ما هو علاج الصدفية
علاج الصدفية
يتوفر في الوقت الحالي العديد من العلاجات للسيطرة على داء الصدفيّة (بالإنجليزية: Psoriasis) والتخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض، ويُحدد العلاج عادة بناءً على نوع الصدفية، وشدتها، والمنطقة المصابة من الجلد، حيث يبدأ الطبيب بعلاج الحالات البسيطة معتمداً على الكريمات الموضعية، ثم ينتقل إلى العلاجات الأقوى إذا اقتضت الحاجة ذلك، وقد يستخدم الطبيب مزيجاً من هذه العلاجات، ونوضح فيما يأتي بعضاً من العلاجات المتوفرة لداء الصدفية:
العلاجات الموضعية
تُستخدم العلاجات الموضعيّة للتخفيف من أعراض الصدفيّة، وتتوفر بأشكال مختلفة مثل: الكريمات، أو المراهم، ويتمّ تطبيقها بشكلٍ مباشر على مناطق الجلد المصابة في الحالات الخفيفة والمتوسطة، وتستخدم العلاجات الموضعية في بعض الحالات إلى جانب العلاجات الأخرى مثل الأدوية الفموية والعلاج الضوئي، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلاجات الموضعيّة قد يباع دون وصفة طبية، بينما قد يحتاج بعضها الآخر إلى وصفة طبية، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب حول استخدام هذه الأدوية في جميع الحالات، وفي ما يأتي بيان لبعض من العلاجات الموضعيّة المستخدمة:
- المرطبات والمطريّات: تحافظ المرطبات (بالإنجليزية: Moisturizers) والمطريّات (بالإنجليزية: Emollients) على رطوبة الجلد ممّا يساعد بدوره على التخفيف من حدة أعراض المرض، ويفضلّ استخدام المرطبات والمطريات التي تمنع خسارة الجلد للرطوبة.
- الستيرويد: قد يصف الطبيب أحد أنواع أدوية الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid) الموضعيّة للتخفيف من الالتهاب المصاحب للصدفيّة وخفض سرعة نمو الخلايا الجلديّة، كما يمكن تحسين كفاءة أدوية الستيرويد عند إضافتها إلى بعض العلاجات الأخرى، ويجدر الانتباه عند استخدام أدوية الستيرويد التقيد بالجرعة المطلوبة؛ فقد يصاحب استخدام جرعات عالية من الدواء ظهور بعض الآثار الجانبيّة، ومن المعروف أيضاً أنّ أدوية الستيرويد تتفاوت في درجة تأثيرها، فقد تُستخدم الأنواع الضعيفة لعلاج الصدفية التي تُصيب الأجزاء الحساسة مثل الوجه والرقبة، بينما تستخدم الأنواع الأقوى لعلاج الأجزاء الأكثر خشونة مثل الركبة والمرفق.
- كالسيبوتريول: يُعدّ الكالسيبوتريول (بالإنجليزية: Calcipotriol) والمعروف أيضاً بالكالسيبوتريين (بالإنجليزية: Calcipotriene) أحد نظائر فيتامين د ، وبسبب تشابه تركيبته الكيميائية مع فيتامين د وأدوية الستيرويد يتمّ استخدامه في بعض حالات علاج مرض الصدفيّة.
- مثبطات الكالسينيورين: قد يلجأ الطبيب لاستخدام أحد مثبطات الكالسينيورين (بالإنجليزية: Calcineurin inhibitors) مثل دواء تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) لعلاج الصدفيّة في الأجزاء الأكثر حساسيّة مثل الوجه، وتحت الإبط، وفي المغبن، وتتوفّر هذه الأدوية بعدّة أشكال صيدلانيّة مختلفة، منها: المراهم والكريمات.
- قَطِرانُ الفَحْم: يساعد قطران الفحم (بالإنجليزية: Coal tar) على تحسين مظهر الجلد، وتخفيف سرعة نمو خلايا الجلد، ممّا يساعد على التخفيف من أعراض الصدفيّة، ويتوفّر قطران الفحم بعدّة أشكال صيدلانيّة مختلفة بما في ذلك منتجات الشامبو التي يتمّ استخدامها لعلاج الصدفيّة في فروة الرأس، وتجدر الإشارة إلى أنّ قطران الفحم له رائحة كريهة، ويسبب استخدامه تصبغ الملابس وتهيّج الجلد.
