ماذا اكتشف ابن بطوطة
ابن بطوطة
ابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي، وكان أبوه فقيهاً يعمل في القضاء والذي أعدّ ولده ليكون خلفاً له، فقد حفظ القرآن الكريم، إلا أنّه لم يُكمل دراسة الفقه بسبب رغبته في السفر والترحال، وبدأ رحلته في الثانية والعشرين من عمره.
كان ابن بطوطة ذا معرفة بطب الأعشاب الذي كان الناس يتداوون بها، فكان يُداوي نفسه بنفسه، وقد اكتشف الكثير من الأسرار في رحلته، فهو أول من كتب شيئاً عن استعمال ورق النقد في الصين، وعن استعمال الفحم الحجري.
ترحال ابن بطوطة
رحلة ابن بطوطة الأولى
أظهر ابن بطوطة خلال ترحاله مدى ترابط الأمة الإسلامية ووحدتها، فهو خرج في رحلته بالقليل من المال، إلا أنّ ترابط الأمة وتوحدها أدى إلى معاونته في رحلته، وتزويده بكافة متطلباته، واستمرت رحلته الأولى لمدة أربع وعشرين سنة مر من خلالها بمراكش، وتونس، والجزائر، وطرابلس، ومصر، وفلسطين، ولبنان، والحجاز، وسوريا، فقد حج حجته الأولى، ثمّ غادر من مكة إلى بلاد العراق، وإيران، والأناضول، بعد ذلك عاد إلى مكة وحج حجته الثانية.
خرج ابن بطوطة إلى كل من الهند، وخراسان، وأفغانستان، وتركستان، وكابول، والسند، كما تولى القضاء في مدينة دلهي على المذهب المالكي، وعندما أرسل السلطان محمد شاه وفداً إلى ملك الصين خرج ابن بطوطة به، وعند عودته مر بجزيرة سرنديب، وبالهند، والصين، وبعد ذلك عاد إلى بلاد العرب عن طريق سومطرة، فزار كلاً من بلاد العجم، وفلسطين، وسوريا، ثمّ مكة المكرمة فحج حجته الرابعة، ثمّ قرر العودة إلى بلاده فمر بمصر، وتونس، ومراكش، والجزائر، ووصل فاس عام ألف وثلاثمئة وتسع وأربعين.
رحلة ابن بطوطة الثانية
عندما كان ابن بطوطة يذكر ما تمتع به في حياته من نعمة وجاه يقول: (إنما كان لأنني حججتُ أربع حجات)، وبعد ذلك قام برحته الثانية بعد أن بقي فترة قصيرة في فاس، إلا أنّه اشتاق للسفر إلى الأندلس، فمر في طريقه بطنجة، وجبل طارق، وغرناطة، ثمّ رجع إلى فاس، وفي عام ألف وثلاثمئة واثنين وخمسين قام ابن بطوطة برحلته الثالثة إلى بلاد السودان، ثمّ إلى مالي، والعديد من البلاد الإفريقية، ثمّ عاد إلى فاس، وظلت رحلته هذه لمدة سنتين.
ابن بطوطة الرحالة الأمين
تعلم ابن بطوطة خلال رحلاته اللغتين الفارسية والتركية فأتقنهما، وكان قد قطع مئة وأربعين ألف كيلومتراً أكثرها في البحر، وقد تعرض للعديد من الاخطار، والمهالك في الغابات والصحاري، وقطاع الطرق، وقراصنة البحر، إذ نجا مرات عديدة من الموت والأسر.
اتصل ابن بطوطة بالسلطان أبي عنان المريني، وأقام في حاشيته يقص على الناس ما رآه من عجائب الأسفار، وعندما علم السلطان بما ينقله من طرائف الأخبار عن البلاد التي زارها أمر كاتبه الوزير محمد بن جزي الكلبي أن يُدون ما يُمليه عليه ابن بطوطة، وفرغ من كتابتها عام ألف وثلاثمئة وست وخمسين، وسُميت بتحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، وقد بقيت رحلته موضع تقدير العديد من العلماء، والباحثين لمدة طويلة، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، وتم نشرها في لندن عام ألف وثمانمئة وتسع وعشرين، كما تُرجمت إلى اللغة الفرنسية أيضاً، ونُشرت في باريس عام ألف وثمانمئة وثلاث وخمسين، كما تُرجمت إلى اللغة الألمانية ونُشرت عام ألف وتسعمئة واثني عشر، وقد تُرجمت إلى اللغة التركية أيضاً.
في عام ألف وثلاثمئة وثماني وسبعين تُوفي ابن بطوطة في طنجة، فمن يذهب لزيارة المغرب يجد طريقاً في مدينة طنجة اسمه درب ابن بطوطة مكان عيشه، كما يجد ضريحه قريباً من سوق طنجة.