ما هو مرض الوهم
مرض الوهم
يُعرَف مرض الوهم (Illusion) تشوّه يصيب حواسّ الإنسان، وكيفية تنظيم واستجابة الدّماغ للإثارة الحسّية، مما يُحدِث خللاً في الحقيقة، وبذلك يمكن وصف مرض الوهم بأنّه تشوّهٌ حسّي يُسبِّب سوءًا في تفسير الأحاسيس الحقيقية، ولا بدّ من الإشارة إلى اختلاف مرض الوهم عن الهلوسة، إذ تحدث الهلوسة في غياب المُحفِّز الخارجي، بينما مرض الوهم يحدث في وجود المُحفِّز النفسي، وكلاهما لا تشيران إلى حالةٍ نفسية، وإنَّما من الممكن لأي شخصٍ أن يتعرّض لأحدٍ منهما.
أسباب مرض الوهم
لم يتوصّل العلماء حتى الآن إلى السّبب الدقيق للإصابة بمرض الوهم، ولكن من المُحتمَل أن يكون للعوامل التالية دورٌ في ذلك، وهي:
- الخبرات الطّفولية: تنتج الإصابة بمرض الوهم عن خبرات طفولية تم اكتسابها من الأب والأم عندما يكون التوهم المرضي لديهما، إذ يُلاحِظ الطفل اهتمامهما الزائد بصحّته، وصحّة إخوانه.
- العوامل الحيوية: الحساسية الزائدة عند بعض الأفراد، حيث إنّهم قد يتوهمون إصابتهم بالمرض بمجرد السّماع عنه من مصابين به، أو من الأطباء، أو من الإنترنت ووسائل الإعلام.
- العوامل البيئية والنفسية: والتي تتمثّل بما يلي:
- ينتج التوهم عن تعبير الإنسان عن شعوره بالفشل والعجز في حياته العلمية، والأسرية، والاجتماعية، كذلك بسبب شعوره بعدم الثقة والنقص، لذلك قد تكون تلك الأعراض المرضية هروباً من مشاكل الحياة.
- مراقبة أعضاء الجسم بشكل مبالغ فيه، وتفسير كلّ تغيير يحدث بطريقة سلبيّة.
- يحدث بسبب الحرمان العاطفي وفقدان الحب والحنان، وقد يكثر ظهور التوهم في مرحلة الشيخوخة، وذلك بسبب حاجة المسنّ للعناية، وجلب الانتباه.
- القلق النفسي الشديد الذي تتمّ مقاومته عند تحويل الصّراعات غير الملموسة إلى أشياءٍ ملموسة وهي أعضاء الجسم، بحيث يتمّ التركيز عليها كمنفذٍ وحيد للشخص.
أعراض مرض الوهم
يمكن التعرّف إلى مرض الوهم من خلال مجموعةٍ من الأعراض والعلامات المُميَّزة، وهي:
- الشكوى المتكرّرة من أي اضطرابات جسدية في مختلف أنحاء الجسم كالرأس، والقلب، والمعدة.
- الوسواس الدائم بالمرض، والتركيز على الفكرة المرضية، والشّعور غير الكاذب بالمرض، ممّا يؤدّي إلى جعل الجسم ضعيفاً، وهزيلاً.
- تظهر على الشخص علامات الخوف الشّديد من العلاقات الاجتماعية، وعدم الثقة بالنفس، واضطراب العلاقات الأسرية، والانشغال بالنفس، ممّا يؤدّي إلى العزلة عن الآخرين.
- كثرة التردّد على عيادات الأطباء، والانشغال بالصحة.
- الإصرار على أنّ سبب العلة جسدي، وليس نفسياً، ممّا يجعله غير متقبّل لفكرة الذهاب إلى طبيب نفسي.
- الإحساس بضعف الذاكرة، وعدم التركيز العقلي، وذلك بسبب الوساوس التي تصيب الشخص.
- قلة النوم، والأرق بسبب الانشغال بالهواجس، والوساوس التي تنتاب الشخص.
علاج مرض الوهم
يمكن أن يكون علاج مرض الوهم مُعقَّدًا بعض الشيء، إلا أنّه ليس بمستحيل، وقد تحتاج الحالات الشّديدة للمكوث في المستشفى إلى حين استقرار الحالة، وتتمثّل طريقة علاجه بما يلي:
- العلاج النفسي والأسري والسلوكي والمعرفي: يعتبر هذا العلاج هو العلاج الرّئيسي لمرض التوهّم، حيث إنّه يساعد المُصاب على إدراك وفهم الأفكار الخاطئة التي تسبّب الخوف لديه، كما أنّ هذا العلاج يساعد المصاب على وقف سلوكه المرتبط بهذا المرض والذي يشمل تكرار مراقبة الجسد.
- العلاج الدوائي: تستخدم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات الذّهان والتي تخلِّص، أو تخفِّف حدَّة أعراض هذا المرض، مثل كلوربرومازين (Chlorpromazine)، أو فلوفينازين (Fluphenazine).