أعراض ما بعد الحجامة
الحجامة
تمثّل الحجامة إحدى الممارسات التقليديّة في الصين والشرق الأوسط، والتي يُعتقد بفعاليّتها في علاج مجموعة متنوعة من الحالات، ولكن تجدر الإشارة إلى الحاجة للمزيد من الدراسات العلمية عالية الجودة لتأكيد فعالية العلاج بالحجامة، ومن الحالات التي يُعتقد بإمكانية علاجها بالحجامة؛ تخفيف الألم، وعلاج المشاكل الجلدية مثل حبّ الشباب، ومشاكل العقم، ومشاكل القلق والاكتئاب، والصداع النصفي، وأمراض الجهاز التنفسي كالربو والحساسية، وتعزيز الجهاز المناعي، والتهاب المفاصل الروماتيزميّ، وفقر الدم، وتجديد شباب الوجه والتخلص من التجاعيد، والدوالي، وآلام الظهر ، وفقدان الوزن، واضطرابات الجهاز الهضميّ، وشلل الوجه، والتهاب الحلق، والهربس، وغيرها الكثير من الحالات، وذلك عن طريق إعادة التوازن لقوّة الحياة كما يعتقد الصينيون.
أعراض ما بعد الحجامة
يواجه الفرد في بعض الأحيان القليل من الأعراض الجانبية التي ترافق جلسة العلاج بالحجامة أو بعد الانتهاء منها مباشرةً؛ حيث أنّه قد يشعر بالدوار، وخفّة الرأس، والتعرّق، والغثيان خلال جلسة الحجامة، ومن المتوقّع الشعور ببعض الإزعاج وعدم الراحة المؤقتة جرّاء إزالة الركود الدمويّ، وإرخاء العضلات والأنسجة الضامة، بينما تتمثّل أعراض ما بعد الحجامة بتهيّج بعض مناطق الجلد؛ حيث تظهر علامات دائرية في الأماكن التي تمّ وضع حوافّ الكؤوس عليها خلال الحجامة، وقد تظهر هذه العلامات على شكل كدمات تستمرّ لبضعة أيام وحتى أسبوعين، وذلك نتيجة المبدأ العام للعلاج بالحجامة الذي يهدف إلى سحب الدم إلى الطبقات السطحية من الجلد ، وفي الحقيقة يعكس لون هذه الكدمات الدائرية مدى صحّة الفرد وحاجته للمزيد من جلسات الحجامة؛ حيث إنّ الكدمات التي تظهر بلون أحمر تدلّ على صحّة جيّدة كما تختفي خلال فترة قصيرة، بينما تشير الكدمات التي تبدو أرجوانية أو داكنة إلى ركود في مسارات الطاقة في الجسم وتحتاج لوقت أطول ليختفي أثرها، وإلى حاجة الفرد للمزيد من جلسات الحجامة.
وقد يشعر الفرد بالدوار وخفة الرأس بعد وقت قصير من إنهاء جلسة الحجامة، بالإضافة إلى ذلك فمن الممكن الشعور بألم في مواقع الشقوق التي أحدثها المعالج خلال الجلسة، مع إمكانية ظهور الندوب والحروق الجلدية بعد إنهاء جلسة الحجامة، ويُعدّ فقدان الدم، والإصابة بالعدوى الجلدية من الأعراض التي قد تُرافق الحجامة الرطبة، وفي الحقيقة هناك بعض الأعراض والآثار الجانبية نادرة الحدوث مثل: ظهور البثور أو التقرحات، والإصابة بنزف الدم المُكتسب، ونقص الصفيحات الدموية، وفقر الدم بسبب نقص الحديد، والجُدرة (بالإنجليزيّة: Keloids)، والتهاب السبلة الشحمية، وتصبّغ الجلد .
