ما هي أعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية
أعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية
تنظم هرمونات الغدة الدرقية عمليات الأيض في الجسم، وفي حال الإصابة بفرط الغدة الدرقية أو زيادة نشاط الدرقية أو فرط الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism) فإنّ الجسم ينتج كميات كبيرة جدًا من هذه الهرمونات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض مرتبطة بزيادة عمليات الأيض في الجسم، وبمعنى آخر أنّ فرط الغدة الدرقية يزيد من سرعة بعض العمليات في الجسم، ويجدر بالذكر أنّه على الرغم من أنّ زيادة نشاط الغدة الدرقية تسبب ظهور العديد من الأعراض، إلا أنّ ذلك لا يعني بالضرورة أن تظهر جميعها على المريض، فبعض الأفراد تكون الأعراض لديهم خفيفة وبسيطة، بينما قد تكون شديدة لدى البعض الآخر وتؤثر في جودة حياتهم، كما أنّ هذه الأعراض قد تظهر بشكلٍ مفاجئ أو تدريجي، ولا بد من التنبيه إلى أنّ هذه الأعراض غير محددة وتتشابه مع أعراض أمراض ومشاكل صحية أخرى، ولذلك يساعد فحص الدم عادةً على تحديد فيما إذا كان سبب ظهور هذه الأعراض هو المعاناة من مشاكل في الغدة الدرقية أم مشاكل صحية أخرى.
الأعراض العامة
تُسبّب زيادة نشاط الغدة الدرقية ظهور مجموعة من الأعراض والعلامات المتنوعة، والتي قد تشبه أعراض حالات صحية أخرى كما ذكر سابقاً، وعلى أية حال يمكن بيان أعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية فيما يأتي:
- نقصان الوزن بشكلٍ غير مبرر على الرغم من بقاء شهية الفرد كما هي أو زيادتها.
- خفقان القلب أو تسارع ضربات القلب.
- التعرّق.
- الإرهاق وضعف العضلات.
- زيادة الحساسية تجاه الحرارة.
- اضطراب النظم القلبي (بالإنجليزية: Arrhythmia).
- صعوبة النوم ومشاكل الكلام.
- الإصابة بالرعاش، الذي يتمثل بالاهتزاز الخفيف في اليدين والأصابع.
- ترقق الجلد.
- زيادة سرعة دقات القلب والذي يُعرف بتسرّع القلب (بالإنجليزية: Tachycardia)، حيث يصل عدد نبضات القلب إلى أكثر من 100 نبضة في الدقيقة غالبًا.
- العصبية والقلق.
- تقصف الشعر وترققه.
- تغير حركة الأمعاء، إذ تزداد حركة الأمعاء وتصبح أكثر تكرارًا.
- تضخم الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Goitre)، وتتمثل هذه الحالة بزيادة حجم الغدة الدرقية عن الوضع الطبيعيّ، وبالرغم من اعتبارها عرضًا لفرط نشاط الدرقية، إلا أنّها قد تحدث أيضًا في حال كانت الغدة تفرز كميات أقل من الكميات الطبيعية من الهرمونات، كما يمكن أن تحدث في حال كانت الغدة تفرز كميات طبيعية من الهرمونات.
أعراض نشاط الدرقية لدى كبار السن
لا تظهر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية على كبار السن بصورة واضحة في أغلب الحالات، إذ إنّ العديد من الأعراض العامة التي سبق ذكرها على المرضى من فئة الشباب، بينما يعاني كبار السن المصابون بفرط الدرقية من عرض أو اثنين فقط من تلك الأعراض؛ فعلى سبيل المثال قد يعاني كبير السن من الوهن العضلي، أو خفقان القلب والشعور بألم في الصدر عند صعود الدرج، بالإضافة إلى ذلك قد تظهر على فئة كبار السن أعراض خفيفة لا يمكن ملاحظتها، مثل: عدم تحمل الحرارة، والميل للشعور بالتعب خلال ممارسة الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى احتمالية ظهور أعراض أخرى ترتبط بالاكتئاب أو الخرف.
أعراض فرط الدرقية الخاصة بالنساء
في حال إصابة النساء بمشكلة فرط الغدة الدرقية، فإنّه قد تظهر بعض الأعراض الخاصة بهنّ، وفيما يأتي بيان أهم هذه الأعراض والمشاكل:
- اضطراب الدورة الشهرية: يؤثر اضطراب الغدة الدرقية في الدورة الشهرية عامة، والجدير بالبيان أنّ اضطرابات الدورة الشهرية قد ترتبط بمشاكل أخرى غير اضطرابات الدرقية، وبالعودة للحديث عن فرط نشاط الدرقية يجدر العلم أنّ عدم تشخيص أو عدم علاج هذه المشكلة على الوجه الصحيح يُسبب اضطرابات على مستوى الدورة الشهرية تتمثل بما يأتي:
- غياب الدورة الشهرية: من الممكن أن يسبب فرط الغدة الدرقية انقطاع الدورة الشهرية وغيابها لفترات زمنية طويلة، وهو ما يُعرف بانقطاع الحيض أو انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Amenorrhea).
