ما هو فتق الرياضيين
المقصود بفتق الرياضيين
في الواقع، لا يعدّ فتق الرياضيين ( Athletic pubalgia) فتقًا حقيقيًّا، وإنّما هو عبارة عن حالة ناجمة عن تمزّق الأوتار التي ترتبط بالحوض، فيُصاحبه ألم وضغط شديد شبيهٌ بأعراض الإصابة بفتق في البطن ، ويعتقد بعض الباحثين أنّ فتق الرياضيين قد يكون أحد أكثر الأسباب الشائعة المُثيرة لألم أصل الفخذ المزمن بين الرياضيين.
أماكن الإصابة بفتق الرياضيين
عادةً ما يُصيب فتق الرياضيين أجزاء معينة من الجسم، من أهمها:
- منطقة أصل الفخذ.
- منطقة الحوض.
- منطقة أسفل البطن.
سبب الإصابة بفتق الرياضيين
كما أسلفنا سابقًا، فإنّ فتق الرياضيين يحدث بسبب تمزّق الأوتار (وهي الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام) بعد تعرضها للإجهاد المُفرط، والذي غالبًا ما يكون مصاحبًا للرياضات التي تتطلب تغيير اتجاه الجسم بصورة مفاجئة أو القيام بحركة ملتوية شديدة، ومع ذلك قد يكون سبب الإصابة بفتق الرياضيين غير معروف، أو يتطوّر دون ملاحظته مع مرور الوقت.
وعمومًا، يمكن تلخيص الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى حدوث فتق الرياضيين في الآتي:
- الانخراط في الرياضات العنيفة؛ كهوكي الجليد، وكرة القدم، وغيرها.
- ممارسة الرياضة كمحترف أو ضمن لاعبي النخبة، فهذا يستدعي اللعب على نحو مستمر.
- ضعف عضلات الجذع مُقارنةً بعضلات الفخذ العلوية.
أعراض الإصابة بفتق الرياضيين
يُمكن أن تتشابه الأعراض التي يشعر بها المُصاب بفتق الرياضيين مع أعراض المشكلات الأخرى التي قد تُصيب منطقة أصل الفخذ، وبشكلٍ عام، قد تظهر أعراض فتق الرياضيين كواحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة في الآتي:
- ألم في منطقة أصل الفخذ الذي يزول مع الراحة، وتزداد حِدته مع مُمارسة النشاطات الرياضيّة.
- ألم في أحد جانبيّ أصل الفخذ.
- ألم عند القيام بأنشطة تستهدف العضلات العميقة في البطن؛ كالسعال مثلًا.
- ظهور الكدمات في أعلى منطقة الفخذ، أو الشعور بألم عند لمسها.
- إحساس بالألم عند ثني الجسم.
- ألم شديد ومُفاجئ أثناء التعرض للإصابة.
تشخيص الإصابة بفتق الرياضيين
يعدّ الطبيب الشخص المخوّل بتشخيص حالة فتق الرياضيين وتأكيد الإصابة بها، ومن أبرز الطرق التي قد يتبعها لتشخيص المشكلة:
- مناقشة المريض حول كيفية حدوث الإصابة:
وهي خطوة مهمة في تشخيص المشكلة، خاصةً وأنّ آلية التعرض للإصابة المؤثرة في منطقة الحوض ترتبط غالبًا بفتق الرياضيين.
- الفحص الجسديّ:
والذي ينطوي على فحص منطقة الإصابة ومجال حركتها، والقوة الحركية للعضلات.
- فحوصات التصوير:
فقد يطلب الطبيب الخضوع لاختبارات التصوير بهدف تأكيد التشخيص وتمييزه عن الحالات المُشابهة له، ومن الأمثلة على هذه الاختبارات: اختبار الأشعّة السينيّة، والتصوير بالرنين المغناطيسيّ، والأمواج فوق الصوتية، والتصوير المقطعي المحوسب، وغيرها.