- ريتينويد: (بالإنجليزية: Retinoid) ومن الامثلة عليه التازاروتين (بالإنجليزية: Tazarotene)، حيث يُسّرع من تقشر الجلد، وغالباً ما يتمّ دهنه على المنطقة المصابة بكميات قليلة قبل النوم، ولا يستخدم هذا النوع من الأدوية خلال الحمل، أو في حال الرغبة بالحمل.
- أنثرالين: يخفف دواء الأنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin) من الالتهاب المصاحب للصدفيّة والتخفيف من سرعة نمو خلايا الجد في المناطق المتأثرة، وغالباً ما يتمّ استخدامه مع أحد العلاجات الأخرى، ولا ينتج عن هذا الدواء آثار جانبية خطيرة، لكنه يهيج الجلد، ويسبب تصبّغ في الجلد والملابس، ويُستخدم الأنثرالين بتطبيقه مباشرة على المنطقة المصابة مرة يومياً، ويجدر الإنتباه إلى تجنب وضعه على المناطق السليمة، وعادة ما تدهن المناطق السليمة والمحيطة بالآفة بالفازلين لمنع وصول الدواء إليها.
- حمض الساليسيليك: يساعد حمض الساليسيليك أو حمض الصفصاف (بالإنجليزية: Salicylic acid) على إزالة التقشرات الجلديّة من بقع الجلد المتأثرة بالمرض، ويفضّل استخدامه مع أحد العلاجات الموضعيّة الأخرى إذ يساعد إزالة التقشرات على تسهيل وصول العلاجات الأخرى إلى مناطق الجلد المتأثرة، ويتوّفر حمض الساليسيليك ضمن عدّة أشكال صيدلانيّة مختلفة مثل الكريمات، والمراهم، والصابون، والشامبو، واللصقات الجلديّة.
العلاجات الجهازية
يصف الطبيب أحد العلاجات الجهازيّة (بالإنجليزية: Systemic therapies) في الحالات المتوسطة والشديدة من الصدفيّة أو في حال المعاناة من التهاب المفاصل الصدفي -حيث سمي هذا النوع من التهاب المفاصل بالصدفي لأن التهاب المفاصل يحدث نتيجة الإصابة بداء الصدفية- ويجدر العلم أنّ العلاجات الجهازية تخفف من سرعة تقدّم المرض، وتقلل فرصة ظهور هبّات أو نوبات المرض، وتتوفّر أنواع من هذه الأدوية على شكل حبوب فمويّة وأنواع أخرى على شكل حُقَن، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة إخبار الطبيب باالمشاكل الصحية الأخرى قبل استخدام أحد هذه العلاجات، أو في حال حدوث الحمل ، أو التخطيط للحمل، أو الرضاعة ، وفي ما يأتي بيان لبعض من العلاجات الجهازيّة المستخدمة في علاج الصدفيّة:
- سيكلوسبورين: يصف الطبيب دواء سيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin) في بعض الحالات الشديدة من الصدفيّة، خصوصاً في بعض الأنواع من الصدفيّة مثل: احمرار الجلد الصدفيّ، والصدفيّة القطرويّة، والصدفيّة اللويحيّة.
- الريتينويد الفمويّ: يمكن استخدام أدوية الريتينويد الفمويّة (بالإنجليزية: Oral retinoids) في جميع حالات الصدفيّة الشديدة إلّا في حال المعاناة من صدفية الثنيات، ومن هذه الأدوية دواء أسيتريتين (بالإنجليزية: Acitretin)، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة استخدام هذه الأدوية من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من عدوى فيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) أيضاً بسبب عدم تثبيط هذه الأدوية للجهاز المناعيّ.
- العلاج الحيويّ: يُصنع العلاج الحيوي أو العلاج البيولوجيّ (بالإنجليزية: Biological treatment) من استخلاص البروتين من الخلايا الحية، وعادة ما يتمّ اللجوء إلى استخدامه في الحالات الشديدة من الصدفيّة والتي لم تستجب لأنواع العلاجات الأخرى، أو في حال عدم التمكن من استخدام العلاجات الأخرى، وتستهدف هذه الأدوية الخلايا التائية مفرطة النشاط في الجهاز المناعيّ ممّا يساعد على التخفيف من أعراض الصدفيّة، ويجدر العلم أنّ العلاج الحيوي من العلاجات الفعالة والتي تقل فيها نسبة حدوث الآثار الجانبية، ولكن على الرغم من ذلك يصعب اللجوء إليها بسبب كلفتها العالية، كما تجدر الإشارة إلى أنّ عدة أدوية تندرج ضمن هذه المجموعة والتي تستخدم في علاج الصدفيّة، ونذكر منها ما يأتي:
- دواء إيتانرسبت (بالإنجليزية: Etanercept).
