ما هي صفات الطفل ضعيف الشخصية ؟
الطفل ضعيف الشخصية
يتعرض الطفل في كل مرحلة من مراحل حياته إلى مجموعة من المواقف التي تبني شخصيته وتصقلها، وبعض هذه المواقف قد تؤدي إلى إضعاف شخصية الطفل وتقلل من ثقته بنفسه، مما يؤدي إلى تشكل العديد من الصفات و السلوكيات المزعجة والمرهقة في شخصية الطفل وتجعل عملية التواصل معه أصعب، وعند النظر في هذه الصفات بطريقة إيجابية ستساعد في تحويل ضعف الشخصية أو عدم ثقة الطفل بنفسه إلى شعوره بالقوة واحترام الذات بالإضافة إلى دعم النمو العاطفي لديه والتركيز على هذه الصفات كنقاط قوة.
صفات الطفل ضعيف الشخصية
ندرج فيما يأتي بعض الصفات الدالة على ضعف شخصية الطفل، والتي تتطلب من الوالدين أو من المسؤول عن الطفل فهمها ومعرفة الكيفية التي يجب أن يتعامل بها مع هذا الطفل:
ضعف في مهارات التواصل
تعد مهارات التواصل من الأمور المهمة جدًا عند النظر في صفات الطفل ضعيف الشخصية، فهي تؤثر في كل مجال من مجالات حياته، فالطفل ضعيف الشخصية يعاني من ضعف القدرة على التواصل مع الآخرين وحتى المقربين له، إضافةً إلى صعوبة في التفاعل مع أقرانه والحديث أو اللعب معهم، وقد ترتبط مهارات التواصل مع الثقة ، لذلك من الضروري التعامل مع الطفل بطريقة تحسن التواصل لديه، وتدريبه على تحسين ثقته بنفسه وتعزيزها، ويشمل هذا التعامل استخدام التواصل الجسدي، والإشارات غير اللفظية.
الخجل
شعور الطفل بالخجل يجعله قلقًا في أغلب الأوقات، ومثبطًا في المواقف غير المعتاد عليها، أو عند التفاعل مع الأشخاص الجدد، أو عندما يضطر إلى التحدث أمام الآخرين، فيكون الطفل مقيداً بشكلٍ عصبي عندما يتعرض لهذه المواقف، ويشعر بالراحة إذا راقبها من بعيد ولكن بدون الانضمام إليها، ويمكن أن يتقلص هذا الخجل عندا يكبر الطفل، وفي بعض الحالات قد يستمر معه، لذا فعلى الوالدين مساعدة أطفالهم في التغلب على الخجل، وفي القدرة على التحكم في عواطفهم وتوجيههم لاتخاذ مبادرات إيجابية بدلًا من الخجل.
الكذب دائمًا والتمثيل في المشاعر
يتصف الطفل ضعيف الشخصية بالكذب في بعض الحالات، ويعتقد معظم الآباء أن الطفل يقوم بذلك ليحصل على شيء يريده، أو ليتجنب عقابًا ما، أو للتهرب من مسؤولية لا يريد فعلها، وغيرها الكثير من الأسباب التي تجعله يكذب، ويجب على الأهل معرفة السبب وراء هذا التصرف ليكونوا قادرين على معالجته، لأن استمرار الطفل بالكذب والتمثيل في المشاعر مرارًا وتكرارًا يجعل منه طفلًا ضعيف الشخصية.
الانفعالية
تتضح المشاعر لدى الطفل في عمر معين، ويصبح أكثر قدرة على التعبير عنها ولكن بعض الأطفال يُظهرون هذه المشاعر كالحزن والغضب مثلًا بإفراط، وبطريقة انفعالية للغاية، مقارنة مع أقرانهم، ويعتمد هذا الأمر على عمر الطفل، وقوة المواقف التي يمر بها، فالانفعالية يمكن أن تؤدي إلى إضعاف شخصية الطفل، ويتمثل دور الأهل عند ملاحظة هذه الصفة في تنمية وعي الطفل بمشاعره وعواطفه، من خلال التحدث مع الطفل حول هذا الموضوع بالاستعانة بالشخصيات الكرتونية التي يحبها مثلًا.
