ما هي شرية البرد
شرى البرد
يحدث شرى البرد (بالإنجليزيّة: Cold urticaria) نتيجة التعرُّض لدرجات حرارة مُنخفضة، تليها إعادة تدفئة الجسم بشكلٍ مُباشر، وقد تكون هذه الحالة خطيرة ومُهدِّدة لحياة الإنسان، وخاصَّة إذا كان هناك تبريد مُعمّم للجسم، وتتميَّز هذه الحالة النادرة بظهور حطاطات (بالإنجليزيّة: Papules) في موضع مُعيَّن من الجسم، أو في أنحاء الجسم بأكمله كنتيجة للتعرُّض للهواء، أو السوائل، أو الأشياء الباردة، وقد يُرافق شرى البرد حدوث الوذمة الوعائيّة (بالإنجليزيّة: Angioedema)، وصدمة الحساسيّة المعروفة بالتأق (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis) في بعض الأحيان، ويُشار إلى أنَّ أعراض هذه الحالة قد تُؤثِّر سلباً في جودة حياة المريض.
أسباب شرى البرد
في الحقيقة لم يُعرَف السبب الدقيق لحدوث هذه الحالة، ولم يتمّ التوصُّل إلى آليّة جسديّة أو بيولوجيّة تُفسِّر ذلك، ويعتقد البعض أنَّ الشرى الثانوي قد يكون ناتجاً عن الإصابة بحالة مرضيّة أخرى، وبشكلٍ عامّ يُؤثِّر شرى البرد المُكتَسب فيما نسبته 0.05% من السكَّان؛ أي أنَّه نادر الحدوث، وغالباً ما يتمّ تشخيصه لدى البالغين وصغار السنِّ، ولكنَّه قد يُصيب الأطفال ، أو كبار السنِّ أيضاً، وبحسب الإحصائيّات فإنَّ هذه الحالة تُؤثِّر في ضعف النساء مُقارنة بالرجال، ويُذكر بأنَّه مُرتبط بشكلٍ شائع بأشكال أخرى من الشرى، ويُمكن بيان أبرز المُسبِّبات التي قد تكون مُرتبطة بشرى البرد الثانوي على النحو الآتي:
- وجود الغلوبيولينات البرديّة في الدم (بالإنجليزيّة: Cryoglobulinemia).
- ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic Lymphocytic Leukemia).
- ساركوما الغُدَد اللمفاويّة (بالإنجليزيّة: Lymphosarcoma).
- جدري الماء (بالإنجليزيّة: Chickenpox).
- مرض الزهري.
- التهاب الكبد الفيروسي.
- كثرة الوحيدات العدوائيّة (بالإنجليزيّة: Infectious mononucleosis).
- عدوى الجهاز التنفُّسي الفيروسيّة.
أعراض شرى البرد
تبدأ أعراض شرى البرد بالظهور بعد فترة قصيرة من تعرُّض الجلد لانخفاض مفاجئ في درجة حرارة الهواء، أو التعرُّض للماء البارد، وقد تستمرُّ كلُّ نوبةٍ من نوبات شرى البرد لمُدَّة ساعتين تقريباً، وبشكلٍ عامّ تُرافق شرى البرد مجموعة من العلامات والأعراض، وفيما يأتي بيان لأبرزها:
- الأعراض العامَّة، وتتضمَّن ما يأتي:
- ظهور شرى مُؤقَّت في المنطقة التي تعرَّضت للبرد، حيث يتَّخذ لوناً أحمر، وقد يُصاحبه حدوث الحكَّة .
- زيادة التفاعل سوءاً عند تدفئة الجلد.
- انتفاخ اليدين أثناء حمل الأشياء الباردة.
- انتفاخ الشفاه عند تناول الأطعمة، أو المشروبات الباردة.
- أعراض ردود الفعل الشديدة، وتشمل ما يأتي:
- استجابة كامل الجسم للمُحفِّز، وقد تتسبَّب هذه الحالة بحدوث الإغماء، أو تسارع ضربات القلب، أو انتفاخ الأطراف أو الجذع، أو الصدمة.
- انتفاخ اللسان والحنجرة، ممَّا يتسبَّب بمواجهة صعوبة في التنفُّس.
- فقدان الوعي والغرق، وقد يحدث ذلك كأحد أعراض الشرى الناتجة عن السباحة في المياه الباردة.
