ما هو مرض التسمك الشائع
مرض السُّماك الشائع
يُعتبر مرض السُماك الشائع (بالإنجليزية: Ichthyosis vulgaris) مرضاً جلدياً قد يصاب به الشخص بشكل وراثي أو يكتسبه خلال حياته، ويتمثل بعدم قدرة الجلد على التخلص من خلايا الجلد الميتة، مما يتسبب بتجمعها على سطح الجلد مكونة طبقة تشبه قشور السمك، ومن هنا جاءت تسمية المرض بهذا الاسم، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الخلايا الميتة قد تكون موجودة عند الولادة أو تظهر في مرحلة الطفولة، وفي معظم الأحيان تكون الأعراض خفيفة بحيث تنحصر البقع الجافة في مناطق محدودة من الجسم، بينما تنتشر لتغطي مناطق أوسع من الجسم في الحالات الشديدة.
أعراض مرض السُّماك الشائع
يتسبّب السمُّاك الشائع بظهور مجموعة من الأعراض الجلدية المزمنة على المصاب، والتي غالباً ما تزداد سوءاً في فصل الشتاء عندما يزداد جفاف الجو وبرودته، ونذكر من الأعراض التي ترافق مرض السُّماك الشائع ما يلي:
- جفاف شديد في الجلد.
- ظهور طبقة من القشور البيضاء أو البنية أو الرمادية على سطح الجلد.
- ظهور قشور في فروة الرأس.
- ظهور شقوق عميقة ومؤلمة في الجلد.
- الإحساس بحكة في الجلد.
أسباب مرض السُّماك الشائع
ذكرنا سابقاً بأنّ مرض السُّماك الشائع يمكن أن ينتقل بشكل وراثي، وهذا السبب الأكثر شيوعاً للإصابة به، وتتبع وراثة هذا المرض النظام الصبغي السائد (بالإنجليزية: Autosomal dominant pattern) أي أنّه يُورّث إذا كان أحد الأبوين حاملاً للطفرة الجينية المسببة للمرض، وتشير الدراسات إلى أنّ شدّة المرض تعتمد على وجود المرض عند الأبوين، فإذا كان الشخص قد ورث من واحد من أبويه الجين المسؤول عن المرض فإنّ شدة المرض تكون ضعيفة، أمّا إذا كان كلا الأبوين حاملين للطغرة الجينية المرتبطة بهذا المرض فإنّ شدّته وأعراضه الظاهرة على الطفل ستكون قوية، ومن الجدير بالذكر أنّ الإصابة الوراثية بالمرض غالباً ما تظهر منذ الولادة أو في السنوات الأولى من عمر الطفل، كما أنّها يمكن أن تختفي أو تهدأ لفترة من الزمن ثم تُعاود الظهور مرة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّه في حالات نادرة قد يصاب البالغون بهذا المرض على الرغم من عدم وجود عامل وراثي؛ أي أنّهم يكتسبون هذا المرض خلال حياتهم، وغالباً ما يرتبط ذلك بإصابتهم بمرض السرطان ، أو الفشل الكلوي ، أو أمراض الغدة الدرقية ، وفي حالات نادرة قد يحدث ذلك بعد استخدام بعض الأنواع من الأدوية مثل: سيميتدين (بالإنجليزية: Cimetidine) وكلوفازيمين (بالإنجليزية: Clofazimine).
تشخيص مرض السُّماك الشائع
غالباً ما يتمكّن الطبيب من تشخيص الحالة بالنظر إلى جلد المصاب ومعاينته فحسب، كما أنّه قد يقوم بعمل فحوصات وأخذ خزعة جلدية لاستثناء جميع الاحتمالات الأخرى لجفاف الجلد، إضافةً إلى أنّ معرفة تاريخ الأبوين الطبي يساعد في كثير من الأحيان على الحصول على تشخيص صحيح للحالة.
المضاعفات الصحية لمرض السُّماك الشائع
قد ينتج عن مرض السُّماك الشائع عدة مضاعفات نذكر منها:
- الزيادة في درجة حرارة الجسم: ويُعتبر هذا أمراً نادراً، وتنتج هذه الزيادة في بعض الحالات عن نقصان عملية التعرق بسبب زيادة في سماكة الجلد ووجود القشور على عليه، ومن الجدير بالذكر أنّه لدى البعض الآخر من المصابين قد تحدث زيادة غير طبيعية في التعرق (بالإنجليزية: Hyperhidrosis).
