم بذاته، وشيء مستقل، ومُغاير عن البدن، وأثبت فكرة الأنا التي أخذ بها العديد من الفلاسفة الذين جاءوا بعده مثل فرويد، وديكارت، وبرجسون، وكان ممّا أضافه في كتاب النجاة: (إنّ النفس لا تموت بموت الجسم؛ لأنّ كل شيء يفسد بفساد شيء آخر، ينبغي أن يكون متعلّقاً به، والنفس منفصلة في وجودها عن البدن تمام الانفصال؛ لأنّها جوهر قائم بذاته، فليس تعلّقُ النفس بالبدن تعلّقَ معلولٍ بعلّةٍ ذاتيّةٍ).
- ميّز بين الشّعور والأنا، فالأنا هي شخصية الإنسان المميزّة، والشّعور هو القوة التي توحّد الذّات وتجمع أطراف الشّخصيّة، وهو السّبيل إلى معرفة الأحوال الشّخصيّة حتى تؤثّر تلك الأحوال في السّلوك.
- حدّد أصول السّعادة الأربعة، وأولها أنّ لكل قوة نفسيّة لذة ملائمة لها، وثانيها أنّ اللّذات تُقسّم إلى مراتب بحسب سلم القيّم، فهناك لذات أشرف وأدوّم من غيرها، وثالثها أنّ اللّذة النّاتجة عن تجربةٍ وشعور تكون أقوى من اللّذة التي يتخيلها الإنسان ولا يجربها، ورابعها أنّ وجود شواغل قد تمنع بلوغ الكمال للقوة النّفسيّة.
اكتشافات ابن سينا
قدّم ابن سينا للبشرية الكثير من الاكتشافات والابتكارات، التي فاقت إمكانيات عصره، وذلك بفضل سعة اطلاعه، وعلمه، وعقله، ومن أهم اكتشافات ابن سينا ما يأتي:
- اكتشف أنّ الهواء الفاسد يحتوي على عوامل يمكن أن تنقل الأمراض للإنسان.
- ميّز بين مغص الكلى ومغص المثانة، ووضحّ طريقة استخراج الحصى من كل منهما.
- اكتشف مرض التهاب غشاء الجنب المحيط بالرّئتين بدقة، وميزّ بينه وبين التهاب الرّئة، وخُراج الكبد.
- اكتشف مرض التهاب السَّحايا الحاد، وميزّ بينه وبين الأنواع الأخرى من التهاب أغشية السَّحايا.
- اكتشف الفرقَ بين الإصابة باليرقان النّاتج عن انسداد القنوات الصّفراويّة، واليرقان النّاتج عن انحلال كريّات الدّم.
- اكتشف تأثير العلاج النّفسي على الآلام العصبيّة، وطبقّه على مرضاه.
- اكتشف أهمية ممارسة الرّياضة لعلاج أمراض الجسد، وما يتبعها من اعتلال المزاج.
- اكتشف الدّودة المستديرة المعروفة حالياََ باسم (الإنكلستوما)، ووصفها بالتّفصيل، وبيّن أعراض المرض الذي تسببه.
- اكتشف الدّيدان التي تتطفّل على عين الإنسان، وديدان الفلاريا التي تسبّب داء الفيل.
- وصف السّكتة الدماغيّة التي تنتج عن كثرة الدّم.
- استخدم المسبار المعقّم لعلاج القناة الدّمعيّة.
- اكتشف أهميّة تغليف الحبوب قبل تقديمها للمرضى.
- اكتشف بعض الأمراض النّسائيّة؛ مثل الأورام الليفيّة، والانسداد المهبلي، والإسقاط.
- اكتشف مرض احتباس الدّم الذي قد يصيب الأم النفساء وما يسببّه من أورام، وحميات حادة.
- اكتشف أنّ الولادة المتعسرّة، أو موت الجنين داخل الرّحم قد يسبّب تعفُّن الرّحم.
- اكتشف أنّ الرّجل هو الذي يحدّد جنس الجنين وليس المرأة، وهو ما أكدّه العلم الحديث.
- اكتشف وجود كائنات حيّة دقيقة في الماء تنقل بعض الأمراض، وذلك ما أكّده العلماء بعد اكتشاف المجهر.
- ابتكر عدة طرق لإيقاف النّزيف مثل الرّبط، وضغط اللحم فوق العرق، وإدخال الفتائل، والكي بالنّار، و الكي بدواء كاوٍ.
مؤلفات ابن سينا
كتب ابن سينا العديد من الرّسائل، والأراجيز، والكتب في الفلسفة والطّب، واللاهوت، وعلم الفلك، والهندسة، وغيرها من العلوم، وتُرجمت معظم مؤلفاته إلى اللاتينيّة، ومن مؤلفاته ما يأتي:
- أطروحة بعنوان مقال في النّفس، وهي أول أعماله.
- كتاب الحكمة العروضيّة، ويتحدث فيه عن فلسفة أرسطو .
- كتاب الشّفاء.
- كتاب المعرفة الذي كتبه باللغة الفارسيّة.
- كتاب الإشارة والتّنبهات، ويناقش فيه مواضيع تتعلّق بالمنطق وما وراء الطّبيعة.
- كتاب الحكمة المشرقيّة.
- كتاب القانون في الطّب، ويتكوّن من أربعة عشر مجلداََ، وقد تُرجم إلى اللاتينيّة في بداية القرن الثّاني عشر، وبقي يُدرَّس في جامعات أوروبا حتَّى أواخر القرن التَّاسع عشر.
- كتاب الأدوية القلبيَّة.
- كتاب دفع المضار الكلِّية عن الأبدان الإنسانية.
- كتاب القولنج.
- رسالة في سياسة البدن وفضائل الشَّراب.
- رسالة في تشريح الأعضاء.
- رسالة في الفَصد.
- رسالة في الأغذية والأدوية.
- أرجوزة في التَّشريح.
- أرجوزة المجرّبات في الطّب والألفيّة الطبِّية.