ما هو علاج وهن العضلات
وهن العضلات
يُعرّف وهان العضلات (بالإنجليزيّة: Myasthenia Gravis) على أنّه اضطراب مناعيّ مُكتسب مُزمن، ونادر نسبيّاً، ينتج عن مُهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم الطبيعيّة، مما يؤدي إلى خلل في الصلة بين الأعصاب والعضلات؛ أو ما يُعرف طبيّاً بالموصل العصبي العضلي (بالإنجليزيّة: Neuromuscular Junction)، وبالتالي إلى ضعف أو وهن في العضلات يسوء مع الحركة ويتحسّن عند الراحة. حتى الآن لم يتم تحديد سبب معيّن يؤدي إلى إصابة الأشخاص بوهن العضلات، إلّا أنّه تم تحديد بعض العوامل التي قد يكون لها دور في الإصابة: كالغدة الزعتريّة، والبكتيريا أو الفيروسات، بالإضافة للعوامل الجينيّة. بالرغم من أنّ الوهان العضلي من الممكن أن يُصيب أي من الأشخاص، إلّا أنّه أكثر شيوعاً عند الإناث، كما أنّه غالباً ما يُصيب النساء ما بين العشرينيات والأربعينيات من العمر، والرجال بعد بلوغ الخمسين سنة من العمر. وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال ولادة طفل لأم مُصابة بالوهان العضلي، فإنّ الطفل قد يكون عُرضة للإصابة بما يُسمّى وهن حديثي الولادة العضلي (بالإنجليزيّة: Neonatal Myasthenia) نتيجة انتقال الأجسام المُضادّة المسؤولة عن إصابة الأم بالوهان العضلي إلى دم المولود، وغالباً ما يتم تخلّص جسم الطفل من الأجسام المُضادّة خلال عدة أسابيع، ثمّ يكمل نمو العضلات بشكل سليم.
علاج وهن العضلات
في الحقيقة، لا يوجد علاج دوائي للشفاء التام من اضطراب الوهان العضلي ، وتهدف خيارات العلاج المتوفرة إلى السيطرة على العلامات والأعراض المُصاحبة، بالإضافة للسيطرة على نشاط الجهاز المناعي (بالإنجليزيّة: Immune System) في الجسم. وتُعدّ أول خطوة في العلاج هي الابتعاد عن ما يُهيّج ظهور الأعراض؛ كالإرهاق والتوتر النفسي.
تغيير نمط الحياة
هنالك عدد من الأمور التي عادة ما يُنصح مُصاب الوهان العضلي باتباعها للتخفيف من الأعراض وتأثيرها في حياته، بالإضافة لمساعدته على استغلال طاقته بأفضل طريقة ممكنة، وفيما يلي بيان لبعض من أهم طرق العلاج المنزلي التي يُمكن اتباعها عند الإصابة بالوهان العضلي:
- اتباع نظام غذائي مناسب: يُنصح المُصاب باستغلال أوقات قوة العضلات وتناول الطعام خلالها، كما ويُنصح بالاعتماد على الأطعمة اللينة التي لا تتطلّب جهداً خلال مضغها، بالإضافة لعدم الاستعجال في مضغ الطعام ، وأكل عدة وجبات صغيرة خلال اليوم.
- توفير الراحة: يُنصح المُصاب بأخذ القسط الكافي من الراحة يوميّاً لإعطاء العضلات أكبر قدر من الطاقة.
- توفير الأمان في المنزل: وذلك بتركيب مُرتكزات أو درابزينات في الأماكن التي قد يحتاج فيها المُصاب للاتّكاء عند المشي، بالإضافة لإزالة أي شيء يُمكن أن يُعيق المشي.
- ارتداء عُصابة العين: (بالإنجليزيّة: Eye Patch) فقد يعمل ذلك على تحسين حالة ازدواجية الرؤية في حال الإصابة بها.
- التخطيط للأنشطة: أي التخطيط للأنشطة التي تحتاج جهداً للقيام بها خلال الأيّام التي يكون فيها المُصاب بكامل طاقته.
- تجنّب العوامل المُحفزة: حيث إنّ بعض العوامل قد تعمل على تدهور الأعراض؛ كالتوتر النفسي ودرجات الحرارة المرتفعة.
