ما هي علامات غضب الله على العبد
علامات غضب الله على العبد
قسوة القلب
يعود سبب قسوة القلب إلى ما يرتكبه العبد من الذنوب والمعاصي، والتجرأ على حُرمات الله، ويعدّ ذلك مظهراً يدل على غضب الله على العبد، وفي ذلك كان مالك بن دينار -رحمه الله- يقول: ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، وما غضب الله على قوم إلّا نزع الرحمة من قلوبهم.
عدم الرضا والسخط
إذا غضب الله على عبد من عباده فإنّه يورثه النقمة ممّا أنعم عليه من النعم، فلا يرضى بما كتب الله وقسم له، وكان على حالةً دائمةً من السخط من أرزاق الله.
عدم التوفيق للتوبة وفعل الخير
قال -تعالى-: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) ، فقد قال ابن حبان: نسوا الله بتركهم لما أمرهم القيام به، حتى نسوا أنفسهم بالقيام بما يعود عليها بالخير والنفع، وقال سفيان: نسوا حقّ الله حتى أنساهم حقّ أنفسهم، وقال ابن عيسى: نسوا شكر الله فأنساهم تذكر العذاب الذي أعدّه لهم، وقال سهل بن عبد الله: استغرقوا في الذنوب حتى نسوا أنفسهم وغفلوا عن التوبة.
كيفية تجنب غضب الله تعالى
ذكرت النصوص الشرعية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أعمالاً تجنّب المسلم غضب الله، نذكر منها ما يأتي:
- شكر الله
قال -تعالى-: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ) ، فشكر الله سببٌ لدفع غضب الله المؤدي لعذابه، فقال -تعالى-: (مَّا يَفْعَلُ اللَّـهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ) ، وحتى يكون الشكر تاماً فلا يكون باللّسان فقط، بل يجتمع مع الشكر بالجوارح من خلال القيام بما أمر الله به والابتعاد عمّا نهى عنه، فالله -عزّ وجلّ- يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وذلك من خلال شكره، فمن تعدّى فقد جحد وكفر بما أنعم الله عليه.
- الصدقة
فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال عن إحدى فضائل الصدقة : (الصَّدقةُ تُطفئُ غضَبَ الرَّبِّ وتدفَعُ مِيتةَ السُّوءِ).
أسباب غضب الله
من أسباب غضب الله تعالى ما يلي:
- الكفر بالله
يعدّ الكفر بالله من أعظم الأسباب التي توجب لعنة الله على عباده وطردهم من رحمته وغضبه عليهم، قال -تعالى-: (وَلـكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّـهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ) .
- تعدي حدود الله
المسلم يحرص على التزام ما شرعه الله من خلال القيام بما أمر، واجتناب ما نهى، فلا يتعدّى حدود الله وينتهك حُرماته، فإنّ ذلك يستوجب غضبه -سبحانه وتعالى-، فمن قام بذلك فقد أمن العقوبة فأوقعها الله به، قال -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) .
- ترك أوامر النبي
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى قَوْمٍ فَعَلُوا بنَبِيِّهِ، يُشِيرُ إلى رَباعِيَتِهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ علَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسولُ اللَّهِ في سَبيلِ اللَّهِ).