أعشاب منشطة للجسم
هل توجد أعشاب منشطة للجسم؟
قبل الإجابة عن سؤال هل توجد أعشاب منشطة للجسم تجدر الإشارة إلى أن أفضل طريقة للحفاظ على التركيز وطاقة الجسم ونشاطه هي بالحرص على اتباع نظام حياة صحي، ويشار إلى وجود بعض الأعشاب أو المكملات العشبية التي قد يكون لها دور في تعزيز طاقة الجسم وتحسين وظائف الدماغ.
ولكن يجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي نوع من الأعشاب أو المكملات الغذائية المحتوية عليها؛ إذ يشار إلى أن بعض النباتات أو الأعشاب الطبية قد تتداخل مع بعض الأدوية المستخدمة، كما قد يكون لها آثار جانبية محتملة، ونذكر فيما يأتي بعض الأعشاب التي قد تفيد في تنشيط الجسم:
الغوارانا
قد تُساهم نبتة الغوارنا والتي تعرف أيضًا بالبولينيا الكأسية (Paullinia cupana) في تحسين اختلال أو ضعف الذاكرة الناجم عن فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia) وذلك وفقًا لدراسة مخبرية نشرت في مجلة ( Physiology and Behavior) عام 2017، كما أظهرت نبتة الغوارانا نتائج واعدة في علاج الإعياء الناجم عن الإصابة بأنواع من السرطان وذلك وفقًا لدراسة مخبرية نشرت في كتاب (Bioactive Nutraceuticals and Dietary Supplements in Neurological and Brain Disease) عام 2015 م .
وفي هذا السياق يشار إلى نبتة الغوارانا هي نبتة برازيلية المنشأ وهي من النباتات المتسلقة، ويقارب حجم الثمرة الناضجة منها حجم حبة القهوة، ويجدر بالذكر أن نسبة كبيرة من محصول هذه النبتة يتم استخدامه في صناعة المشروبات؛ كمشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، أما النسبة المتبقية من المحصول فيتم تحويلها إلى بودرة أو مساحيق، ويشار إلى أن نبتة الغوارانا تحتوي على نسبة جيدة من الكافيين؛ لذا ينبغي الحذر واستشارة الطبيب قبل استهلاكها في حال المعاناة من بعض المشاكل أو الحالات الصحية، ومنها ما يأتي:
- أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- القلق.
- اضطرابات النزيف.
- متلازمة القولون العصبي.
- هشاشة العظام.
- الزرق (Glaucoma).
- الإسهال.
المتة
قد تُساعد نبتة المتة على زيادة فعالية التمارين الرياضية وذلك لدورها في تعزيز الأداء الرياضي وفقدان الوزن، والذي يرتبط بقدرتها على تعزيز عملية أكسدة الأحماض الدهنية، وذلك وفقًا لدراسة سريرية نشرت في مجلة ( Nutrients) عام 2017، ويجدر بالذكر أن كوبًا واحدًا من المتة يحتوي على 85 مليغرام من الكافيين والذي يعد أقل من تركيز الكافيين في القهوة وأكثر منه في فنجان الشاي.
ولكن يجب الحذر واستشارة الطبيب قبل استهلاك المتة في بعض الحالات أو المشاكل الصحية، ومنها ما يأتي:
- الحمل والرضاعة الطبيعية.
- القلق.
- اضطرابات النزيف.
- أمراض القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- متلازمة القولون العصبي.
الجذر الذهبي
استخدمت نبتة الروديولا الوردية (Rhodiola rosea) المعروفة باسم الجذر الذهبي في الطب الشعبي منذ القدم؛ فقد استخدمت من قبل العديد من الأفراد لتحسين الأداء الجسدي قبل ممارسة التمارين الرياضية وتعزيز القدرة على التركيز والتفكير، وفي الحقيقة وجد أن المستخلصات الإيثانولية من نبتة الجذر الذهبي قد يكون لها دور فعال في علاج الإعياء المزمن أو المستمر لفترات طويلة من الزمن، وذلك وفقًا لدراسة مخبرية نشرت في في مجلة (Complementary Medicine Research) عام 2017.
