ما هي نظرية المحاكاة؟
ما هي نظرية المحاكاة؟
تعرف المحاكاة على أنها تقليد أدب خاص بأمة معينة بهدف تحقيق النهوض والازدهار لهذا الأدب، ولكنها يوجد لها تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي، وذلك فيما يأتي:
- المحاكاة في اللغة: هي كلمة مأخوذة من حكوت اكلام أي نقلته، وتعني المماثلة والمشابهة في الفعل والقول، وتعرف لغةً أنها مصدراً وفعله حكي فمثلاً عندما أقول: حاكيت فلاناً يعني أنني فعلت نفس فعله أو قلت نفس قوله، وورد في بعض المعاجم أن المحاكاة كلمة مرافة للتقليد، وتعني إعادة الشيء تماماً كما هو مثل تقليد النحاس الذهبي بالذهب.
- المحاكاة اصطلاحاً: المحاكاة كلمة أصولها يوناينة قديمة وقد اختلف العلماء والمفكرون حول تعرفها اصطلاحاً فمنهم من قال إنها تعني المماثلة والمشابهة، ومنهم من قال إنها تعني نقل الواقع، واتفقوا أخيراً على أنها نقل للعمل الفني الواقع بصورة حيوية وبعيداً عن النسخ.
جذور نظرية المحاكاة
تعود جذور المحاكاة إلى تأثر الأدب الروماني بالأدب اليوناني، حيث قامت حرب بين الرومان واليونان وقد استحال هذا الغزو الثقافي إلى محاكاة لنصوص الأدب اليوناني، وقد قال أفلاطون أن الشعر قائم على التقليد، كما قال إن الشعر الذي يحتوي على المحاكاة يكون أكثر أنواع الشعر تأثيراً وخطراً لأنله أثراً كبيرا على السامعين.
انواع المحاكاة
إن البداية لكلمة المحاكاة صدرت عن الفيلسوف أفلاطون في كتابه "المدينة الفاضلة" والذي احتوى على عدة أنواع من المحاكاة وأمثلة على كل نوع حتى يتمكن القارئ من تمييزها ، ومن أهم هذه الأنواع:
- المحاكاة البسيطة: والتي تقوم على تصوير الأشياء كما هي في الواقع.
- محاكاة الجوهر: والتي تقوم على تصوير الأشياء كما يراها الناس.
- محاكاة المثل الأعلى : وتقوم على تصوير الأشياء كما يجب أن تكون.
المحاكاة عند اليونان
يرى اليونانيون المحاكاة على أنها تقليد الواقع لما هو موجود في عالم المُثُل، وأن المحاكاة لا تمثل التقليد أو التمثيل العقلي إنما تعني المماثلة، ومن أبرز الفلاسفة اليونانيين الذين تكلموا عن المحاكاة هم أفلاطون أرسطو.
المحاكاة عند أفلاطون
يرى أفلاطون أن المحاكاة هي جوهر الفن وأن المحاكاة بيعدة عن الأصل بمقدار ثلاث درجات وانه كلما ابتعدنا درجة فإننا نبعتد عن الحقيقة ، ويرى أفلاطون أن أنّ الشاعر أو الرّسام إذا أراد أن يصوّر سريرًا فانه يحاكي السرير الذي صنعه النجار وأن النجار الذي صنع السرير ليس مبدعاً لأن قام بمحاكاة السرير الحقيقي ، لذلك لا يرى افلاطون أن الشعراء لا يوجد ابداعاً في محاكاتهم للواقع.
المحاكاة عند أرسطو
ينظر أرسطو للمحاكاة بشكل مختلف عن استاذاه افلاطون فيرى ارسطو أن الشعر محاكاة للطبيعة ولكن الطبيعة ليس محاكاة لعالم عقلي وان الشاعر عند محاكاته للطبيعة فانه يحاكي ما يمكن ان يكون لا ما هو كائن.