علاج فتق الرياضيين
قد يعيق فتق الرياضيين ممارسة النشاطات اليوميّة والرياضية، غير أنه قد يُسبب مضاعفات أكثر شِدة، وفي هذا السياق تبرز أهمية العلاج السريع للمشكلة؛ فهو يقلل من خطورة تكرار الإصابة بالفتق أو ظهور مضاعفاته، كما يساعد على التعافي والعودة للحياة الطبيعيّة، ومن الخيارات العلاجية المطروحة في حالات فتق الرياضيين:
- الراحة:
وذلك من خلال نيل قسط كافٍ من الراحة مُدّة 7 - 10 أيام على الأقلّ بعد التعرض للإصابة، وقد يُفيد وضع الثلج على المنطقة المصابة في تخفيف الألم والتورّم.
- الأدوية:
كاستخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، التي تُساهم في تخفيف التورّم والألم المُصاحب للفتق الرياضيّ.
- العلاج بالحقن:
مثل حقن أدوية الكورتيزون أو الستيرويد؛ التي يصِفها الطبيب عند استمرار الألم رغم الراحة وتقليل النشاط.
- العلاج الجراحي:
وفيها يُعاد إصلاح الأنسجة المتمزّقة في منطقة أصل الفخذ، سواءً بإجراء عملية مفتوحة أو باستخدام منظار البطن المزوّد بكاميرا صغيرة.
- العلاج الطبيعي:
الذي يضمّ مجموعة من تمارين المرونة والتمارين التي تهدف إلى تقوية العضلات الضعيفة ، وتجنب الإصابة بالفتق مُستقبلًا.
وفي الحقيقة، ينصح الطبيب عادةً باستمرار العلاج للمدة التي يراها مناسبة وتضمن التعافي، ولكنْ بشكلٍ عام، يعود المصاب لمُمارسة الأنشطة اليومية الطبيعيّة غالبًا في غضون 4 - 6 أسابيع إنْ كان الفتق لا يتطلّب العلاج الجراحيّ للأنسجة المُمزّقة، أمّا الحالات التي تستدعي العلاج الجراحي، فإنّ التعافي من الفتق قد يستغرق مدّة تصل إلى 3 شهور على الأقلّ.
هل يمكن منع الإصابة بفتق الرياضيين؟
لا يمكن منع الإصابة بفتق الرياضيين بالكامل، ولكن يمكن تقليل فرصة حدوثه، ومن النصائح التي يمكن اتباعها في هذا الشأن:
- مُمارسة تمارين الإحماء التي تُساهم في تهيئة الجسم لاستيعاب النشاط الرياضي دون تأثّر.
- أداء تمارين تقوية الجذع بانتظام.
- الالتزام بالتمارين التي من شأنها أن تقوّي عضلات الفخذ والورك، وتساعد على ثبات منطقة الحوض.
- العمل على تحسين مرونة الجسم بالانخراط في البرامج التي قد تساعد على ممارسة تمارين منتظمة.
- اختيار طرق رفع الأثقال المُناسبة، التي لا تؤثّر على عضلات الحوض والفخذ مع زيادة الضغط عليهما.
- تخفيف الوزن الزائد إنْ استدعى الأمر، فقد تكون زيادة الوزن من العوامل المُساعدة على الإصابة بالفتق الرياضيّ.
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
- الذهاب إلى الحمّام بمُجرّد وجود إلحاح وحاجة للتبول أو التبرز.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتقليل فرصة الإصابة بالإمساك.
- زيارة الطبيب المُختصّ في أقرب فرصة ممكنة عند وجود شكوك حول الإصابة بالفتق؛ لتدارك الأمر والعمل على مُعالجته دون مُضاعفات.
ملخص المقال
فتق الرياضيين ليس فتقًا بحدّ ذاته، فهو عبارة عن تمزق في أوتار منطقة الحوض، يتطوّر تدريجيًّا أو يحدث بصورة مُفاجئة وشديدة، فتكون أعراضه مشابهة للأعراض التي تظهر في حالات الإصابة بفتق منطقة البطن، وعمومًا، يجب مراجعة الطبيب على الفور عند ظهور أعراض فتق الرياضيين بعد ممارسة الرياضة وإجهاد العضلات بشكلٍ كبير، فهو المسؤول عن تشخيص المشكلة وتحديد العلاج الأنسب لها لتسريع التعافي، وتجنب مضاعفات الفتق، وتقليل فرصة الإصابة به مرة أخرى.