تشخيص شرى البرد
يُجرى تشخيص شرى البرد من خلال وضع مُكعَّب من الثلج على منطقة مُعيَّنة من الجلد، والانتظار لمُدَّة خمس دقائق لتتمّ بعد ذلك إزالة مُكعَّب الثلج، ثمّ تُراقَب هذه المنطقة، ففي الحالات التي تظهر فيها أعراض الشرى من انتفاخٍ واحمرار، فذلك يدلُّ على تأكيد الإصابة بهذه الحالة المرضيّة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ شرى البرد قد يكون ناتجاً عن الإصابة بحالة مرضيّة مُعيَّنة تُؤثِّر في جهاز المناعة ، مثل: العدوى، أو السرطان، وفي حال اعتقاد الطبيب بأنَّ شرى البرد قد يكون مُرتبطاً بمثل هذه الحالات فيتمّ إخضاع المُصاب لمجموعة من الفحوصات، وتحاليل الدم لتأكيد التشخيص.
علاج شرى البرد
ينطوي علاج شرى البرد على توعية المريض بضرورة تجنُّب المُسبِّبات التي من شأنها تحفيز ظهور هذه الحالة، كما يتمّ إعطاء المريض علاجاً وقائيّاً مُتمثِّلاً بمُضادَّات الهستامين (بالإنجليزيّة: Antihistamine) بجرعات مُرتفعة في حالات التوقُّع بأن يتعرَّض المُصاب لبردٍ غير قادرٍ على تجنُّبه، كم يُطلَب من هؤلاء المرضى اصطحاب الإيبنفرين الجاهزة للحقن (بالإنجليزيّة: Epinephrine Auto-Injector) معهم دائماً؛ نظراً لزيادة خطر تعرُّضهم لصدمة الحساسيّة، وقد يُلجأ أيضاً لأنواع أخرى من الأدوية بهدف السيطرة على شرى البرد، وفيما يأتي بيان ذلك:
- مُضادَّات مستقبلات اللوكوترين (بالإنجليزيّة: Leukotriene receptor antagonists): تُساعد هذه الأدوية على الحدِّ من تصنيع اللوكوترين أو تنشيطه من خلال منع ارتباطه بمستقبلات، ومن أمثلتها: مونتلوكاست (بالإنجليزيّة: Montelukast)، أو زايليوتون (بالإنجليزيّة: Zileuton)، أو زافرلوكاست (بالإنجليزيّة: Zafirlukast).
- السيكلوسبورين (بالإنجليزيّة: Ciclosporin): يُمثِّل أحد الأدوية المُثبِّطة للمناعة، إذ يُساعد على تقليل مناعة الجسم الطبيعيّة من خلال التأثير في قدرة بعض خلايا الدم البيضاء في الجهاز المناعي على الاستجابة للأجسام والأنسجة الغريبة، ويُوصَف في العديد من الحالات المرضيّة، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتيّة .
- الكورتيكوستيرويدات الجهازيّة (بالإنجليزيّة: Systemic corticosteroids): وتُمثِّل أدوية اصطناعيّة تتشابه في مبدأ عملها مع هرمون الكورتيزول، وتُعطى في هذه الحالة على شكل أقراص تُؤخَذ عن طريق الفم ، أو على شكل حُقن وريديّة أو عضليّة، بحيث تنتشر عبر مجرى الدم إلى مواقع مُختلفة من الجسم.
- دابسون (بالإنجليزيّة: Dapsone): ويُمثِّل أحد أدوية السلفوناميد (بالإنجليزيّة: Sulfonamide) المُضادَّة للبكتيريا، ويُلجأ لاستخدامه في علاج العديد من الأمراض الجهازيّة والجلديّة ، وتختلف طريقة عمله باختلاف الشكل الصيدلاني المُستخدَم، فعند استخدامه عن طريق الفم كمُضادٍّ حيوي، فإنَّه يحدُّ من إنتاج حمض الفوليك المُهمّ للبكتيريا، أمّا عند استخدامه موضعيّاً فإنَّ مبدأ عمله يتمثَّل في التأثير في إنزيمات مُعيَّنة.
- الدانازول (بالإنجليزيّة: Danazol): يُمثِّل أحد أشكال الستيرويدات الاصطناعيّة، إذ يُؤثِّر هذا الدواء في المبايض والغُدَّة النخاميّة، كما يمنع إطلاق بعض الهرمونات في الجسم، ويُستخدَم هذا الدواء لعلاج العديد من الحالات المرضيّة، ومن بينها الحدُّ من نوبات الوذمة الوعائيّة، وخاصَّة لدى الأشخاص الذين يُعانون من الوذمة الوعائيّة الوراثيّة.
- أدوية أخرى: وتتضمَّن الهرمونات الاصطناعيّة، أو المُضادَّات الحيويّة الفمويّة، إذ يُوصَف دواء البنسلين (بالإنجليزيّة: Penicillin)، أو الدوكسيسايكلين (بالإنجليزيّة: Doxycycline) لمُدَّة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في بعض حالات شرى البرد.