ما هي الدولة الأولى في منح المرأة حق الانتخاب
حقُّ المرأة في الانتخاب
يُعَدُّ الحقُّ في الانتخاب أحد الحقوق السياسيّة التي تكفلتها دساتير الدُّول لمُواطنيها، وهو كذلك مؤشِّرٌ حقيقيّ يدلُّ على تقدُّم الدُّول على سلُّم الديمقراطيّة وبالإضافة إلى كونه حقٌّ ينصُّ عليه دستور دولةٍ ما، فإنَّه يتعدَّى ذلك ليُصبح حقّاً فعليّاً قابلاً للمُمارسة العمليّة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مُشاركة المُواطنين في الحياة السياسيّة من خلال الانتخاب لها تأثيرٌ كبير في إحساس الشعب بقيمته، وذاته؛ وذلك لأنَّه يُشارك في صُنع القرارات التي سوف تُؤثِّر بطريقةٍ مُباشرة، أو غير مُباشرة في حياته، وعلى الرغم من بديهيّة المساواة بين المواطنين في دولة ما، وعدم التمييز بينهم في الحقوق الممنوحة لهم، ومن بينها حقُّ المواطن في الانتخاب، والواجبات المفروضة عليهم، بغض النظر عن جنسهم، أو دينهم، أو لونهم، إلّا أنَّ هناك دُولاً سبقت الأخرى في مجال مَنْح المرأة حقَّ الانتخاب.
نيوزيلندا أوَّل دولة تمنح المرأة حقَّ الانتخاب
تُعدُّ دولة نيوزيلندا أوَّل الدُّول التي ضمنت حقَّ المرأة في الانتخاب، وكان ذلك في نهاية القرن التاسع عشر للميلاد، إذ تمت الموافقة على قانون انتخابٍ جديد ينصُّ على حقِّ المرأة النيوزيلنديّة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانيّة ، وكان ذلك تحديداً في التاسع عشر من أيلول عام 1893م؛ لتكون نيوزيلندا أوَّل الدُّول التي تسمح للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسيّة بشكلٍ فاعل عن طريق الانتخاب، وتلتها بعد ذلك جارتها أستراليا بعد تسعة أعوام؛ أي في عام 1902م، لتلتحق بهما فنلندا عام 1906م، ثمّ النرويج عام 1913م، والدنمارك عام 1915م، وكندا عام 1917م، ثمّ ألمانيا، وبولندا، والنمسا، وروسيا في عام 1918م.
كان مشروع قانون منح المرأة حقَّها في الانتخاب في نيوزيلندا ثمرة سنواتٍ من عقد اجتماعاتٍ من قِبل نشطاء حقوق المرأة في المدن النيوزيلندية المختلفة؛ حيث بذلت النساء مجهوداً كبيراً للسفر بين المدن لحضور الخطابات والمحاضرات، وطلب إصدار القرارات، وتوقيع العرائض التي يلتمسن فيها حقَّهن في الاقتراع.
للتعرف على أول دولة إسلامية منحت المرأة حق الانتخاب يمكنك قراءة المقال أول دولة إسلامية منحت المرأة حق الانتخاب
عوامل ساعدت نيوزيلندا على منح المرأة حق الانتخاب
خضعت نيوزيلندا للاستعمار البريطانيّ في نهاية القرن التاسع عشر، وحَرص البريطانيون حينها على إنشاء مجتمعٍ في نيوزيلندا يضمن لهم معيشةً أفضل بعد معاناتهم من آثار الثورة الصناعية على جميع جوانب حياتهم، وقد ساهمت تطلُّعاتهم نحو تأسيس مجتمعٍ قائمٍ على المساواة في حصول النساء على حقِّهن في الاقتراع عام 1893م، كما أنّ صغر مساحة الدولة، وقلّة تعدادها السكاني بالنسبة لباقي دول العالم، وعدم وجود تقاليد متحفِّظة فيها حول حقوق المرأة كلّها عوامل ساهمت في جعل نيوزيلندا أول دولةٍ تمنح النساء الحقَّ في الاقتراع.
تجدر الإشارة إلى أهميَّة دور النساء القائدات في تحصيل هذا الحقّ من خلال عملهنّ الدؤوب في تقديم الالتماسات، والعرائض، والخطابات الجماهيريّة، وممارسة الضغط السياسي، ومن أبرزهنّ كيت شيبارد رئيسة اتحاد الاعتدال النسائي المسيحي؛ الذي يُعرف بالاختصار (WCTU) وقائدة حركة المطالبة بحقِّ النساء في التصويت في نيوزيلندا.
مشاركة المرأة في الحياة السياسيّة
استمرَّ دور المرأة في المُجتمع، ومشاركتها في الحياة السياسيّة، والثقافيّة في التطوُّر، والتقدُّم مُنذ بدأت المرأة نضالاتها؛ للحصول على حقوقها، وحتى الآن، وليس هذا حِكراً على مكانٍ بعينه، أو دولةٍ واحدة، وإنَّما على المُستوى العالَميّ، وقد وصل مُتوسِّط النسبة المئويّة لتمثيل المرأة في البرلمانات على مُستوى العالَم إلى 13 بالمئة تقريباً.
أما بالنسبة للأحزاب السياسيّة التي تُعتبَر إحدى أهمّ قنوات المُجتمع المدنيّ؛ الذي يمكن للمرأة من خلاله الوصول إلى مراكز صُنع القرار، وزيادة مشاركتها في الحياة السياسيّة؛ فقد ذكرت دراسةٌ أجراها برنامج الأُمَم المُتَّحِدة الإنمائيّ، والمعهد الديمقراطيّ الوطنيّ للشؤون الدوليّة (NDI)، أنَّ النساء يشغلنَ حوالي 40% إلى 50% من عُضويّة الأحزاب في العالَم، ومن الجدير ذكره أنَّ نسبة مشاركة العُنصر النسويّ في العمل الحزبيّ على مُستوى القيادة، ومراكز صُنع القرار في الأحزاب تزداد لدى الأحزاب التي تكون المرأة عُضواً فيها.
للتعرف أكثر على حقوق المرأة يمكنك قراءة المقال ما هي حقوق المرأة