ما هي ورشة العمل
ما هي ورشة العمل؟
تعرف ورش العمل بأنّها اجتماعات مصممة خصيصًا لتحقيق عدد من الأهداف ، كما يمكن تعريفها على أنّها برامج تعليميّة قصيرة تتراوح مدتها ما بين 45 دقيقة إلى يومين كاملين، وقد تكون جلسة واحدة في الأسبوع وتمتدّ لعدة أسابيع، ويقدمها أشخاص ذوي خبرة في هذا المجال، ويلتحق بها عدد يتراوح بين 6-15 مشاركًا، والذينَ غالباً ما يكونون جميعهم متخصصين في نفس المجال، وتهدف هذه الورش لتدريس أو تقديم مهارات، أو تقنيات، أو أفكار عملية للمشاركين في الورشة وفي نفس تخصصهم، حتى يتمكنوا من استخدامها في عملهم أو حياتهم العمليّة، وغالباً ما تكون ورش العمل تفاعليّة وتشاركيّة، وتنتهي بتقديم نشرات أو مقترحات للمشاركين المهتمين بالمزيد من الدراسة أو القراءة.
تتميز ورش العمل بأهميّتها كبيرة لأصحاب العمل، والشركات، والموظفين، فهيَ وسيلة تفاعل مع أصحاب التخصص الواحد، وتُستخدم كجزء من عمليات إدارة التغيير، وتصميم هيكل المنظمة، ومن خلالها يمكن للموظف تجربة مختلف مجالات الموارد البشرية، كما أنّها جزء أساسيّ من التفكير التصميميّ والمنهجيات المتطورة، وتؤدي ورش العمل الناجحة إلى استخدام جميع الكفاءات المهمّة في مستقبل العمل؛ مثل الاستماع، والفضول، والموثوقية، وسرعة التعلم، واتخاذ القرار.
أنواع ورش العمل
يوجد مجموعة من أنواع ورش العمل التي تختلف عن بعضها باختلاف أهدافها ومدتها، ويمكن تلخيصها كما يلي:
- جولة روبن - المسودة الأولى: وهيَ ورش عمل تستمر لمدة 30 دقيقة، وتهدف لجعل المشاركين ينظرونَ لشيء واحد بمنظور متعدد، ويمكن عمل ورشة العمل تلك بتمرير ورقة مسودة من مشارك لآخر، وتحتوي هذه الورقة على موضوع ما يجب على المشاركين كتابة تعليق عنه من وجهة نظرهم، ثم بتمرير الورقة بينَ المشاركين وتكرار ذلك لعدّة مرات، فكلّما وصلت الورقة لمشارك سيجد تعليقات مختلفة، ووجهات نظر متعددة، وسيبحث عن التعليقات ذات الاهتمامات المشتركة، ويتجاوب مع مختلف وجهات النظر.
- جولة روبن- المسودة الثانية: وهيَ ورش عمل تستمر لمدّة 45-60 دقيقة، وتهدف للحصول على الملاحظات حولَ مجموعة من المواضيع، وتنفذ أيضًا بتمرير ورقة مسودة من مشارك لآخر، فيكون في الورقة أكثر من موضوع للتعليق عليه، وبتمرير الورقة بين المشاركين يصبح الشخص أكثر اطلاعاً على عدّة مواضيع قد تساعده في علمه.
- المجموعات الصغيرة: وهيَ ورش عمل تشمل مجموعة من المشاركين لا يتجاوز عددهم 3-4 مشاركين، ويطلعونَ فيها على مسودة سابقة ويقرؤونها بالكامل، فيحصلونَ على قراءة لوجهات نظر متعددة، ثمّ تتاح لهم فرصة التعليق وطرح الأسئلة، وتتراوح مدة هذه الورش ما بين 30-60 دقيقة.
- الشركاء: يقسّم المشاركون إلى أزواج، يتاح لهم قراءة ومناقشة الأوراق كاملة في كلّ مرحلة، ويهدف هذا النوع من الورش لتعزيز القدرة على العمل الجماعيّ، والتشجيع على التعاون في الكتابة والتفكير، ولا تزيد مدتها عن 15-30 دقيقة.
- ورش عمل مدتها 5 دقائق: وهيَ ورش قصيرة جّدًا، وتهدف لمناقشة موضوع محدد طرح أو سوف يطرح، فمن الممكن البدء بهذه الورشة أو الانتهاء بها بعد النقاش.
أهمية ورش العمل
تحقق ورش العمل العديد من الفوائد للمشاركين فيها، وتكمن أهميتها بما يلي:
- رفع مستوى العمل: يرفع النقد البنّاء مستوى العمل، كما تفيد التغذية الراجعة من وجهات نظر مختلفة بجعل العمل أكثر تميّزًا وكمالًا.