العلاج الدوائي
إنّ العديد من خيارات العلاج الدوائ متوفرة للتخفيف من أعراض الوهان العضليّ، ويجب على موفّر الرعاية الصحيّة أن يقوم بدراسة جميع الفوائد التي قد تعود على المُصاب من استخدام دواء معيّن ومُقارنتها بما له من أعراض جانبيّة وأضرار. وفيما يلي بيان لبعض من أهم العلاجات الدوائيّة المُستخدمة لعلاج حالات الوهان العضلي:
- مثبطات الكولين استيريز: (بالإنجليزيّة: Cholinesterase Inhibitors) تعمل هذا الأدوية على رفع نسبة الاسيتيل كولين (بالإنجليزيّة: Acetylcholine) في الموصل العصبي العضلي؛ لتعزيز التواصل ما بين الأعصاب والعضلات. وبالرغم من قدرتها على تحسين الانقباضات العضليّة وقوة العضلات خلال بضع دقائق من تناولها، إلّا أنّها لا تقوم بعلاج المُشكلة الأساسيّة، ولذلك فغالباً ما يحتاج المُصابين بالوهان العضلي لأخذ أنواع أخرى من العلاجات الدوائية إضافة لها. ومن الأعراض الجانبية التي قد تُسببها: الإسهال ، وآلام البطن، وفرط في إفراز اللعاب و العرق .
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزيّة: Corticosteroids) ومنها البريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone) والذي يعمل على تثبيط عمل جهاز المناعة والحد من إفرازه للأجسام المُضادّة. إلّا أنّ استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترات طويلة قد يؤدي إلى العديد من الأعراض الجانبية الخطيرة: كزيادة الوزن، والإصابة بمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وترقق العظام، كما أنّها تعمل على زيادة خطورة الإصابة بالعدوى.
- مثبطات جهاز المناعة: (بالإنجليزيّة: Immunosuppressants) كالأزاثيوبرين (بالإنجليزيّة: Azathioprine)، والسيكلوسبورين (بالإنجليزيّة: Cyclosporine)، والميكوفينولات موفيتيل (بالإنجليزيّة: Mycophenolate Mofetil). وعادة ما تعمل هذه العلاجات بشكل أبطأ من الكورتيكوستيرويدات؛ حيثُ إنّ المُصاب قد يحتاج لعدة أشهر للشعور بتحسن حالته. وقد يكون للمُثبطات المناعية العديد من الأعراض الجانبية والتي من الممكن أن تكون شديدة الخطورة في بعض الأحيان، ومنها: الغثيان، واضطرابات في الجهاز الهضمي ، وزيادة خطورة الإصابة بالعدوى، وفشل الكلى ، وفشل الكبد.
العلاج الجراحي
وجدت الأبحاث أنّ الإصابة بالوهان العضلي قد تكون مرتبطة بوجود اضطرابات في الغدة الزعتريّة (بالإنجليزيّة: Thymus Gland) في العديد من الحالات، والغدة الزعترية؛ وهي غدة تُوجد قرب القلب وأسفل عظام القفص الصدري (بالإنجليزيّة: Sternum)، وتلعب دوراً أساسيّاً في تكوّن الجهاز المناعي خلال مرحلة الطفولة. وعادة ما يُعاني المصابون بالوهان العضلي من فرط في عمل الغدة الزعتريّة، كما أنّ 15% من الحالات ترافقها إصابة بسرطان الغدة الزعتريّة (بالإنجليزية: Thymoma). وبالتالي فمن خيارات علاج الوهان العضلي إجراء عمليّة جراحيّة لاستئصال هذه الغدّة؛ فبيّنت الدراسات أنّ في العديد من حالات الوهان العضليّ كان هنالك تحسّن ملحوظ في أعراض ضعف العضلات بالإضافة لنقصان الحاجة لتناول الأدوية المُثبّطة لجهاز المناعة ، حتى وإن كان المُصاب لا يُعاني من سرطان في الغدة الزعترية.
يُمكن إجراء عمليّة استئصال الغدة الزعتريّة (بالإنجليزيّة: Thymectomy) كعمليّة مفتوحة؛ أي يقوم الطبيب الجرّاح بشق عظام الصدر لفتحه وإزالة الغدة، كما ويُمكن إجرائها باستخدام أقل توغّل جراحي؛ بإجراء شق صغير في الرقبة ومن ثم استخدام كاميرا صغيرة كما هو الحال في عمليّات التنظير البطنيّ، أو بإجراء شقوق صغيرة متعددة حول الصدر لإزالة الغدة عبرها.