ما هي الحرب الاهلية
مفهوم الحرب الأهلية
يُشير مفهوم الحرب الأهلية (بالإنجليزية: Civil war) إلى ذلك النزاع الذي ينشأ بين أكثر من طرف داخل حدود أراضي الدولة نفسها، حيث تختلف أشكال هذه الحرب تبعاً لدوافعها، فهناك من يسعى فيها إلى الحصول على الاستقلال والحكم الذاتي، ويصنّف هذا النوع من الحروب تحت خانة الصراعات الثورية، وهناك من يهدف فيها إلى فرض الحكم والسيطرة على الحكومة المركزية لدولة معينة وتسمّى الحروب الأهلية العرقية، وأياً كانت أهدافها فإنّها غالباً ما تضمّ مجموعة من العناصر المختلفة، وهي تختلف تماماً عن تلك الحروب التي تنشأ بين دولة ودولة أخرى.
يُشير المفهوم اللغوي للحرب الأهلية إلى تلك الحرب التي تنشب بين مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون في دولة معينة، ومن الأمثلة على هذه الحروب: الحرب الأهلية الإسبانية التي امتدت ما بين عام 1936م لغاية عام 1993م.
أضرار الحروب الأهلية
تعتبر الحروب الأهلية أقلّ ضرراً مقارنة مع الحروب المباشرة التي تنشأ بين أكثر من دولة، إلا أنها تأخذ وقتاً أطول وتظل مستمرة وتتكرر أكثر من الحروب الأخرى، علماً أنّ عدد الوفيات الناتج عن هذا النوع من الحروب يكون أكبر، فقد لوحظ أنّ معظم الوفيات المُسجلة في التاريخ وتحديداً بعد انتهاء الحرب الباردة ولغاية وقتنا الحاضر تعود للحروب الأهلية، إلى جانب العديد من الأضرار والآثار السلبية الأخرى، التي يتمثل أبرزها في تراجع القوة الاقتصادية للدولة، حيث يؤثر هذا النوع من الحروب بصورة سلبية للغاية على معدّل الناتج المحلي الإجمالي ويؤدي إلى انخفاضه بشكل ملحوظ، إضافةً إلى دورها الكبير في تراجع عملية الاستثمار، وتعطيل الأنشطة التجارية، وزيادة معدلات البطالة، وتزيد من حدّة المشكلات الاجتماعية الناتجة عن ذلك، ويجدر بالذكر أنّ هذه الآثار السلبية لا تقتصر فقط على داخل حدود الدولة التي تشهد هذا النوع من الحروب، بل تمتد لتصل كافة الدول المجاورة لها، وخاصةً من الناحية الاقتصادية، كما تتسبّب في تراجع مستوى الأمان فيها، وتجعلها تحت وطأة العنف بأي وقت.
الحرب الأهلية الأمريكية
من الأمثلة على الحروب الأهلية الحرب الأهلية الأمريكية التي نتجت بصورة مباشرة عن العديد من الأسباب، حيث تعتبر العبودية المنتشرة داخل المجتمع من القضايا المحورية التي أدّت إلى نشوب هذه الحرب، والقيم الثقافية المعتمدة فيه، إلى جانب العديد من السياسات والممارسات الاقتصادية، ووضع الحكومة الفيدرالية آنذاك، وقد سادت هذه الظروف لمدّة ليست قليلة تصل إلى ثمانين عاماً، ممّا أدى إلى نشوب هذا النزاع للمطالبة بالتغيير.
وقد حدث جدل واضح حول المستقبل الذين ينتظر حالة العبودية المنتشرة في البلاد، وخاصة في الأقاليم الجنوبية التي كان يعمل فيها حوالي أربعة ملايين إفريقي وأولادهم وأحفادهم كعبيد في المزارع، وعليه كانت العبودية ركناً رئيسياً من أركان اقتصاد هذا الإقليم، حيث كان هناك قانون يسمح ببيع العبيد أو استئجارهم بين الناس من منطلق أنهم سلعة خاصة تحت مُلك أصحابها يحقّ لهم التصرّف بها، وتمّ اعتبارهم أنهم جزء من موارد وثروات المنطقة، إذ كان سعر العبيد مرتفعاً بصورة ملحوظة، وبالتالي انخفضت أسعار السلع، مثل الأراضي والقطن وغيرها، وكان إلغاء الرّق أحد أهداف تلك الحرب.