ما هو غذاء المها العربي
المَها العربيّ
المها العربيّ (بالإنجليزيّة: Arabian Oryx) هو أحد أنواع الظِّباء، ويُعرَف علميّاً باسم (Oryx leucoryx)، وله في اللغة العربيّة عدّة أسماء منها: الوضيحي، والماريّة وهو الاسم الذي يدلّ على لون جسمه الأبيض شديد الوضوح، وهو النّوع الوحيد من المها الذي يعيش خارجَ أفريقيا؛ فهو يستوطن سهوب شبه الجزيرة العربيّة وصحاريها، وسوريا، وفلسطين، ومصر، وبلاد ما بين النّهرين.
يتميّز المها العربيّ بجسم أبيض اللون، مع بعض الخطوط البنيّة على الخدَّيْن، والأنف، والجبين، أمّا السّاق فهي بُنيّة اللون عليها أشرطة بيضاء على الكاحل، وله ذيل ينتهي بخصلة شعر، ويتكيّف هذا الحيوان للعيش في البيئة الصّحراويّة بفضل لونه الأبيض الذي يعكس معظم أشعة الشّمس، وحوافره العريضة التي تُمكنّه من المشي بسهولةٍ على الأرض الرّمليّة. يبلغ ارتفاع المها العربيّ متراً واحداً عند الكتف، أمّا وزنه فيبلغ 70كغ تقريباً، وله قرنان يصل طولهما إلى 68سم، وتختلف ذكور المها عن الإناث بوجود خصلة شعر على منطقة الحلق تُشبه اللّحيّة، وبأنَّ قرونها أقصر وأسمك من قرون الإناث.
غِذاء المَها العربيّ
يعيش المها العربيّ في مناطق جافّة، وأمطارها غير مُنتظمة، وقد حباه الله بالقدرة على الكشف عن أماكن هطول الأمطار من مسافات كبيرة؛ لذلك يتحرّك باستمرار ضمن مجموعات للبحث عن الماء والنّباتات الطّازجة، حيث يتغذّى المها على الأعشاب، والنباتات الأخرى، ويحفر الأرض للوصول إلى درنات، وبصيلات، وجذور النّباتات التي تُغذّيه وتُزوِّده بالرّطوبة التي يحتاجها. يعتمد حجم جماعات المها العربيّ على مدى توفّر العشب، والنّباتات الطّازجة، وقد تصل إلى 100 فردٍ في المواسم الجيّدة. يقضي المها العربيّ فترات الصّباح الباكر وبداية المساء في الرّعي، وعند اشتداد الحرارة يلجأ إلى الأماكن الظّليلة؛ لاجترار طعامه، وإعادة مضغه وهضمه، ويمكن للمها العربيّ عيش فترةٍ طويلةٍ دون أن يشرب الماء، ويستعيض عنه بلعق النّدى الذي يتجمّع على شعره، أو على الصّخور.
الحياة الاجتماعيّة والتّكاثر
المها العربيّ من الحيوانات الاجتماعيّة التي تعيش ضمن قطيع يتكوّن غالباً من عشرة أفراد أو أقلّ، ويتكوّن القطيع من ذكر بالغ مُهَيمن، والعديد من الإناث والصِّغار، أمّا الذّكور البالغة فتكون ضمن قطيع مُنفصل. تلد إناث المها العربيّ في الظّروف المواتية صغيراً واحداً كلّ عام، وتحدث هذه الولادات غالباً بين شهري تشرين الأوّل وأيّار، وتستمرّ فترة حمل إناث المها 240 يوماً تقريباً، وتُفطَم الصغار بعد أربعة أشهر ونصف من ولادتها، وتصل إناث المها مرحلة النّضج الجنسيّ عندما تصل إلى عمر (2.5-3.5) عام، في حين يصل عمر المها العربيّ في البريّة إلى عشرين عاماً.
جهود حماية المَها العربيّ من الانقراض
سابقاً، انتشر المها العربيّ في معظم مناطق الشّرق الأوسط، ولكن بحلول بداية القرن التّاسع عشر اقتصر وجوده على مناطق من سيناء، وفلسطين، وشرق الأردنّ، والعراق، ومعظم مناطق شبه الجزيرة العربيّة، وفي منتصف الثلاثينيّات من القرن الماضي اختفى المها العربيّ من تلك المناطق، واقتصر وجوده على صحراء النّافود شمال غرب المملكة العربيّة السّعوديّة، والرُّبع الخالي في الجنوب، ومع تزايد عمليّات الصّيد تمّ إدراج المها العربيّ كحيوان منقرض في البريّة عام 1972م.
