ما هي قصة حمامة السلام؟
الحمام وعلاقته بالسلام
أشار الحمام إلى السلام والرحمة، والحكمة، والقوة، والحب، طوال تاريخ البشرية، وقد تم تكريمه منذ القدم وعدِه كالرسل المقدسين، وكانت الثقافات القديمة التي عبدت الحمام تعتقد أنه يرمز إلى السلام كذلك، والشفاء، والسعادة والحظ الطيب، وترتبط رمزيته بالمعاني الروحية دائمًا، ويمثل الحمام الأبيض على وجه الخصوص معاني الشرف، والبراءة، والنقاء، والوضوح، ويتم إحضارها في المناسبات العالمية، والتجمعات السياسية كإشارة إلى السلام بين الفرق المختلفة، ويُطلق الحمام الأبيض في بعض الجنازات اعتقادًا بأن روح المتوفى وجدت السلام بعد موتها.
رمزية حمامة السلام في الثقافات
يوضح ما يأتي نبذةً عن رمزية الحمام في أهم الثقافات التاريخية:
الثقافة الإسلامية
تم اتخاذ طائر الحمام الحامل في منقاره ورقًا من شجرة الزيتون شعارًا للسلام وفقًا لقصة النبي نوح -عليه السلام- بعد حادثة الطوفان التي غرق فيها جميع البشر الذين كفروا وأعرضوا عن الرسالة، ما عدا النبي نوح ومن كان معه من بشر وحيوانات على متن السفينة التي لبثوا فيها لمدة عام، فبعث حينها النبي حمامةً ليتأكد من انتهاء حادثة الطوفان وعودة الحياة الطبيعية إلى الأرض، فعادت إليه الحمامة وهي تحمل في منقارها ورق الزيتون الذي أشار لوجود أرضٍ جافة، وانحسارٍ للمياه الفائضة، إضافةً لتلوث أرجل الحمامة بالطين، وبهذه الرموز قد أوصلت الحمامة بشارةً للنبي نوح ومن معه بأن الأرض أصبحت مكانًا آمنًا يسودها السلام والاطمئنان.
الثقافة المسيحية
يُعتقد في الديانة المسيحية أن الحمامة رمز للسلام والمحبة كما تم وصفها في الكتاب المقدس، ويقال إنها رمز روح القدس التي ظهرت أثناء معمودية يسوع المسيح (النبي عيسى -عليه السلام-) والمعمودية هي عملية الغطس التي يقوم بها المسيحيون كواحد من طقوس عباداتهم، وقد أكد القديس والكاتب أوغسطينوس رمز الحمامة وأوراق الزيتون من خلال كتاباته حول العقيدة المسيحية، وفي القرن الثالث تم اعتماد الحمامة رمزًا للسلام في كتب وأسفار العهد القديم للمسيحية، وتقارن كتب وأسفار العهد الجديد بين كل من؛ الحمامة، وروح القدس، وقد أشارت بأن الحمامة تمثل سلام الروح وليس السلام الأهلي بين المسيحيين الأوائل.
الثقافة المصرية القديمة
يعد المصريون أول من درب ودجن طائر الحمام تاريخيًا، ومن ذلك الوقت تم الإشارة إلى الإنسانية من خلاله، وقد أشارت الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة التي انتشرت في عهد الإله هورابولون إلى الحمامة على أنها طائر نقي، وأن أي وباء قد يصيب البشر ويتسبب في تسممهم لن يصيب البشر الذين لا يأكلون إلا الحمام.
لوحة حمامة السلام العالمية
وهي لوحة تتضمن حمامةً تحمل بمنقارها غصناً، وتعد هذه اللوحة من أكثر اللوحات تأثيرًا في معارضة الحروب في العالم، وقد قام بتصميمها ورسمها الفنان بابلو بيكاسو ليرمز من خلالها للسلام، وتم اختيارها من قبل مؤتمر السلام الدولي الأول الذي انعقد في باريس عام 1949، وعمل بيكاسو على هذه اللوحة جيدًا من خلال خط رسم بسيط للغاية ولكنه أصبح أحد أكثر نماذج السلام شهرةً في العالم، ويحتفل العالم باليوم الدولي للسلام في 21 أيلول من كل عام، وقد أشارت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عدِّ هذا اليوم نموذجًا للسلام خاليًا من العنف بأشكاله، يُلزم العالم بأسره بوقف أي عنف أو إطلاق للنار، إضافةً إلى أي نزاع لمدة 24 ساعة، ويتم الاحتفال بهذا اليوم من خلال التوعية الجماعية، والتعليم، والتعاون مع الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، والحد من العنف عالميًا.