ما هو علم الفسيولوجيا
ما هو علم الفسيولوجيا؟
علم الفسيولوجيا (بالإنجليزية: Physiology) أو علم وظائف الأعضاء؛ هو علم يهدف إلى دراسة وظائف جسم الإنسان وكيفية عملها من خلال دراسة الكيمياء والفيزياء الكامنة التي تتدخل في عمل هذه الوظائف، ويعتمد على دراسات العلماء البحثية المختلفة التي تُجرى في المختبر من دراسات حول البروتينات والخلايا المفردة إلى دراسات حول تفاعل الخلايا لتشكيل الأنسجة، والأعضاء، والأنظمة، داخل الجسم.
يُعد علم الفسيولوجيا أحد فروع علوم الأحياء، حيث يهتم بدراسة وفهم حياة الكائنات الحية من طبيعة الخلايا إلى سلوك الجسم وتأثيره على البيئة، كما يهتم بدراسة تكيّف الجسم واستجابته؛ ممّا يُساعد الإنسان على فهم ما يحدث له أثناء المرض وتطوير علاجات ولقاحات جديدة تحميه من الأمراض، كما يُعد هذا العلم علماً تجريبيّاً يبحث في وظائف الأعضاء ويفهم آلياتها بشكل تفصيلي ليتمكّن الإنسان من فهم طبيعة تأثيرها.
يدرس علم الفسيولوجيا جميع الأسئلة المتعلقة بالتأثيرات الهرمونية على السلوك ووظيفة الدماغ، ويهتم أيضًا بكل ما يتعلق بعلم الوراثة وعلم النفس، كما أنّ جوانبه التطبيقية تُمارس في العديد من مجالات الحياة مثل؛ الطب، وعلم النبات الذي يدرس كيفية تحسين إنتاجية المحاصيل، وعلم البيئة الذي يدرس كيفية استجابة الحيوان والنبات والميكروبات للتحديات، ويُساعد علم الفسيولوجيا على فهم أجسام الحيوانات والبشر، كما أنّه مهم في فهم الرؤية النفسية والفلسفية المختلفة؛ وذلك من خلال فهم عمل الجهاز العصبي واكتساب خبرة ذاتية في القدرة على التحكم في السلوك والتعلُّم، ويجدر بالذكر أنّ علم الأعصاب أحد فروع علم الفسيولوجيا.
أقسام علم الفسيولوجيا
يشمل علم الفسيولوجيا العديد من الأقسام المختلفة ويدرس جميع أشكال الحياة؛ من الأميبات وحيدة الخلية والفيروسات إلى الإنسان، والحيوان، والأشجار العملاقة، لذا دائمًا ما يتخصص علماء الفسيولوجيا بمجال معين، مثل: علم وظائف الأعضاء السريري، أو علم وظائف أعضاء الحيوان، أو علم وظائف أعضاء النبات، وغيرها، وبشكل عام يُمكن تقسيّم علم الفسيولوجيا إلى 10 أجهزة عضوية فسيولوجية كالآتي:
- جهاز القلب والأوعية.
- جهاز هضمي.
- جهاز الغدد الصماء.
- جهاز المناعة.
- جهاز عضلي.
- جهاز عصبي.
- جهاز كلوي.
- جهاز تناسلي.
- جهاز تنفسي.
- جهاز هيكلي.
تاريخ علم الفسيولوجيا
يُوجد اختلاف كبير بين التاريخ الفلسفي الإغريقي لعلم الفسيولوجيا وعلم الفسيولوجيا الحديث، وفي ما يأتي نبذة عن أهم مراحل تطور تاريخ علم الفسيولوجيا:
- احتوت كتب مدرسة أبقراط للطب في عام 350 ق.م على العديد من المفاهيم والأفكار المتعلقة بتطور علم الفسيولوجيا، كما قدّم الفيلسوف نيميسيوس ما يُعرف بمذهب الأخلاط أو طب الأخلاط لشرح طبيعة السوائل الحيوية في الجسم ضمن أطروحة له كانت تُناقش طبيعة الإنسان.
