ما هي الكمأة
تصنيف الكمأة
تنتمي الكمأة (بالإنجليزية والاسم العلمي: Terfeziaceae ) إلى عائلة الكمأ (Terfeziaceae) وتتبع مملكة الفطريات شعبة الفطريات الزقية (Ascomycota)، وشعيبة الفنجانينية (Pezizomycotina)، ورتبة الفنجانيات (Pezizales).
يُصنّف جنس الكمأة عادةً من الدرنات التي تنمو في جذور الأشجار والشجيرات، مثل: البلوط، والبندق، ويمتاز الكمأ برائحته القوية، ومذاقه الفريد.
تحمل الكمأة عدة أسماء تختلف من بلد لآخر، ففي كردستان مثلًا تسمى ودعا، وفي الكويت تسمى فقعة، ويطلق عليها فقع في السعودية، وفي العراق يسمى الكيما، أما في عُمان فتسمى الزبيدي.
أنواع الكمأة
هناك أكثر من 40 نوعًا من الكمأ، وفي السعودية هناك نوعان رئيسيان منها؛ الأول هو النوع البيضاوي ذو الجلد أسود اللون، واللون العاجي من الداخل، ونوع الزبيدي كريمي اللون، وتختلف هذه الأنواع حسب كيفية نشوئها، وتطورها، وسلالات الحمض النووي الذي يكوّنها.
ومن أشهر أنواع الكمأ الأخرى: الكمأة السوداء، والكمأة الشتوية، والكمأة الصيفية، والكمأة العنابية، والكثير من الأنواع غير المعروفة تجاريًا، بعضها يُمكن زراعته، وبعضها ينمو وحده في ظروف معينة.
الشكل العام للكمأة
تمتاز الكمأة بشكلها الكروي أو البيضاوي، وتحتوي من الداخل على مكونات هُلامية، أي أنّها تُشبه الكرة المصنوعة من العجين والمطوية على بعضها بعضًا، وهي صلبة من الداخل، ولا تُطلق عصارة أو سائل عند تقطيعها، رائحتها تُشبه رائحة الفطر لكنّها أقوى، أمّا شكل الكمأ من الداخل، فيُشبه التجاويف الكثيرة دون وجود ساق داخلي.
تُشبه حبات الكمأ في شكلها البطاطا، لكنها ذات ملمس خشن من الخارج، يُشبه ملمس الإسفنج الخشن المتين، ولها رائحة ترابية غنية ولذيذة، ورغم أنواعها الكثيرة، إلّا أنّ هناك 9 أنواع منها فقط صالحة للتناول.
أماكن تواجد الكمأة
توجد الكمأة في بلدان أوروبا الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا شمال غرب المحيط الهادئ، والغابات الواقعة في إيطاليا، وفرنسا، وأوريغون، وواشنطن، وتنمو الكمأة في التربة الرطبة بعد هطول الأمطار الغزيرة بنحو 10-14 يومًا، وغالبًا ما تنمو بجانب جذور أشجار الزان، والبلوط، والتنوب، ويُمكن إيجادها حول قاعدة هذه الأشجار.
يُمكن العثور كذلك على الكمأة في شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وفي الصحاري تحديدًا بعد هطول الأمطار، إضافة إلى ولاية أوريغون التي تستخدم الكمأة تجاريًا لبيعها مقابل الكثير من المال؛ إذ إنّ إيجاد الكمأة أمر صعب، نظرًا لندرتها، ولأنّها تحتاج إلى خبرة، وتدريب، وأدوات مخصصة للحصول عليها دون إيذائها.
بدأت نسبة الكمأة الإيطالية بالانخفاض سنة تلو سنة، كما بدأت أنواع كمأ صينية بالظهور في الأراضي الإيطالية، التي كان من المفترض أن تنمو بها الكمأة الإيطالية، وتعتبر من الكمأة قليلة الفائدة الغذائية مقارنةً بغيرها، وهذا ما يدفع الحكومات الأوروبية لزراعة الكمأ بالأنواع الأصلية، للحفاظ على هذا التراث البيئي.
زراعة وحصاد الكمأة
تعد زراعة الكمأ أصعب من زراعة الفطريات الأخرى، إلا أنّه بالإمكان زراعتها، وحصاد ناتجها خلال عدة سنوات، باتباع خطوات صحيحة، وفيما يأتي توضيح لكيفية زراعة الكمأ ثم حصاده:
- اختيار نوعية الكمأة إما النوع الأبيض أو النوع الأسود، وكلاهما مُربح ماديًا وذو قيمة غذائية عالية؛ لذا فإن الاختيار بين النوعين أمرًا يعود للمزارع ذاته.
- التأكد من أنّ البيئة مناسبة لنمو الكمأة؛ فهي لا تنمو في المناطق التي تتعرض للبرد الشديد، بل تحتاج إلى منطقة تمر فيها الفصول الأربعة بشكل كامل، وإن كانت البيئة غير مناسبة يُمكن اختيار الكمأ العنابي الذي ينمو في مناطق ذات مناخ معتدل.
- شراء الشتلات الملقّحة بفطريات الكمأة، والتأكد من أنّها ذات جودة عالية.
- تخصيص مكان مفتوح وواسع لزراعة الكمأة، ويُفضل أن تكون الأرض سهلة المراقبة، ومُحاطة بسور يحميها من المتطفلات الخارجية.
- زراعة أشجار الكمأ بجانب الأشجار التي تدعم نموّها، مثل: البندق، والصنوبر، والحور، والبلوط.
- فحص التربة والتأكد من ارتفاع مستوى الأس الهدروجيني (pH) لها، إضافة إلى تركيب نظام ريّ يزوّد الأشجار بالماء حسب حاجتها.
- زراعة الكثير من الشتلات بعدد يصل إلى 1000 شتلة، لضمان نمو هذه الفطريات، وانتشارها، ويُمكن إجراء تجربة بزراعة 10 شتلات بجانب بعضها بعضًا.
- إزالة الأعشاب والنباتات الأخرى من التربة، نظرًا لأنها تمتص العناصر الغذائية المفيدة منها، ولا تسمح للكمأة بالنمو، وتجنب استخدام المبيدات التي تتسبب في تسمم الكمأة.
- الانتظار حتى تنمو الكمأة وذلك لمدة 5 سنوات على الأقل، وحينها يُصبح الكمأ جاهزًا للحصاد والتناول، أحيانًا يُمكن جني الثمار بعد 3 سنوات، وقد تمتد هذه المدة إلى 10 سنوات أحيانًا.
- البدء في حصاد الكمأة في بداية فصل الشتاء، من خلال البحث عن بقع تُشبه الاحتراق حول قاعدة هذه الأشجار؛ فهذا دليل على وجود الكمأ، نظرًا لأن فطرياته تقتل النباتات الأخرى المحيطة بالشجرة.
استخدامات الكمأة
يُستخدم الكمأ خلال 10 أيام من حصاده بعد تنظيفه، وإزالة البقع التالفة عنه، وتنقيته من الشوائب برفق، تُجفف الكمأ بالمناشف الورقية ويُحتفظ بها في الثلاجة، حتى يحين وقت استخدامها.
يُمكن استخدامها في صنع الكثير من الأطباق كإضافتها للبيض، والمعكرونة، والأرز، والصلصات المنوعة، والدجاج، والأسماك، ويُمكن خفقها بعد طحنها مع زيت الزيتون، أو الزبدة لصنع زبدة الكمأ لتدوم طويلًا.