ما هو مرض تكيس المبايض
مرض تكيُّس المبايض
يُعَدُّ مرض تكيُّس المبايض واحداً من أكثر الاضطرابات الهرمونيّة شيوعاً بين النساء في سنوات الإنجاب، فهذا الاضطراب يُؤثِّر في حوالي 8-20% من النساء، كما أنَّ حوالي 70% من مشاكل الخصوبة والإباضة مُرتبطة بمشكلة تكيُّس المبايض ، ومن الجدير بالذكر أنَّه في حالة الإصابة بتكيُّس المبايض تنمو مجموعة من الأكياس الصغيرة، أو الحويصلات المملوءة بالسائل على المبايض، فيُؤدِّي ذلك إلى حدوث اضطراب هرموني في جسم المرأة، والذي من شأنه أن يترافق مع ظهور مجموعة من الأعراض والمشاكل المختلفة، كما يرتبط حدوث تكيُّس المبايض بظهور عدد من المشكلات الأخرى، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من نصف النساء اللواتي يُعانين من تكيُّس المبايض، يُصَبن بمرض السكَّري النوع الثاني قبل عُمر الأربعين سنة.
أعراض تكيُّس المبايض
هناك العديد من الأعراض التي قد تترافق مع الإصابة بتكيُّس المبايض، ويُمكن ذكر بعض منها على النحو الآتي:
- ظهور حبِّ الشباب، وزيادة دُهنيّة البشرة نتيجة حدوث الاضطرابات الهرمونيّة في جسم المرأة.
- تساقط الشعر؛ حيث تظهر مشكلة ضعف شعر الرأس وتساقطه على النساء اللواتي يُعانين من تكيُّس المبايض، وتزداد هذه المشكلة سوءاً في فترة منتصف العُمر.
- الإصابة بالشعرانيّة (بالإنجليزيّة: Hirsutism)، حيث ينمو الشعر الزائد في أجزاء غير مرغوبة في الجسم، مثل: الصدر، أو الوجه، أو الأصابع، أو الذقن.
- حدوث اضطرابات في الوزن، حيث تُعاني النساء في حالة الإصابة بتكيُّس المبايض من زيادة الوزن ، والصعوبة في تخفيف الوزن الزائد.
- الشعور بالتعب طوال الوقت؛ ويُعزى ذلك إلى اضطرابات النوم التي قد تُعانيها المرأة في حالة الإصابة بتكيُّس المبايض.
- حدوث اضطرابات المزاج، كالإصابة بالاكتئاب، والقلق ، واضطرابات الأكل.
- حدوث اضطرابات في الدورة الشهريّة؛ ويحدث ذلك نتيجة نقص البروجستيرون .
- ظهور علامات على الجلد، وظهور بُقَع مخمليّة داكنة من الجلد حول منطقة أصل الفخذ، والرقبة، والإبط، وهي من علامات مقاومة الإنسولين في الجسم.
- الإصابة بالعُقم، فمن الممكن أن تُدرك المرأة إصابتها بتكيُّس المبايض في حال بدأت محاولات الحمل دون جدوى، ويُعزى سبب حدوث العقم إلى إعاقة المبايض في إنتاج البويضات.
أسباب تكيُّس المبايض
بالرغم من عدم القدرة على تحديد السبب الأساسي الذي يكمن وراء حدوث تكيُّس المبايض، إلّا أنَّ هناك مجموعة من العوامل التي قد تكون سبباً في حدوث تكيُّس المبايض، ومنها:
- اختلال التوازن الهرموني في الجسم، ويتضمَّن ذلك ما يأتي:
- ارتفاع مستوى هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز غُدَد الثدي لإنتاج الحليب.
- ارتفاع مستوى الهرمون المُنشِّط للجسم الأصفر، فبالرغم من أهمِّيَة هذا الهرمون في تحفيز الإباضة ، إلّا أنَّ ارتفاعه بشكل كبير جدّاً يُؤثِّر في قدرة المبايض على الإباضة.
- ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون (بالإنجليزيّة: Testosterone)، وهو أحد الهرمونات الذكريّة التي توجد بنسب ضئيلة في أجسام النساء في الحالة الطبيعيّة.
- زيادة مقاومة الخلايا للإنسولين، فالإنسولين هو ذلك الهرمون الذي يُفرِزه البنكرياس، والذي يُساعد الجسم على استهلاك السكَّر من الطعام بهدف إنتاج الطاقة، وفي حالة مقاومة الخلايا للإنسولين، فإنَّ البنكرياس يزيد إنتاج الإنسولين للتغلُّب على هذه المقاومة، فيُسفر عن ارتفاع مستوى الإنسولين في الجسم تحفيز المبايض لإنتاج كمِّيات أكبر من الهرمونات الذكريّة.
