ما هي علوم التربية
تعريف علم التربية
يُشير مفهوم البيداغوجيا (بالإنجليزية: Pedagogy) إلى علم التربية، أو أصول التربية، أو منهجية التدريس، ويُعرَّف علم التربية على أنّه دراسة طرق التعليم التي يتّبعها المعلّمون في تقديم المنهج الدراسي للطلبة في الصف، بما يضمن تحديد الأهداف المرادة منه، ومعرفة طرق تحقيقها، ويشمل كلّاً من أساليب ونظريات التدريس، والتغذية الراجعة، والتقييم.
يُشير علم التربية إلى التفاعل الذي يحدث بين المعلّمين والطلّاب، وارتباطهم معاً، وكيفية تفاعلهم مع مهامّ التعلّم والمناهج التعليمية التي تُطبّق في بيئة التعلّم أو الصفّ الدراسي، ولذلك يُمكن استنتاج أنّ علم التربية هو استراتيجية واعية في التدريس ، فهو كلّ نشاط يقوم به المعلم بوعي، فالمعلم يدرك تماماً ما الذي يريد تعليمه لطلابه، وطبيعة الطلاب أنفسهم، ممّا يجعل من علم التربية طريقة ناجحة وفعّالة في التدريس، ويستند علم التربية على علم النفس التربوي، بما في ذلك فلسفة التعليم التي تأخذ بعين الاعتبار قيمة التعليم من منظور فلسفي.
فوائد علم التربية
يوجد العديد من الفوائد التي يُمكن الحصول عليها عند اتّباع المعلّم لمنهجٍ تربويّ تعليميٍّ مدروسٍ بشكل جيد، وفيما يأتي بعض منها:
- تحسين جودة التعليم من خلال اختيار طرق مناسبة تُساعد في تطوير قدرة الطلّاب على التعلُّم والإدراك، واكتساب فهم أعمق للمواد الأساسية.
- إيجاد بيئات تعليمية قائمة على التعاون.
- تنمية عمليات التفكير المعقّدة لدى الطالب، كالتحليل، والتقييم، والتفكير الإبداعي، وعدم اقتصار تفكيرهم على العمليات البسيطة، كالتلقين والفهم الأساسي.
- يساهم تمكين الطلاب من معرفة الأنماط والطرق التي يفضّلونها في عملية التدريس، وإدراك المعلّم للطريقة التي يُدرٍّس بها في الوصول إلى فهمٍ واضحٍ لكيفية تحقيق التعلّم الفعّال.
أشكال علم التربية
تتعدّد أشكال علم التربية، وفيما يأتي الأشكال الثلاثة الرئيسية منه:
- علم التربية الذي يركّز على المعلّم: يتمركز هذا الشكل من علم التربية حول المعلّم باعتباره مركز العملية التعليمية، إذ يعتمد على الطرق التي تتمحوّر حوله، كتعليم الصف بالكامل، والتلقين، والإجابة عن الأسئلة، وقد يُنتقد هذا الشكل بسبب اهتمام المعلّم بإتقان الطالب للمهمّات الأساسية فقط، ولكنّه قد يكون فعّالاً عند توجيه المعلم الأسئلة للطلّاب باستمرار لضمان شرح وتوضيح الأفكار بشكل تفصيلي.
- علم التربية الذي يركّز على المتعلّم: يُشار إلى هذا الشكل من علم التربية بعدّة مسمّيات، كالتعلّم البنّاء، والتعلّم المتمحور حول الطالب، والتعلّم التشاركي، والتعلّم النشط ، ويرتكز هذا الشكل على نظريّات التعلّم التي تؤكّد أهمية دور الطلاب في العملية التعليمية، وذلك من خلال الاعتماد على معرفته السابقة، وربطها بالخبرات الجديدة المقدّمة لهم، للتوصُّل إلى معرفة جديدة، ويكون هذا بإشراف المعلم الذي يُهيّئ البيئة التعليمية المناسبة لتحقيق ذلك، ويجدر بالذكر أنّه بالرغم من أهمية هذا الشكل وفعاليّته في التعلّم، إلّا أنّه يصعُب قياس مدى تعلّم الطلاب بشكلٍ مستمرّ، وقد يحتاج التحوّل من شكل التربية التي تركّز على المعلّم إلى شكل التربية التي تركّز على المتعلّم إلى دعم كبير.
- علم التربية الذي يركّز على التعلّم: يُعدّ هذا الشكل من علم التربية جديد نسبيّاً، ويُشير إلى فعّالية كلّ من علم التربية الذي يركّز على المعلّم وعلم التربية الذي يركّز على المتعلّم، بشرط مراعاة المعلّم لظروف بيئة التعلّم، كعدد الطلاب في الصفّ، وتوفُّر مواد التعلّم، وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى تمتّع المعلّمين بالمرونة في التعليم، وإمكانية التكيُّف مع النهج التبروي وفقاً للبيئة المدرسية التي يتواجدون بها.