أُعيد المها العربيّ إلى البريّة بجهود حديقة حيوان فينيكس، وجمعيّة الحيوانات والنّباتات الدّوليّة بدعمٍ ماليٍّ من الصّندوق العالميّ للحياة البريّة التي كثّرت تسعة أفراد من المها العربيّ، وبعد ما يقارب 240 ولادةً ناجحةً، وُزِّعت الحيوانات على عدد من حدائق الحيوان؛ لتُكمل مهمّة تكثيرها، وفي عام 1980م أُعيد المها العربيّ إلى البريّة مرّةً أخرى. في عام 2011م قُدِّرت أعداد المها العربيّ بأكثر من 1000 فردٍ في البريّة، ومن 6000-7000 فردٍ في الأسر في أنحاء العالم جميعها، وبذلك يكون المها العربيّ أوّل حيوان يُعاد تصنيفه كحيوان مُهدَّد بالانقراض ، بعد أن كان مُصنَّفاً كحيوان مُنقرِض في البريّة، وقد أُدرِج المها العربيّ ضمن المُلحَق الأول من اتّفاقيّة التجارة العالميّة لأصناف الحيوان والنّبات البريّ المُهدَّد بالانقراض ، وهو المُلحَق الذي يضمّ الأنواع الأكثر تضرُّراً من التجارة الدوليّة (CITES).
محميّة المَها العربيّ
تُعد محميّة المها العربيّ التي أُنشئت في سلطنة عُمان عام 1994م بموجب مرسوم سُلطانيّ أوّل موقع تُسقِطه مُنظَّمة الأُمَم المُتَّحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) من لائحتها للتُّراث العالميّ، وذلك بعد قرار الحكومة بخفض مساحة المحميّة بنسبة 90%، وازدياد الصّيد غير المشروع للمها العربيّ فيها، وتدهور البيئة التي يعيش فيها؛ ممّا أدّى إلى تناقص أعداده من 450 فرداً عام 1996م، إلى 65 فرداً، منها أربعة أزواج فقط قابلة للتّوالد؛ مما هدّد بقاءَها في المستقبل، ومن الجدير بالذِّكر أنّ المحميّة ضمّت بالإضافة للمها العربيّ، 15 نوعاًً على الأقلّ من الثّدييات، مثل: الذّئب ، والثّعلب الأحمر، والوعل النّوبي، والوشق، والغزال العربيّ، والغزال الرّملي، وطائر الحبارى، وحيوانات أخرى، ونحو 180 نوعاً من الطّيور المُهاجِرة ، و26 نوعاً مُقيماً من الطّيور، منها العقاب الذهبيّ، بالإضافة إلى 140 نوعاً من النّباتات المختلفة، من بينها 12 نوعاً من النّباتات النّادرة.
المَها في الشِّعر العربيّ
تُعدّ قصيدة الرصافيّة للشّاعر علي بن الجهم من أشهر القصائد التي ورد فيها ذكر المها، وفيها يُشبّه الشّاعر عينَيْ محبوبته بعيون المها ؛ لجمالها، ومنها قوله:
- عُيونُ المَها بينَ الرُّصافـةِ والجِسـرِ
- جلَبْنَ الهَوى مِن حيثُ أَدْري ولا أَدْري
وقد حظِيت هذه القصيدة بالشُّهرة؛ لذلك عارضَها عدد من الشّعراء، منهم الشّاعر محمّد عبد الجواد البغداديّ الذي وصف القهوة، فقال:
- وجاءَ بِسودا قهوة خِلْتُ أنَّها
- عُيون المَها بينَ الرُّصافـةِ والجِسـرِ
وعارضها الأمير الصّنعانيّ، فقال:
- ولكنّ أبياتاً سبِتْني كأنَّها
- عيونُ المَها بينَ الرُّصافـةِ والجِسـرِ
وللشّاعر الباجي المسعوديّ تشطيرٌ لها، في قوله:
- عيونُ المَها بينَ الرُّصافـةِ والجِسـرِ
- لِفَقْدِ خميسِ الزّينِ أدمُعُها تَجرِي