- العدوى الاتهابية: قد يؤدي تشقق الجلد إلى دخول بكتيريا والإصابة بالالتهابات.
علاج مرض السُّماك الشائع
إلى هذه اللحظة لا يوجد أي علاج شافٍ من هذا المرض بشكل نهائي، إذ تهدف العلاجات المتاحة لتخفيف الأعراض التي يعاني منها المصاب.
العلاجات المنزلية
هناك العديد من الأمور التي يمكن عملها بالمنزل للتخفيف من الأعراض والمضاعفات الناتجة عن مرض السُماك الشائع، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأمور عندما تصبح عادة يومية فإنّها تخفّف بشكل كبير من الأعراض:
- الالتزام بعدد مرات الاستحمام كما وصف الطبيب: يُعدّ الماء عاملاً مهماً لترطيب البشرة، ولكن إذا كان هناك جروح مفتوحة أو تشققات عميقة في البشرة فينصح الأطباء بتغطية هذه الجروح بطبقة من الفازلين (بالإنجليزية: Petroleum jelly) والذي يعمل على تقليل الشعور بالحرقة التي تنشأ عن ملامسة الماء للجرح، ويجدر بنا الإشارة إلى أهمية وضع مرطب بعد الاستحمام بالسرعة الممكنة ولذلك للمحافظة على رطوبة الجسم وتجنب جفافه.
- تقشير الجلد: يُعدّ تقشير الجلد من الأمور المهمة التي تساعد على عدم تراكم الجلد الميت على البشرة، حيث يمكن تقشير الجسم خاصةً بعد الاستحمام باستخدام الليف الطبيعي أوحجر الخُفاف (بالإنجليزية: Pumice stone) المعروف بالحجر الأسود والمتوافر في الأسواق.
- استخدام جهاز الترطيب الاصطناعي في المنزل: (بالإنجليزية: Humidifier) يمكن استخدام جهاز الترطيب الاصطناعي لزيادة رطوبة هواء المنزل، وهذا يساعد على زيادة رطوبة الجلد والحفاظ عليه من الجفاف.
العلاجات الدوائية
هناك العديد من الكريمات والمراهم التي تساعد على التخفيف من الأعراض مثل: الكريمات عالية الترطيب، والمراهم التي تخفف الالتهاب والحكة ، والمراهم التي تحتوي على مضادات حيوية، بالإضافة إلى كريمات التقشير، ويمكن للطبيب أن يصف هذه الكريمات والمراهم تبعاً لشدة حالة المريض، ومن الأمثلة على المواد المهمة التي يمكن أن تتوافر في هذه العلاجات الموضعية:
- حمض اللاكتيك أو أي حمض ألفا هيدروكسي آخر: (بالإنجليزية: Lactic acid) أو (بالإنجليزية: Alpha hydroxy acids) تحافظ هذه المواد على رطوبة الجلد بشكل ممتاز، كما وتُعتبر هذه المواد مقاومة للشيخوخة، وتُستخدم في العديد من المنتجات التجميلة التي تخفف من تجاعيد البشرة .
- اليوريا وبروبيلين غليكول: (بالإنجليزية: Urea) أو (بالإنجليزية: Propylene glycol) إذ تدخل هذه المواد في صناعة الكريمات والمراهم عالية الترطيب.
- حمض الساليسيليك: (بالإنجليزية: Salicylic acid) يُعتبر هذا الحمض من المواد المقشرة التي تُستخدم للتخلص من الجلد الميت، لذلك فإنّ استخدام كريمات تحتوي على مادة حمض ساليسليك يساعد على التخلص من الجلد الميت المتراكم على الجسم وبالتالي التخفيف من ظهور القشور.
- الريتينويدات: (بالإنجليزية: Retinoids) تُعتبر هذه المواد من مشتقات فيتامين أ ، وتُستخدم فقط في الحالات الصعبة، وتساعد على تخفيض معدل إنتاج خلايا الجلد، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المواد قد تسبب بعض الأعراض الجانبية مثل: انتفاخ الشفاة، وتساقط الشعر ، ومن الممكن أن تسبب تشوهات لدى الجنين إذا استُخدمت خلال فترة الحمل.