- قدّم أرسطو أفكاراً أُخرى لمدرسة أبقراط؛ حيث كانت فكرة الغائية لها دور مهم في تاريخ علم وظائف الأعضاء، إذ فرض أنّ كل جزء من الجسم وُجد لهدف معين وتُستنتج وظيفته من خلال بنيته التكوينية.
- قدّم جالينوس كتاباً اهتم محتواه بدراسة فائدة أجزاء الجسم، واستمد جالينوس أفكار كتابه من أعمال أرسطو، كما يجدر بالذكر وجود بعض المفاهيم المغلوطة في ذلك الكتاب؛ حيث قادت جالينوس بعض المفاهيم مثل: مفهوم المد والجزر لتدفق الدم، ونظرية الأخلاط، والغائية لأرسطو، إلى الوصول إلى مفهوم غير صحيح لحركة تدفق الدم، والذي صُحح فيما بعد من قِبل الطبيب الإنجليزي ويليام هارفي في القرن السابع عشر أثناء عمله على الدورة الدموية.
- يَنسب التاريخ بداية علم الفسيولوجيا التجريبي الحديث إلى عام 1628م، أيّ عندما نُشرت الأطروحة التشريحية الخاصة بدراسة حركة القلب والدم في الحيوانات من قِبل العالم هارفي، وبقي علم الفسيولوجيا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بعلم التشريح والطب.
- نُشر أول كتاب إرشادي لعلم الفسيولوجيا في عام 1747م في سويسرا من قِبل عالم التشريح والفسيولوجيا والنبات ألبرشت فون هالر، كما نشر بعد ذلك 8 مجلدات بعنوان عناصر فسيولوجيا الإنسان في الفترة ما بين 1757م-1766م، ووُصف علم الفسيولوجيا بأنّه علم التشريح المتحرك.
- نشر أنطوان لافوازييه سلسلة من المذكرات كتبها في نهاية القرن الثامن عشر وتحدّث فيها عن المشاكل الفسيولوجية للتنفس، ولا تزال تُستخدم هذه المذكرات إلى الآن.
- بدأ علم الفسيولوجيا في التطور وأصبح نظاماً يستخدم الأساليب الكيميائية والفيزيائية والتشريحية في القرن التاسع عشر.
- أجرى فرانسوا ماجيندي تجارب على الحيوانات الحية، وكان من أوائل الرائدين في علم الفسيولوجيا التجريبي، كما أدرك فيما بعد يوهانس مولر و كلود برنارد أن هذه التجارب يجب دمجها مع المعرفة العلمية، كما يجب اختبار النظريات من خلال التجريب.
ما الفرق بين علم الفسيولوجيا وعلم البيولوجيا؟
يُعتبر علم الفسيولوجيا فرع متخصص وفرعي من علم البيولوجيا يُعنى بدراسة جزء مُعين منه وهو وظائف الأعضاء للكائنات الحية المختلفة وطريقة تكيّفها للمعيشة، أمّا علم البيولوجيا فهو علم أساسي رئيسي شامل من العلوم الطبيعية يُعنى بدراسة الكائنات الحية، وكل ما يتعلق بالحياة، ودراسة البيئة، والطبيعة، وغيرها.
يُعتبر علم الفسيولوجيا أحد فروع علم البيولوجيا، حيث يهتم بدراسة وظائف جسم الإنسان وكيفية عملها من خلال دراسة الكيمياء والفيزياء الكامنة التي تتدخل في عمل هذه الوظائف، إذ يُقسّم الجسم إلى 10 أجهزة عضوية فسيولوجية؛ كالجهاز الهضمي، والعضلي، والعصبي... ويعود ظهور علم الفسيولوجيا إلى عام 350 ق.م، إلّا أنّ بداية علم الفسيولوجيا التجريبي الحديث تعود إلى عام 1628م.