ما هو عرق النسا
عرق النسا
عرق النسا أو ألم العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatica) هو حالة صحية تتمثل بالشعور بألم أو وخز أو خدران نتيجة تهيج النهايات العصبية المُؤديّة إلى العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic nerve)، ولفهم ذلك بشكل أفضل يجدر بيان أنّ عرق النسا لا يعتبر مرضًا وإنما هو أحد الأعراض التي قد تظهر نتيجة للإصابة بأحد الأمراض التي تؤثر على صحة العصب الوركي، ويعتبر العصب الوركي أطول الأعصاب وأكثرها اتساعًا في جسم الإنسان؛ حيث يمتد هذا العصب من أسفل الظهر مرورًا بالأرداف ثم يتفرع بعد ذلك ليمتد إلى المنطقة الخلفية للساقين مرورًا بالكاحل والقدم، كما يتحكم العصب الوركي بعدد من العضلات في أسفل الساقين ويعدّ مسؤولاً عن الإحساس لجلد القدم وأغلبية الجزء السفلي من الساق.
واستنادًا إلى الأبحاث التي أجراها المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية (بالإنجليزية: The National Center for Biotechnology Information) في شهر كانون الثاني من عام 2020 فإنّ عرق النسا يصيب كلًّا من النساء والرجال بشكلٍ متكافئ، وتكون الإصابة به شائعة جدًّا لدى الأشخاص في العقد الرابع من عمرهم، كما يشير المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية إلى أنّ 10-40% من المصابين يبقى لديهم عرق النسا طوال حياتهم، كما أنّ الإصابات السنوية به تقدّر ب 1-5% من الناس.
أعراض عرق النسا
تختلف أعراض عرق النسا عند المصابين بشكل كبير، حيث تتراوح شدة حالات الإصابة بعرق النسا بين الألم و الوخز البسيط والشعور الخفيف بالحرقة، والألم الشديد الذي يحول دون قدرة المصاب على الحركة، ممّا يؤثر على قدرته على القيام بأعماله اليومية، وقد لا يدوم ألم عرق النسا لفترة طويلة خلال اليوم لكنه قد يزعج المصابين وقد يزداد سوءًا، وفي الواقع يؤثرعرق النسا عادة في جهة واحدة من الجزء السفلي من الجسم، حيث يمتد الألم من أسفل الظهر ومن خلف الفخذ مرورًا بالساق المصابة وقد يمتد الألم أيضًا إلى القدم والأصابع وإنّ مكان الألم ومدى انتشاره يعتمد على الجزء المتأثر من العصب الوركيّ. .
تبدأ الأعراض المصاحبة لعرق النسا بصورة بطيئة، لكن قد تزداد الأعراض سوءًا في بعض الأحيان خاصةً عند الوقوف، والجلوس، والضحك، والعطس أو السعال، كما تزداد الأعراض سوءًا خلال الليل، إضافة إلى أنها تزداد سوءًا عند الشعور بالإجهاد أو كتم النفس -كما هو الحال عند قضاء الحاجة-، وأيضّا عند الانحناء للخلف أو المشي لعدة أمتار.
ولمعرفة المزيد عن أعراض عرق النسا يمكن قراءة المقال الآتي: ( عرق النسا وأعراضه ).
أسباب عرق النسا
يَنتج تهيج العصب الوركي الذي تمّت الإشارة إليه أعلاه والذي يعرف في هذه الحالة باسم اعتلال الجذور القطنية (بالإنجليزية: Lumbar radiculopathy) بسبب ما يعرف بانضغاط جذور العصب (بالإنجليزية: Nerve root entrapment)، ومن الأسباب الأخرى المؤدية لحدوثه ما يأتي:
- التضيق النخاعي القطني (بالإنجليزية: Lumbar spinal stenosis) وهو تضيق القناة الشوكية في أسفل الظهر.
- داء القرص التنكسي (بالإنجليزية: Degenerative disc disease) المتمثّل بانزلاق الأقراص التي تعمل بمثابة وسائد بين الفقرات.
- انزلاق الفقار (بالإنجليزية: Spondylolisthesis) وهو حالة تنزلق فيها فقرة واحدة إلى الأمام فوق فقرة أخرى.
- الحمل .
- التشنج العضلي في الظهر أو الأرداف.
- الإصابة بالتهاب المفاصل التنكّسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis)؛ وهو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) وفيه يتآكل الغضروف حول المفصل، مما يتسبب في احتكاك العظام في المفصل معًا مما يسبب الالتهاب والألم، وقد يؤثّر في أي مفصل في الجسم بما فيها مفاصل العمود الفقري، وعندها يؤدي إلى المعاناة من العديد من الأعراض من بينها عرق النسا.
قد تزيد بعض العوامل من فرصة الإصابة بعرق النسا ومنها السمنة (بالإنجليزية: Obesity) حيث تتسبب السمنة بتطبيق ضغط أكبر على العمود الفقري، كما قد يتسبب مرض السكر بإلحاق الضرر بالأعصاب ممّا يزيد الفرصة من الإصابة بعرق النسا، وإنّ الأشخاص أصحاب المهن التي تتطلب حمل الأوزان وتحريك العمود الفقري يكونون أكثر عرضة للإصابة بعرق النسا من أصحاب المهن الأخرى، وكذلك تلعب التغيرات العمرية دورًا مهمًّا في الإصابة بعرق النسا، كما أنّ الجلوس لفترات طويلة يزيد من فرصة ذلك. وإنّ كلًّا من ارتداء الكعب العالي، وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، والسمنة، والنوم على فرشة ناعمة جدًّا أو صلبة جدًّا يمكن أن يزيد من ألم عرق النسا سوءًا.