- قصر مدة الدورة الشهرية: إذ من الممكن أن تكون مدة الدورة الشهرية أقل من متوسط أيام الدورة الشهرية وهو خمسة أيام.
- تأخر البلوغ: يرتبط تأخّر حدوث أول دورة شهرية لدى بعض الفتيات في عمر المراهقة بالإصابة بفرط الغدة الدرقية، فقد تتأخر أول دورة إلى أن يصل عمر الفتاة 15 عامًا أو أكثر.
- قلة دم الدورة الشهرية: إذ قد تكون الدورة الشهرية أخف من المعتاد.
- عدم انتظام الدورة الشهرية وتقطعها: قفد تحدث الدورة الشهرية كل 35 أو 40 يومًا، أو قد تنقطع لمدة شهر أو شهرين ثم تعود من جديد، ويُعرف ذلك بقلة الطمث (بالإنجليزية: Oligomenorrhea).
- التأثير في الخصوبة: يؤثر فرط الغدة الغدة الدرقية غير المُعالج في عملية الإباضة (بالإنجليزية: Ovulation) عند النساء، وهي عملية إطلاق البويضة من المبيض استعدادًا للإخصاب، إذ من الممكن أن تمنع الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية حدوث عملية الإباضة بشكلٍ كامل، مما يؤدي إلى انخفاض الخصوبة لدى النساء، ومن جانب آخر تتسبب الإصابة بفرط الغدة الدرقية بانخفاض ملحوظ في عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، وبالتالي انخفاض الخصوبة، إلا أنّ معالجة فرط الغدة الدرقية يعيد مستوى الحيوانات المنوية إلى وضعه الطبيعي.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنّ بعض أعراض فرط الغدة الدرقية تتشابه مع الأعراض المرافقة لسن اليأس، فقد يتم فهمها بشكلٍ خاطئ على أنّها من أعراض سن اليأس المبكر، ومن الأمثلة على هذه الأعراض: الأرق ، وتقلبات المزاج، والهبات الساخنة، وانقطاع الدورة الشهرية، ومن الجدير بالذكر أنّ اضطرابات الغدة الدرقية من الممكن أن تسبب بدء مرحلة سن اليأس في وقتٍ مبكر؛ أي قبل بلوغ سن الأربعين أو في بداية الأربعينات من العمر، إلا أنّ علاج فرط الغدة الدرقية قد يمنع حدوث سن اليأس في وقتٍ مبكر، أو على الأقل يخفف من أعراضه.
أعراض خاصة بمرض غريفز
يعاني المصابون بمرض غريفز (بالإنجليزية: Graves' disease) في بعض الحالات من مشكلة صحية غير شائعة تُعرف باعتلال العين المنسوب لغريفز (بالإنجليزية: Graves' ophthalmopathy)، وهو اضطراب يتسبب ببروز العين من محجرها، ويُعزى حدوث هذا البروز إلى انتفاخ الأنسجة والعضلات الواقعة خلف كرة العين، وتظهر خاصة لدى المُدخّنين، وتسبب الإصابة بهذا المرض ظهور مجموعة من الأعراض التي قد تختلف من شخص لآخر، فقد يعاني البعض من احمرار في العين وألم بسيط، بينما قد يعاني البعض الآخر من جفاف في العينين وتورمهما بالإضافة إلى الألم الشديد، وفي حالات نادرة قد يعاني المصاب من الرؤية المزدوجة بالإضافة إلى مشاكل أخرى في العين .
أعراض العاصفة الدرقية
إنّ عدم علاج مشكلة فرط نشاط الغدة الدرقية قد تؤدي إلى حدوث ما يُعرف بالعاصفة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid storm)، وهي الحالة الخطيرة من فرط نشاط الغدة الدرقية، وقد تحدث نتيجة تعرض الجسم لإجهاد معين، مثل الخضوع للجراحة، أو التوقف المفاجئ عن استخدام أدوية مضادات الدرقية، أو العدوى الشديدة، ويجدر التوجه للطوارئ لتلقي الرعاية اللازمة فور ملاحظة أيّ من أعراض هذه المشكلة، ومن هذه الأعراض نذكر الآتي:
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية.
- الإسهال التقيؤ.
- القلق، والعصبية الشديدة، والتهيج، والارتباك.
- فقدان الوعي أو الغيبوبة.
مراجعة الطبيب
تنبغي مراجعة الطبيب في حال ملاحظة ظهور أي من الأعراض المرافقة لفرط نشاط الغدة الدرقية التي تم ذكرها سابقاً ومن الضروري وصف هذه التغيرات للطبيب بشكل دقيق إذ ترتبط بعض هذه الأعراض بحالات صحية أخرى، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُنصح بزيارة الطبيب بشكلٍ دوري في حال الخضوع لعلاج زيادة نشاط الغدة الدرقية في حالات سابقة أو حالية، وذلك لمراقبة الحالة الصحية.