- الجينات، فمن الممكن أن تنتقل مشكلة تكيُّس المبايض بين أفراد العائلة الواحدة.
- الالتهاب، حيث إنَّ زيادة الوزن قد تُساهم في حدوث الالتهاب في الجسم، كما أنَّ هناك دراسات تُشير إلى وجود علاقة تربط بين زيادة الالتهاب في الجسم، وارتفاع مستويات الأندروجين.
مضاعفات تكيُّس المبايض
يظهر على المرأة المُصابة بتكيُّس المبايض في بعض الحالات عدد من المضاعفات المختلفة، ويُمكن ذكر بعض منها كما يأتي:
- حدوث الإجهاض التلقائي، أو الولادة المُبكِّرة.
- الإصابة بمتلازمة الأيض (بالإنجليزيّة: Metabolic syndrome)ن وهي عبارة عن مجموعة من المشاكل الصحِّية، ومنها: اضطراب مستوى الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم ، وارتفاع نسبة السكَّر في الدم .
- حدوث نزيف غير طبيعي في الرحم.
- الإصابة بالسكَّري الحملي، أو ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل.
- الإصابة بمرض الكبد الدُّهني غير الكحولي (بالإنجليزيّة: Non-alcoholic fatty liver disease)، وهو الالتهاب الشديد الذي يُصيب الكبد نتيجة تراكم الدُّهون فيه.
- الإصابة بانقطاع النفس النومي.
- الإصابة بالقلق، والاكتئاب، واضطرابات الأكل.
- الإصابة بسرطان بطانة الرحم .
- الإصابة بمُقدِّمات السكَّري (بالإنجليزيّة: Prediabetes)، أو سُكَّري النوع الثاني.
علاج تكيُّس المبايض
تغيير نمط الحياة
يوجد عدد من السلوكيّات والأنماط التي يُنصَح باتِّباعها في حالات الإصابة بتكيُّس المبايض، ومنها ما يأتي:
- ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، فقد تُساهم في زيادة سرعة عمليّات الأيض في الجسم، وذلك من شأنه أن يُساعد على استخدام الجلوكوز بشكل أفضل دون الحاجة إلى إفراز كمِّيات كبيرة من الإنسولين.
- اتِّباع تقنيات السيطرة على التوتُّر ، كممارسة تمارين اليوغا، أو المشي بانتظام، أو التأمُّل، فالتوتُّر يزيد من إفراز الإنسولين والكورتيزول في الجسم، والذي يُسفر عنه الإصابة بالسُّمنة.
- الحرص على تناول الأطعمة الصحِّية التي تحمل خصائص مُضادَّة للالتهاب، مثل: الأطعمة الغنيّة بالحمض الدُّهني أوميغا 3، والخضروات والفواكه.
- الحصول على القدر الكافي من النوم، فمن الممكن أن يُسفر عن قِلَّة النوم صعوبة نزول الوزن، وزيادة مقاومة الجسم للإنسولين، وزيادة استهلاك النشويّات.
- الحرص على بقاء وزن الجسم صحِّياً، حيث يُساعد ذلك على تقليل مستويات الأندروجين، وبذلك يقلُّ خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكَّري.
- تجنُّب التدخين؛ فالتدخين يُؤدِّي إلى رفع مستويات هرمون الأندروجين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
العلاج الدوائي
هناك العديد من العلاجات التي من الشائع استخدامها في حالة تكيُّس المبايض، والتي تُساهم في التخفيف من الأعراض التي قد تظهر على المرأة، وتُساعد على تنظيم الدورة الشهريّة، ومن هذه الخيارات العلاجيّة يُمكن ذكر ما يأتي:
- تناول دواء ميتفورمين (بالإنجليزيّة: Metformin)، حيث يُساعد هذا الدواء على تحسين مستويات الإنسولين في جسم المرأة في حالة الإصابة بتكيُّس المبايض.
- استخدام موانع الحمل التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجيستين.
- اللُّجوء إلى استخدام الأدوية التي تُزيل الشعر الزائد، وتوقف نموَّه، مثل: كريم إفلورنيثين (بالإنجليزيّة: Eflornithine).
- تناول دواء كلوميفين (بالإنجليزيّة: Clomiphene)؛ حيث يُساعد المرأة على الحمل.