- دواء أداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab).
- دواء إنفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab).
- ميثوتركسيت: يُعدّ دواء ميثوتركسيت (بالإنجليزية: Methotrexate) أحد الأدوية المستخدمة في علاج العديد من حالات مرض الصدفيّة، إذ يثبط دواء ميثوتركسيت الإنزيمات المسؤولة عن سرعة نمو خلايا الجلد لدى الأشخاص المصابين بمرض الصدفيّة ، ويجدر إجراء بعض الاختبارات الدوريّة خلال استخدام الدواء للتأكد من سلامة أجهزة الجسم المختلفة، وفي هذا السياق يُشار إلى ضرورة تجنّب حدوث الحمل خلال مرحلة استخدام الدواء لأي من الشريكين؛ حيثُ يجب أن لا تقلّ عن ثلاثة أشهر في حال استخدام الرجال للدواء، ولفترة لا تقلّ عن شهر واحد في حال استخدام المرأة للدواء.
العلاجات الضوئية
يتم خلال العلاج الضوئيّ (بالإنجليزية: Phototherapy) تعريض الجلد للأشعّة فوق البنفسجيّة (بالإنجليزية: Ultraviolet) ممّا يساعد على التخفيف من عدد الآفات الجلديّة المصاحبة لمرض الصدفيّة، وحجمها، والوقاية من تشكّل آفات جديدة، وقد يتمّ اللجوء إلى الأشعة فوق البنفسجيّة الطبيعيّة مثل أشعّة الشمس، أو أشعّة فوق بنفسجيّة صناعيّة، وفي ما يأتي بيان لبعض أنواع العلاج الضوئيّ المستخدمة في علاج مرض الصدفيّة:
- أشعّة الشمس: يساعد التعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة الصادرة عن أشعّة الشمس أو بعض الأضواء الصناعيّة بشكلٍ يوميّ ومحدود على التخفيف من الالتهاب والحد من تقشر الجلد، وتخفيف سرعة نمو الخلايا الجلديّة، ويُنصح بتطبيق واقٍ شمسي واسع الطيف ذا عامل وقاية شمسيّ (بالإنجليزية: SPF) يساوي 30 أو أكثر على الجلد في المناطق غير المتأثرة بالمرض، وتطبيق كميّة صغيرة من الزيت على مناطق الآفات الجلديّة ممّا يساعد الجلد على امتصاص نسبة أعلى من الأشعّة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب حول المدّة المناسبة للتعرّض لأشعّة الشمس والطريقة الصحيحة لها، لما للتعرّض لأشعة الشمس لفترة طويلة من آثار جانبيّة قد تؤدي إلى تضرّر الجلد، وزيادة شدّة أعراض الصدفيّة.
- العلاج الضوئيّ بالأشعة فوق البنفسجيّة ب: (بالإنجليزية: UVB phototherapy) يمكن استخدام هذا النوع لعلاج بقع محدّدة من الصدفيّة، أو الصدفيّة المنتشرة، أو الصدفيّة المقاومة للعلاج الموضعيّ، ويتمّ استخدام ضوء صناعيّ لتوليد هذه الإشعاعات، وقد يصاحب هذا النوع من العلاج بعض الآثار الجانبيّة المؤقتة مثل الحكّة، وجفاف الجلد ، والاحمرار، ويمكن التخفيف من هذه الآثار الجانبيّة من خلال استخدام أحد المرطبات المناسبة.
- العلاج الضوئيّ بالأشعة فوق البنفسجيّة ب ضيقة النطاق: (بالإنجليزية: Narrow band UVB phototherapy)، وهو أحد أنواع العلاج الحديثة نسبيّاً، وذا فاعليّة تفوق فاعليّة العلاج الضوئيّ بالأشعة فوق البنفسجيّة ب، إلّا أنّ هذا النوع من العلاج قد يسبّب حروقاً جلديّة أكثر شدة وتستمر لفترة أطول.