وفي هذا السياق يُشار إلى أن نبتة الجذر الذهبي هي من النباتات المُزهرة التي تنمو في الأماكن الجبلية العالية والباردة في أوروبا وآسيا، ولكن يجدر التنويه إلى ضرورة الحذر واستشارة الطبيب قبل استخدامها في بعض الحالات أو المشاكل الصحية، ومنها ما يأتي:
- الحمل والرضاعة.
- أمراض المناعة الذاتية؛ كالتصلب المتعدد، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها.
الشاي الأخضر
توجد دراسات متضاربة حول تأثير الشاي الأخضر على الأداء الرياضي، حيث أشارت دراسة سريرية قديمة إلى أن المكملات المحتوية على الشاي الأخضر لم يكن لها تأثير على الأداء الرياضي ولم يكن لها دور في تحسين الأداء البدني لدى الأشخاص المدربين على التحمل، إلّا أن دراسة سريرية حديثة وجدت أن استهلاك مكملات الشاي الأخضر الخالية من الكافيين لفترة معينة من الزمن قد ساهم في زيادة معدلات أكسدة الدهون وتحسين مؤشرات الأداء، وذلك وفقُا للدراسة المنشورة في مجلة (Journal of the International Society of Sports Nutrition) عام 2015م.
الماكا
استخدمت عشبة الماكا أو ما يعرف بالجنسنج البيرووي (Peruvian ginseng) منذ القدم في الطب الشعبي؛ إذ اعتقد أنها تساهم في تعزيز الطاقة وزيادة القوة وتحسين الأداء الرياضي، وقد وجد أن المكملات الغذائية المحتوية على نبتة الماكا قد تخفف من الإعياء وتعزز القوة لدى الرجال الأصحاء وفق دراسة حديثة تم نشرها في مجلة (The Journal of Exercise and Nutrition) عام 2019.
وفي هذا السياق يشار إلى الماكا تنتمي إلى مجموعة الخضروات الصليبية ( Cruciferous vegetables) التي تضم أيضًا كلًا من البروكلي والملفوف واللفت، ولكن يوصى بتجنب استهلاك نبات الماكا في الحالات الآتية:
- الحمل والرضاعة الطبيعية.
- المعاناة من بعض المشاكل الصحية المرتبطة بالهرمونات، مثل: سرطان الثدي وسرطان الرحم وسرطان المبيض.
العبعب المنوم
استخدم نبات العبعب المنوم أو الأشواجاندا (Ashwagandha) منذ القدم في الطب الشعبي؛ إذ اعتقد أنه يعزز من طاقة الجسم ويخفف من التوتر والقلق، وقد وجد أن مستخلص نبات العبعب المنوم يحسن من وظائف الدماغ بما في ذلك أداء المهام المعرفية، ووقت رد الفعل، والانتباه، وذلك وفق مراجعة منهجية نشرت في مجلة ( Phytotherapy Research ) عام 2019.
ولكن يوصى بالحذر واستشارة الطبيب قبل استهلاك نبات العبعب المنوم في الحالات الآتية:
- الحمل والرضاعة الطبيعية.
- السكري.
- اضطرابات ضغط الدم.، بما في ذلك ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
- تقرحات المعدة.
- أمراض المناعة الذاتية.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
الجنسنغ
وجد أن استهلاك مستخلص نبات الجنسنغ (G inseng ) قد يساهم في تحسين الأداء البدني لدى الرياضيين خاصة في حال استهلاكه بشكل منتظم، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في مجلة (Journal Of Nutritional Disorders and Therapy) عام 2017.
