ما هو علم الجغرافيا
مفهوم علم الجغرافيا
يُشير مفهوم علم الجغرافيا إلى العلم الذي يُعنى بدراسة الأماكن المختلفة وكيفية تفاعل البشر مع هذه الأماكن والتأثير المتبادل بينهما، فهو علم يدرس الخصائص الفيزيائية لسطح الأرض والمجتمعات التي تُقيم عليه، ويُقدّم إجابات عن أماكن تواجد الأشياء ويُفسّر التغييرات المستمرة التي تشهدها.
تطوّر علم الجغرافيا
يُعدّ علماء الإغريق أول من صاغ مصطلح الجغرافيا فقد قاموا برسم الخرائط وتقديم الحسابات المكانية للمواقع، إلّا أنّه لم يكن للإغريق وحدهم الفضل في تقدّم هذا العلم وتطوّره، حيث أوجد المسلمون في أوج ازدهار الحضارة الاسلامية أول نظام لرسم الخرائط على أساس شبكيّ في العالم، هذا عدا عن استكشاف أراضٍ جديدة لم يصل إليها أحد من قبل، أمّا الصينيّون فقد ساهموا أيضاً في إغناء المعرفة العلمية الجغرافية من خلال اختراعهم للبوصلة التي ساعدت المستكشفين كثيراً في سفرهم وترحالهم.
شهد علم الجغرافيا في عصر النهضة في أوروبا نقلةً نوعيةً لم يسبق لها مثيل، حيث استكشف الأوروبيون بقيادة ماركو بولو عوالم جديدة وأقاموا علاقات تجارية مع حضارات العالم الغنيّة كتلك الموجودة في آسيا، مثل: الهند والصين، وشكّلت المصالح التجارية والسياسية الدافع المحرّك لتطوّر علم الجغرافيا حتّى أصبح في القرن الثامن عشر تخصّصاً جامعياً معتمداً، ولا يخفى على أحد اليوم مدى التفصيل والشمول الذي يتمتّع به علم الجغرافيا بعد ما شهده العالم من تقدّم تكنولوجي ومعلوماتي.
فروع علم الجغرافيا
يتكوّن علم الجغرافيا من مجموعة من الفروع المتداخلة والمتكاملة، ويُمكن التعرّف إلى هذه الفروع وماهية كلّ منها من خلال ما يأتي:
- الموقع: يُعبّر الموقع عن مكان وجود الأشياء، وهنا ينبغي التفريق بين الموقع المطلق والموقع النسبي، فالموقع المطلق هو الإحداثيات المكانيّة للشيء استناداً لخطوط الطول ودوائر العرض ، أمّا الموقع النسبي فهو علاقة المكان بأماكن أخرى.
- المكان: يُنظر إلى المكان من جانبين هما خصائصه الفيزيائية والبشرية، ويُقصد بالخصائص الفيزيائية طبيعته البيئية؛ كالتضاريس، والمناخ، وعناصر الحياة فيه؛ كالحيوانات، والنباتات، والمياه، أمّا الخصائص البشرية فتضم المنتجات الحضارية فيه؛ كالعمران، والدين، واللغة، هذا بالإضافة إلى بعض المعطيات المتعلّقة بالوجود الإنساني فيه؛ كالكثافة السكانية وغيرها.
- التفاعل المشترك: يبحث علم الجغرافيا في العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، حيث يُسخّر الإنسان الطبيعة ومواردها لتلبية حاجاته وتأمين متطلباته الحياتية، ويلجأ أحياناً إلى التعديل فيه فتجده يبني السدود والمنازل، ويُحاول دوماً التكيّف مع ظروفها الصعبة والقاهرة.
- الحركة: يُعنى هذا الفرع من فروع علم الجغرافيا بدراسة حركة الأشخاص، وما ينجم عنها من تفاعل بشري على مستوى الأفكار، والماديّات، والنظم.
- المناطق: تُشكّل المنطقة الوحدة الدراسيّة لعلم الجغرافيا ، فكلّ منطقة لها من الخصائص الفيزيائية والبشرية ما يمنحها هويتها وتفرّدها عن غيرها من المناطق.