أسباب ضعف الشخصية لدى الطفل
هنالك العديد من العوامل التي تساهم في إضعاف شخصية الطفل، والتي لا بد من معرفتها وتجنب تعريض الطفل لها، نذكر بعضًا منها فيما يأتي:
- عزل الطفل: عدم السماح للطفل بالانخراط مع أطفال آخرين من جيله.
- التعامل بعنف مع الطفل من قبل الوالدين: سواء كان عنفًا جسديًا، أو لفظيًا، أو إخضاعه للعقاب.
- التفكك الأسري: إذ يعمل تفكك هيكل الأسرة، والمشاكل الواقعة بين أفراد الأسرة إلى إضعاف شخصية الطفل.
- المقارنة: تؤثر المقارنة المستمرة من قبل الوالدين للطفل مع إخوته، أو أصدقائه، لتوبيخه أو بهدف النصح والتوجيه إلى تشكيك الطفل بقدراته.
- الجو السلبي: ويُخلق هذا الجو من كيفية تعامل الوالدين مع بعضهم البعض، وحديثهم فقط عن إخفاقاتهم، ومشاعرهم السلبية والمحبطة أمام الطفل.
- التشكيك بقدرات الطفل: عدم ثقة الأهل بقدرات طفلهم، والإكثار من توقعاتهم السلبية وغير الواقعية باستمرار، مما يولد عبئًا كبيرًا على الطفل، ويقلل من ثقته بنفسه.
- قلة التحفيز والتشجيع: ويتمثل هذا السبب بعدم قدرة الوالدين على دعم وتشجيع طفلهم بطريقة تنمي من مواهبه ومهاراته التي يمتلكها، إما لعدم وعيهم الكافي بها، أو لقلة اهتمامهم بأبنائهم.
- التعرض للعنف اللفظي بشكل مباشر أو غير مباشر: وخصوصًا تعرضه لهذا العنف بكثرة، أو سماعه له فقط داخل الأسرة ويشمل ذلك التهديد، أو اللوم، أو الانتقاد ، أو التجاهل، أو الصراخ في وجهه.
- تقييد حرية الطفل: فتدخل الأهل في جميع جوانب حياة الطفل ولو كانت بسيطة، والإفراط في حمايته، جميعها عوامل تؤثر سلبًا على الطفل وتجعله يشعر بالخوف، أو منعه من تجربة الكثير من الأمور التي قد تبني لديه حس المسؤولية كالمساعدة في الأعمال المنزلية، أو تولي أموره الشخصية بنفسه مما يؤدي إلى إفساده، وعدم إعطائه فرصة للتعبير عن رأيه، واضطهاده دائمًا.
كيفية التعامل مع الطفل ضعيف الشخصية
من الضروري الانتباه إلى كيفية تعامل الآباء مع طفلهم ضعيف الشخصية، والتصرف معه بطريقة تهدف إلى التحسين من شخصيته وتقويتها، نُدرج فيما يأتي بعض النقاط التي تساعد في هذا الأمر:
- إعطاء الطفل مساحة لفعل أموره الروتينية ليتعلم كيفية التأقلم في الحياة والاعتماد على نفسه وإدراك ما يدور حوله؛ ليُسيطر سيطرة تامة على شخصيته.
- التعزيز من عملية تواصل الطفل مع أقرانه وخاصة ممن يمتلكون شخصية قوية واجتماعية، نظرًا لمساعدة هذا الانخراط في التعديل من شخصيته وسلوكياته، إذّ أن أسلوب التقليد هو السمة الشائعة عند الأطفال.
- احترام الطفل وعدم التحدث عن أي صفة سيئة تخصه ولا حتى أمامه، وعدم إظهار أي نقص في شخصيته أمام الآخرين؛ لأن الأطفال ضعيفي الشخصية يمتلكون حساسية عالية مما يزيد من ضعف شخصياتهم.
- تعليم الطفل التكلم بجرأة بدون إشعاره بالخوف أو إجباره على ذلك، ويتم هذا الأمر من خلال إشراكه في أنشطة جماعية مع أطفال آخرين من نفس عمره.