ما هي الشهب
ما هي الشهب؟
تُعرّف الشهب بأنّها قطع صخرية صغيرة الحجم تترك وميضاً في السماء نتيجة سرعتها العالية واحتكاكها الكبير مع الغلاف الجويّ، إذ ينتج عن هذا الاحتكاك حرارة كافية لتكوين كرة صخرية ناريّة يُمكن مشاهدتها من سطح لأرض عندما تُصبح على ارتفاع ما بين 76- 120 كم فوق سطح الأرض.
كيف تتكوّن الشهب؟
تتكوّن الشهب من قطع حطامية صغيرة الحجم تحوم في الفضاء وتسقط أحياناً على كوكب الأرض، إذ يدخل الغلاف الجويّ يوميّاً جزيئات من الغبار حجمها مثل حجم حبّات الرمل، وأثناء اندفاعها بسرعة عالية عبر الهواء المحيط بالأرض ينجم احتكاك بينها وبين جزيئات الغاز التي تُشكّل الغلاف الجويّ ممّا يؤدّي إلى ارتفاع حرارة الشهب وتوهجها، وتتناثر الشهب والقطع الحطامية الأخرى قبل وصولها إلى سطح الأرض نتيجة الحرارة والسرعة العالية، فتظهر ألون مختلفة في الغلاف الجوي بسبب سخونة الغازات الموجودة فيه وطبيعة المواد المكوّنة للقطع الحطامية.
ما هي أنواع الشهب؟
يوجد عدّة أنواع للشهب تبعاً للحجم، واللمعان، ومدى قربها من كوكب الأرض ، وهي كالآتي:
- الشهب راعية الأرض: (بالإنجليزية: Earthgrazers)؛ نوع من الشهب التي تتوهّج بالقرب من الأفق تاركةً خطوطاً مضيئةً، وتُعرف هذه الشهب بذيلها الطويل الملوّن، كما أنّ بعضها يرتدّ عن الغلاف الجويّ متجهاً نحو الفضاء الخارجي، في حين يتحطّم بعضها الآخر في الغلاف الجويّ ليظهر كنجوم متساقطة في السماء.
- الكرات النارية: (بالإنجليزية: Fireballs)؛ تُعدّ من أكثر أنواع الشهب شيوعاً، وهي من الشهب الساطعة جداً، يدوم لمعانها لفترة أطول من الشهب راعية الأرض، إذ وصفها الاتحاد الفلكي الدولي بأنّها شهب أكثر إضاءةً ولمعاناً من أيّ كوكب آخر، ويتراوح حجمها بين كرة السلة والسيارة الصغيرة.
- الشهب المتفجرة: (بالإنجليزية: Bolides)؛ نوع من الشهب الضخمة واللامعة جداً، وهي أكبر حجماً من شهب الكرات النارية، ويصفها علماء الفلك بأنّها كرات نارية مرتفعة الصوت، إذ إنّها تتفجّر عند دخولها الغلاف الجوي منتجةً أصواتاً مرتفعة يُمكن سماعها والشعور بها على سطح الأرض، وهناك نوع منها يُعرف باسم (superbolides) يتميّز بكونه شديدة اللمعان وينجم عنه انفجارات كبيرة تُعدّ خطيرةً على الطبيعة والبشر.
كيف تحدث زخات الشهب؟
تدور المذنّبات حول الشمس في مسارات بيضاوية الشكل، وبسبب تكوّن أنويتها من مزيج من المواد الجليدية والغبار تختلف سرعة تفككها بفعل حرارة الشمس فينتج عن ذلك ذيل مرئي، أمّا ما تبقّى من الجزيئات الحطامية الصغيرة فتستمرّ بالدوران حول الشمس بالقرب من مسار المذنب الأصلي، وفي حال تقاطع مسار الأرض حول الشمس مع مساراها فإنّ هذه الجزيئات تصطدم بالأرض وتحترق في الغلاف الجوي وينتج عنها زخات مرئية من الشهب.
ما هو منشأ الشهب؟
نشأت الشهب داخل النظام الشمسي بفعل الشظايا المتبقية من تحطّم الكويكبات الموجودة في حزام الكويكبات الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري، والتي تدور حول الشمس منذ ملايين السنين قبل اصطدامها بالأرض، وتتفاوت الشهب في ضخامتها فبعضها تصل كتلته إلى آلاف الكيلو غرامات، حيث يبلغ حجم أكبر شهاب عُثر عليه 60,000 كيلو غراماً، وبعضها الآخر صغير جداً بحجم الحصى أو حبيبات الرمل.
أبرز الحقائق عن الشهب
هناك عدد من الحقائق الأخرى حول الشهب وأبرزها ما يأتي:
- تعد شهب البرشاويات مثالاً على زخات الشهب.
- تستمر المذنبات بقذف بعض مكوناتها أثناء دورانها حول الشمس وهذا يُجدّد زخات الشهب.
- يُمكن رصد ما يُقارب 30 زخّة شهب سنوياً، بعضها يعود أصله لأكثر من مئة عام، وتُشير السجلات الصينية إلى أنّ زخّة شهب بيرسيد الذي يظهر سنوياً في شهر آب شوهد لأول مرّة منذ حوالي 2000 عام.
- تتميّز مسارات الشهب بالألوان الحمراء أو الصفراء أو الخضراء الناتجة عن تأيّن الجزيئات المكونة لها.
- تتميز الكرات النارية بسطوع أكثر من سطوع كوكب الزهرة.
- يُمكن من خلال عملية الرصد ملاحظة وجود 12,000 شهاب في ليلة واحدة كلّهم بحجم ذرات الغبار.
- تحتوي محطة الفضاء الدولية على واقٍ مخصّص لحمايتها من الشهب التي يصل عرضها لنحو 2.54 سم.