- تعلّم طرق جديدة للتفكير: إنّ الاستماع للمشاركين والمدربين في ورشة العمل يوسّع مدارك الشخص، ويعلمه طرقًا جديدة للتفكير، فيقدم أفكارًا جديدة تدعم عمله وتطوّره.
- تكوين صداقات: تعدّ ورش العمل وسيلة لمقابلة أشخاص يملكون نفس الاهتمامات والشغف وتكوين صداقات معهم.
- اكتساب مهارات جديدة: إنّ الالتحاق بورش العمل حتى القصيرة منها يساعد على اكتساب مهارات جديدة، أو يلقي الضوء على مهارات يمكن تعلّمها لاحقًا، أو تعلّم طرق جديدة في تنفيذ العمل.
- التحفيز للعمل: تساعد ورش العمل على خلق حافز للعمل، فالاجتماع مع أشخاص شغوفين سيجعل المشارك أكثر اندفاعًا لإنجاز عمله.
- الحصول على فرص جديدة: إنّ الالتقاء بأشخاص جدد في نفس المجال يزيد من فرص الحصول على عمل، فقد يكون أحد المشاركين أو المدربين على علم بوجود شاغر ما، وقد يعجب أحد المدربين بالعمل الذي يقدمه المشارك فيتيح له فرصًا جديدة.
- الاستمتاع: يساعد الشعور بالسعادة على زيادة الإبداع والإنتاجيّة، فإذا لم يتمكن المشارك من تعلّم شيء جديد فقد يكون استمتعَ بورشة العمل والتقى أشخاصًا جددًا.
نصائح للتخطيط لورشة العمل
يتطلب عقد ورشة عمل للتخطيط الجيّد لها حتى تحقق الأهداف المرجوّة منها، وفيما يلي بعض النصائح التي تحقق نجاح ورشة العمل:
- اختيار الموضوع: العنصر الأوّل في التخطيط للورشة هو اختيار الموضوع الرئيسيّ لها، وتحديد المواضيع الفرعيّة التي سيتحدث عنها المدرّب، مع ضرورة استيعابه لجميع المواضيع التي سيطرحها حتى يكون واثقاً من نفسه، وجاهزاً لأي استفسار قد يطرح عليه من قبل المشاركين.
- وضع احتياجات المشاركين بعين الاعتبار: يجب معرفة احتياجات المشاركين، وسبب التحاقهم بالورشة، ومدى توافق المواضيع المطروحة مع اختصاصهم واهتماماتهم، حتى يتمكن المدرب من تحديد ما يجب القيام به وكيفيّة القيام به.
- تحديد حجم الورشة: معرفة عدد المشاركين في الورشة لتحديد طريقة سير الأمور، فإذا كانَ عدد المشاركين 8-12 مشارك يمكن تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة من شخصين إلى 4 أشخاص، أمّا إذا كانَ عدد المشاركين أكثر من 15 مشارك فيجب تقسيمهم بحيث تختص كل مجموعة بنشاط معين.
- تحديد الوقت المتاح: يجب أن يكون الوقت المتاح متوافقًا مع أهداف الورشة المنشودة، حتى لا تكون الورشة أطول من اللازم، أو الانتهاء منها قبلَ ملء الوقت المحدد وتحقيق الأهداف المرجوة، ويمكن تحقيق ذلك بالتمرّن على الورشة قبلَ عقدها، ووضع مخطط تفصيليّ للورشة مع تقدير الوقت اللازم لإنجاز كلّ جزء منها.
- التنويع في الأنشطة: إذا كانت ورشة العمل طويلة فيجب التنويع في الأنشطة المقدّمة للمشاركين حتى لا يصابون بالملل أو الإرهاق، كما ينبغي تقديم أنشطة تفاعليّة حتى يستمتع المشاركين أكثر في ورشة العمل.
- وضع وقت للراحة: تساعد أوقات الراحة على استعادة المشاركين لتركيزهم ونشاطهم.
- تحديد وقت للتعارف: إنّ توفير وقت لتعرّف المشاركين على بعضهم البعض والتواصل والتحدث معاً هو جزء رئيسيّ لا يجب إهماله في ورشة العمل.
- التميّز في طريقة التقديم: تصبح ورشة العمل أكثر نجاحًا عندَ عرض المعلومات أو الأفكار للمشاركين بطرق مميّزة.
- وضع القواعد الأساسيّة: حتى يتمكن المدرب من السيطرة على أجواء ورشة العمل، يجب أن يضع مجموعة من القواعد أو الإرشادات البسيطة، مثل عدم التحدث مع الآخرين أثناء الورشة، واحترام آراء الآخرين، وغيرها.
- طريقة الختام: في نهاية ورشة العمل يمكن تحديد مجموعة من النقاط كملخص للورشة، أو كتابة تقرير عن ورشة العمل ، وتقديم الإرشادات والنصائح لما بعد الورشة، وإعطاء فرصة للمشاركين بتقديم النصائح لتحسين الورشة في المرّات القادمة ومشاركة ما تعلموه من الورشة.