الوقاية من أعراض ما بعد الحجامة
يُعتبر العلاج بالحجامة أحد العلاجات التكميلية أو العلاجات البديلة ، والتي تحتاج للمزيد من الدراسات لتحديد مدى وكيفية الاستفادة منها، مع التأكيد على أهمية العلاجات التقليلدية والأساسية التي تمثّل العلاجات الأولية للأمراض، وفي الحقيقة يشكّل اختيار المُعالج المختصّ بالحجامة بعناية ودقّة الخطوة الأولى للوقاية من مضاعفات وأعراض ما بعد الحجامة والحفاظ على السلامة العامة؛ حيث إنّ هناك دور كبير يقع على عاتقه لضمان سير العلاج بالحجامة بطريقة آمنة وسليمة، وفي الحقيقة يجب عليه ارتداء غطاء واقٍ للجسم، و نظارات واقية للعيون، وقفازات تُستخدم لمرة واحدة، بالإضافة إلى ضرورة استخدام أدوات ومعدّات نظيفة، والحصول على اللقاحات المهمة لمنع انتقال الأمراض المعدية مثل؛ التهاب الكبد. وفي الحقيقة تشكّل العدوى الجلدية إحدى مخاطر الحجامة التي يمكن تجنّبها عن طريق القيام بالممارسات المهنيّة الصحيحة في سبيل تنظيف البشرة واتباع وسائل منع حدوث العدوى قبل وبعد الحجامة، كما قد يقوم المُعالج بوضع مرهم مضاد حيويّ للوقاية من الإصابة بالعدوى في نهاية جلسة الحجامة،
شروط الحجامة
يُعتبر من الضروريّ إعلام المُعالج بكافة التفاصل الطبية المتعلّقة بالظروف والمشاكل الصحية الموجودة لدى الفرد وأهمّها؛ الأمراض التي يُعاني منها، والأدوية العلاجية الخاصة به؛ حيث لا يُنصح بإجراء الحجامة للأفراد الذين يستخدمون الأدوية المانعة لتخثّر الدم، كما يجدر بالمُعالج تفقّد مناطق الجلد قبل إجراء الحجامة والتنبّه إلى عدم وضع كؤوس الحجامة على المواقع التي تعاني من التهابات، أو حروق ، أو عدوى، أو جروح مفتوحة، أو التهيّج، أو المناطق التي تحتوي على الشرايين، أو الأوردة، أو الغدد اللمفاوية، أو العينين، أو فتحات الجسم، أو أي كسور، كما أنّه يُمنع القيام بالحجامة للنساء الحوامل، والأطفال، وكبار السن، ومن يُعاني من حالات صحيّة معيّنة مثل؛ السرطان ، وفشل أحد الأعضاء، وتراكم السوائل أو الوذمة (بالإنجليزيّة: Edema)، واضطرابات النزيف الدمويّ، وبعض أمراض القلب ، وارتفاع درجة حرارة الجسم المترافقة مع التشنجات، ومن الجدير بالذكر أنّ إجراء الحجامة على الجلد الذي يُعاني من ظروف صحية مثل؛ الأكزيما أو الصدفية يؤدي إلى تفاقم المشكلة في مناطق وضع الكؤوس.
أنواع الحجامة
يتم العلاج بالحجامة باستخدام أكواب متخصّصة تُصنع من مواد مختلفة بما في ذلك الفخار، والزجاج، والخيزران، والسيليكون ثم تُوضع على مناطق معينة من الجلد بصورة مقلوبة بعد إشعال قطعة من القطن المغموس بالكحول أو الورق أو الأعشاب في داخلها، وتؤدي هذه الكؤوس إلى توليد الشفط بالفراغ بعد أن يبرد الهواء بداخلها، الأمر الذي ينتج عنه تحسين تدفق الدورة الدموية، والتخلّص من الدم القديم الراكد، وتجديد بعض الأوعية الدموية، وزيادة وصول الأوكسجين إلى الأنسجة، وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين أساسيّين للحجامة وهما الحجامة الجافة والحجامة الرطبة، وفي الحقيقة فإنّهما يتشابهان في الطريقة العامة لتوليد الفراغ داخل الكأس المقلوب على الجلد، والذي يتسبّب في ارتفاع الجلد واحمراره بسبب توسّع الأوعية الدموية في المنطقة، وعادةً تبقى الكؤوس على الجلد لمدّة ثلاثة دقائق، في حين تختلف الحجامة الرطبة عن الحجامة الجافة بقيام المعالج بعمل شقوق جلديّة صغيرة باستخدام المشرط الطبي بعد انقضاء الثلاث دقائق الأولى وإزالة الكؤوس عن موقعها، ليتم إعادتها فيما بعد لمدّة إضافية وسحب كمية قليلة من الدم، وفي الحقيقة يقوم المعالج باستخدام كأس واحد فقط في الجلسة الأولى على سبيل التجربة أحياناً، وعادةً ما يقوم باستخدام ما لا يزيد عن 3-5 كؤوس في الجلسة الأولى.