- علاج غوكرمان: يُطلق مصطلح علاج غوكرمان (بالإنجليزية: Goeckerman therapy) على إحدى طرق العلاج التي يتمّ فيها استخدام الأشعة فوق البنفسجيّة ب بالتزامن مع العلاج بقطران الفحم، إذ يساعد قطران الفحم على تحسين امتصاص الجلد للأشعة فوق البنفسجيّة.
- ليزر إكسيمر: قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ليزر إكسيمر (بالإنجليزية: Excimer Laser) كنوع من العلاجات الضوئية في الحالات البسيطة والمتوسطة من الصدفية التي فشلت الطرق الأخرى في علاجها، وهو موجات مركّزة جداً من الأشعّة فوق البنفسجيّة مُعالجة بطريقة أدت إلى التخلص من الموجات التي قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالجلد، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من العلاج لا يسبّب الألم، وتحتاج جلسات العلاج لوقت قصير، إلّا أنّ الشخص المصاب قد يحتاج أكثر من جلسة في الأسبوع، وقد يظهر التحسّن على الجلد خلال عدد قليل من الجلسات العلاجيّة في بعض الحالات.
- السُوَرالين والأشعة فوق البنفسجية أ: يتمّ اللجوء إلى العلاج بالسورالين (بالإنجليزية: Psoralen) والأشعة فوق البنفسجيّة أ (بالإنجليزية: UVA) في الحالات الشديدة من الصدفيّة، وهو أحد أنواع العلاج الكيميائيّ الضوئيّ (بالإنجليزية: Photochemotherapy) حيثُ يتمّ استخدام دواء السُوَرالين لزيادة حساسيّة الجلد للضوء قبل استخدام الأشعة فوق البنفسجيّة أ، والتي تخترق الجلد بعمق، ممّا يُحسّن من كفاءة العلاج، وقد يصاحب هذا النوع من العلاج بعض الآثار الجانبيّة قصيرة الأمد مثل الصداع ، والغثيان، والحكّة، وآثار جانبيّة طويلة الأمد مثل النمش، وتجاعيد الجلد، وبشكلٍ عامّ قد يُستخدم السُوَرالين إلى جانب التعرّض لأشعة الشمس لعلاج أنواع مُعينة من الأمراض الجلدية.
نصائح وإرشادات
بالإضافة إلى العلاجات التي تمّ ذكرها سابقاً توجد مجموعة من النصائح والإرشادات التي تساعد على التخفيف من الأعراض المصاحبة لمرض الصدفيّة لدى الأشخاص المصابين، نبيّن منها ما يأتي:
- الحد من التوتر:محاولة الحد من التوتر والسيطرة عليه وذلك من خلال ممارسة التمارين الرياضية وتقنيات الاسترخاء مثل اليوغا.
- خسارة الوزن: ينتج النسيج الدهنيّ (بالإنجليزية: Adipose tissue) مركبات التهابيّة في الجسم تُعرَف بالسيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine) لذلك فإنّ خسارة الوزن الزائد تساعد على التخفيف من الالتهاب الذي بدوره قد يحفّز هبّات مرض الصدفيّة خصوصاً صدفية الثنيات، ويمكن التخفيف من الوزن الزائد من خلال اتّباع نظام غذائيّ صحيّ، وممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.
- تجنّب الاستحمام بالماء الساخن: لما للماء الساخن من تأثير قد يؤدي إلى تحفيز هبّات المرض، وفي المقابل فإنّ الماء الفاتر يساعد على التخفيف من الالتهاب، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب الحرص على تجنّب الاستحمام لفترات طويلة تزيد عن 15 دقيقة، وتجنّب قشط الجلد أثناء الاستحمام، كما يفضل إضافة كل من ملح كبريتات المغنيسيوم أو الشوفان لماء الاستحمام للتخلص من قشور الصدفية.
- ترطيب الجلد: يجب الحرص على ترطيب الجلد من خلال استخدام المرطبات بشكلٍ يوميّ خصوصاً بعد الاستحمام بسبب زيادة فرصة جفاف الجلد بعد الاستحمام.
- تجنّب التدخين: قد يُؤثر التدخين في زيادة مدّة أعراض الصدفيّة وشدّتها.