ولمعرفة المزيد عن أسباب الإصابة بعرق النسا يمكن قراءة المقال الآتي: ( أسباب مرض عرق النسا وعلاجه ).
تشخيص عرق النسا
يتم تشخيص الأشخاص المصابين بعرق النسا من قبل الطبيب المختص بذلك، حيث يتم اتباع الخطوات التالبة:
- السيرة الطبية والفحص البدني للمصاب: يطّلع الطبيب على السيرة الطبية للمصاب ويقوم بإجراء فحص بدني للمصاب؛ خاصةً ما يتعلق بالعمود الفقري أو الساقين، كما قد يطلب الطبيب من المصاب القيام بعدة حركات لفحص صحة العضلات من ناحية ردة الفعل والقوة والمرونة، كما من الممكن ملاحظة عدة نقاط من قبل الطبيب عند إجراء الفحص البدني للمصاب بعرق النسا، مثل صعوبة ثني القدم للداخل أو للأسفل، وصعوبة الانحناء للأمام أو للخلف، وصعوبة المشي على أصابع القدم، ووجود ضعف عند ثني الركبة، والشعور بألم عند رفع الساق بشكل مستقيم للأعلى عند الاستلقاء على طاولة الفحص، وفقدان الشعور أو بالتنميل (بالإنجليزية: Numbness) أو وجود ردود فعل ضعيفة أو غير طبيعية.
- الصور والاختبارات: بعد إجراء الفحص البدني من قبل الطبيب المختص قد يوصي الطبيب بناء على ملاحظاته بإجراء بعض الصور والاختبارات؛ والتي قد تتضمن ما يأتي:
- التصوير بالأشعة السينية للعمود الفقري (بالإنجليزية: Spinal X-rays) للكشف عن وجود مشاكل العمود الفقري مثل مشاكل الفقرات، الكسور، الأورام، نتوءات العظم والالتهابات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonance imaging) والذي يرمز له ب MRI واللذي يوفّر مسحًا لأهم التفاصيل للعظام والأنسجة في الظهر، كما تُظهر صورة الرنين المغناطيسي مدى تعرض الأعصاب للضغط، وحالات الديسك، والتهابات المفاصل التي قد تضغط على العصب، عادة ما يطلب الأطباء إجراء صورة الرنين المغناطيسي للتأكد من تشخيص المصاب بعرق النسا.
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography) والذي يرمز له CT، واللذي يوفّر مسحًا لأهم التفاصيل للعظام والأنسجة في الظهر أيضًا.
- صورة النخاع (بالإنجليزية: Myelogram) حيث يمكن تحديد ما إذا كانت فقرات العمود الفقري تسبّب الألم من خلال إجراء صورة النخاع.
- تخطيط العضلات (بالإنجليزية: Electromyography) أو ما يُعرف بسرعة توصيل العصب (بالإنجليزية: Nerve conduction velocity) حيث يمكّن هذا الفحص من معرفة قدرة السيالات العصبية على الانتقال خلال العصب الوركي ومدى استجابة العضلات.
علاج عرق النسا
يضع الطبيب المختص خطة شاملة لعلاج عرق النسا بناءً على حالة كل فرد والتي تعتمد على السبب الرئيسي لعرق النسا، والتاريخ المرضي للمصاب، وشدة الأعراض، والصحة العامة للمصاب وعوامل أخرى، كما يتضمن العلاج تشخيص ومعالجة الأمراض المسببة لعرق النسا في حال وجودها؛ مثل أورام العمود الفقري والتهاب المفاصل التنكّسي والديسك.
يعد عرق النسا من الحالات الصحية التي تتحسن وحدها بعد مرور أيام أو أسابيع، حيث يتضمن العلاج الراحة وتقليل النشاط اليومي وأخذ مضادات الالتهاب غير الستيرودية (بالإنجليزية:Non-steroidal anti-inflammatory)، كما من الممكن أن يصف الطبيب الأدوية المسكنة للألم أو العلاجات المخدرة (بالإنجليزية: Narcotics) من أجل التغلب على الألم الشديد والتشنجات، كما من الممكن إعطاء حقنة من الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid) في منطقة الظهر فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural) أو اللجوء لتخدير جذور الأعصاب في حالات الألم متوسط الشدّة أو الشديد التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب لأيٍّ من العلاجات ينصح بإجراء جراحة لتخفيف الضغط (بالإنجليزية: Surgical decompression) مثل عملية استئصال القرص القطني المجهري (بالإنجليزية: Microscopic lumbar discectomy) والتي يرمز لها MLD أو إجراء عملية اسئصال للصفيحة الفقرية (بالإنجليزية: Laminectomy)، حيث تمتلك هذه العمليات نسبة نجاح عالية في علاج الألم واسترجاع وظيفة الجسم، كما يستطيع الشخص المصاب بعرق النسا تفادي حدوث مضاعفات خطيرة عن طريق اتباع الخطة العلاجية التي وضعها الطبيب من أجله.
ولمعرفة المزيد عن علاج عرق النسا يمكن قراءة المقال الآتي: ( طريقة علاج عرق النسا ).