جنكو بيلوبا
وجد أن المكملات الغذائية المحتوية على مستخلص عشبة الجينكو بيلوبا (Ginkgo Biloba) قد تحسن بشكل بسيط من قدرة التحمل لدى الشباب النشطين بدنيًا، ويعزى ذلك لدور مركبات الفلافونويد (Flavonoids) والتربينات (Terpenes) التي قد تحفز إفراز العوامل التي تزيد من تدفق الدم في الأنسجة العضلية وذلك من خلال تحسين الدورة الدموية في الأوعية الدقيقة، والذي بدوره قد يحسن من إنتاج الطاقة في العضلات وفقًا لنتائج دراسة تم نشرها عام 2017 م في مجلة (Nutrients).
نصائح للمساعدة على تنشيط الجسم
نصائح للمساعدة على تنشيط الجسم:
اختيار الأطعمة الصحية والمناسبة
يجب تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض (L ow glycemic index) والتي يشار إلى أن الجسم يمتص السكريات الموجودة فيها ببطء؛ إذ قد يساهم ذلك في تجنب التأخر أو البطء في الحصول على الطاقة والذي يشار إلى أنه يحدث عادةً بعد تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسمي المرتفع؛ كالسكريات سريعة الامتصاص أو أنواع النشا المكررة؛ لذا يجدر الاستعاضة عن هذه الأطعمة بتلك التي تمتاز بانخفاض المؤشر الجلايسيمي، والتي تشمل ما يأتي:
- الخضروات الغنية بالألياف.
- الحبوب الكاملة.
- المكسرات.
- الزيوت الصحية؛ كزيت الزيتون.
شرب كمية كافية من الماء
يجدر شرب كمية كافية من الماء؛ إذ يساهم ذلك في تعزيز طاقة الجسم ونشاطه والوقاية من نقص السوائل في الجسم والذي يعد الإعياء العام والإرهاق من أولى أعراضه المبكرة.
الإقلاع عن التدخين
ينصح بالإقلاع عن التدخين لما له من دور سلبي في استنزاف طاقة الجسم، وذلك عبر تسببه بالأرق نتيجة لوجود مادة النيكوتين التي لها تأثير منبه للجسم بحيث تساهم في زيادة معدل ضربات القلب، وزيادة معدل ضغط الدم، وغيرها من التأثيرات التي قد تؤدي إلى صعوبة الخلود إلى النوم أو الاستمرار فيه، والذي بدوره يؤثر بشكل سلبي في طاقة الفرد ونشاطه.
محاولة السيطرة على التوتر
يجب الحد أو التقليل من التوتر قدر الإمكان؛ إذ إنّ المشاعر أو الانفعالات السلبية الناجمة عنه تستهلك الكثير من طاقة الفرد ونشاطه، ولذا ينصح لتخفيف التوتر والضغط النفسي بالتحدث إلى صديق مقرب، أو الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي، أو استشارة معالج نفسي، أو ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء؛ كاليوغا على سبيل المثال.
ممارسة التمارين الرياضية
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية حتى البسيطة منها؛ كالمشي مثلًا على استعادة النشاط والحيوية، وذلك من خلال دورها في تحفيز خلايا الجسم لإنتاج المزيد من الطاقة، بالإضافة إلى أنها تحفز إفراز مادة كيميائية تعرف بالنورإبينفرين (Norepinephrine) والتي لها دور في تحفيز الشعور باليقظة.
ملخص المقال
توجد العديد من الأعشاب التي لها دور في تعزيز طاقة الجسم ونشاطه بالإضافة إلى تحسين وظائف الدماغ، ومنها: الغوارانا والمتة والجذر الذهبي والجنسنغ والجنكو بيلوبا وغيرها الكثير، ولكن يجدر الحرص على استشارة الطبيب قبل استهلاك أي منها وخاصة في حالات الحمل والرضاعة أو في حال المعاناة من بعض الأمراض أو المشاكل الصحية؛ إذ يوجد لكل منها بعض المحاذير العامة المتعلقة بالاستخدام في بعض الحالات الصحية، كما يجدر اتباع بعض النصائح والإرشادات العامة التي قد تساهم في تعزيز طاقة الفرد، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، واختيار الأطعمة المناسبة والصحية، وشرب كمية كافية من الماء.