أنماط التعليم في علوم التربية
يوجد أربعة أنماط أساسية للتعليم وفقاً لعلوم التربية، وهي كما يأتي:
- نمط التعلّم السمعي: يتعلّم الطلاب في هذا النمط من خلال الاستماع إلى المعلومات التي يقدّمها المعلّم لهم في الصف، سواء كان ذلك بشكلٍ مباشر أو من خلال التسجيلات الصوتية.
- نمط التعلّم الحسي الحركي: يتعلّم الطلّاب في هذا النمط من خلال اللمس والحركة، إذ يُفضَّل فيه استخدام الوسائل التعليمية ، والأجهزة العلمية التطبيقية.
- نمط التعلّم البصري: يتعلّم الطلّاب في هذا النمط من خلال رؤية المعلومات، فذلك يُتيح لهم تصوُّر العلاقة بين الأفكار والمفاهيم، وربطها معاً من أجل فهمها.
- نمط التعلّم الكتابي أو القرائي: يتعلّم الطلّاب في هذا النمط من خلال قراءة النصوص كوسيلة للحصول على المعلومات، ثمّ استيعابها عن طريق تلخيصها وإعادة صياغتها.
صلة علوم التربية بالعلوم الأخرى
يتّصل علم التربية بالعلوم الأخرى وأنواع المعرفة الإنسانيّة، فهو يُعدُّ أحد العلوم الإنسانيّة، إذ إنّه يهتم بدراسة الإنسان، وكيفيّة تواصله وتفاعله مع الآخرين والبيئة المحيطة به، وفيما يأتي وصف لكيفية صلة علم التربية ببعض أنواع العلوم:
- التربية والفلسفة: ترتبط التربية بالفلسفة بشكلٍ وثيق، إذ لا يمكن فصل أيٍّ منهما عن الآخر، فمثلاً تبحث الفلسفة في مسألة الوجود والقيم والمعرفة، وترتبط التربية بذلك بشكل مباشر، إذ تعتمد التربية على المسلَّمات الفلسفية، وتتداخل معها للوصول إلى حقيقة الوجود وغيرها من القضايا، ويُسمّى ذلك بفلسفة التربية ، ومن جهةٍ أخرى يُعدّ الفكر التربوي أحد أوجه الفلسفة الذي يُمكِّننا من تحديد الغايات التي يمكن من خلالها الوصول للفكر الإنساني.
- التربية وعلم الإنسان: يهتمّ علم الإنسان بدراسة الأجناس البشرية، وثقافاتهم المختلفة، كما يهتمّ بدراسة سلوك الإنسان البدائيّ، والمقارنة بين المجتمعات البدائيّة البسيطة، لذا فهو يرتبط بالتربية بشكلٍ وثيق، لكونه أحد العلوم الإنسانيّة، إذ يرتبط معها بالعديد من المسائل المتعلّقة بدراسة عادات الناس، وتقاليدهم، وطرق حياتهم، وغيرها من المسائل، فالتربية تمكِّن الناس من التكيُّف للعيش ضمن مجتمعاتهم التي ينتمون إليها، ولذلك لا يمكن فصل التربية عن علم الإنسان.
- التربية وعلم الاجتماع: يهتمّ علم الاجتماع بدراسة سلوك المجتمعات المتقدِّمة، وخصائص الظواهر الاجتماعية، والعلاقات المتبادلة بينهما، لذا يُعدّ أحد فروع العلوم الإنسانية، كما يُعدّ أحد الأسس الهامة للتربية، إذ يرتبط معها من خلال دراسته للعديد من المسائل الاجتماعية والثقافية، وقد اجتمعا معاً في علم الاجتماع التربوي الذي يهتمّ بدراسة النظم التربوية داخل المجتمعات المختلفة، والتي تهدف إلى توضيح علاقة الأفراد مع مجتمعاتهم، وطرق التفاعل بينهم.
- التربية وعلم النفس: يصف علم النفس سلوك الأفراد أثناء تعرُّضهم للانفعالات، وما يصدر عنهم من أفعال وسلوكيات بعد مواجهة موقف ما، ويتّصل بالتربية من خلال دراسة سلوك الأطفال في المدارس، بما في ذلك صعوبات التعلّم، وأيّ مشاكلٍ اجتماعية أخرى قد تواجههم وتؤثّر على قدرتهم على الانسجام مع غيرهم، ومن جهةٍ أخرى يوجد لعلم النفس التربوي أهمية واضحة في الكشف عن مستوى ذكاء الأطفال وإبداعهم، والذي يُعدّ أمراً ضرورياً في التربية.
وللتعرف أكثر على العلم بشكل عام يمكنك قراءة المقال تعريف العلم