ما هو عذاب قوم ثمود
ما هو عذاب ثمود قوم النبي صالح؟
أخبر النبيّ صالح -عليه السّلام- قومه ثمود بأنّه سيحلّ عليهم عذاب من الله -تعالى-، فاستكبروا وسألوه باستهزاء عن موعده؛ فأخبرهم بأنّ العذاب سيأتيهم بعد ثلاثة أيّام، وخلال اليوم الأول ستصفرّ وجوههم، وفي اليوم الثاني ستحمرّ وجوههم، وفي اليوم الثالث ستسودّ وجوههم، ثم سيأتيهم العذاب في اليوم الرابع.
فأرسل الله -تعالى- على قوم ثمود زلزال شديد، وأرسل عليهم من السّماء صيحة شديدة تحمل صوتاً شديداً كالصّاعقة؛ فتقطّعت قلوب قوم ثمود فماتوا، قال الله -تعالى-: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ).
سبب هلاك ثمود
أنزل الله -تعالى- على قوم ثمود عذاباً شديداً بسبب كفرهم وطغيانهم؛ فقد كذّبوا نبيّهم صالح -عليه السّلام- وكفروا بما جاء به من التّوحيد وعبادة الله -تعالى- وحده، وبفعلهم هذا يكونوا قد كذّبوا وكفروا بجميع الرّسل؛ فمن كذّب رسولاً واحداً من الرّسل، فقد كذّب جميع الرّسل.
ورفض قوم ثمود اتّباع سيّدنا صالح -عليه السّلام-، وقاموا بقتل النّاقة التي أرسلها الله -تعالى- لهم؛ حيث إنهم أرسلوا لشخص منهم يسمّى قدار بن سالف، وكان أشجع قومه، فحرّضه القوم على قتل النّاقة؛ فاستلّ سيفه وقطع قوائمها ثم نحرها، فكانت تلك الأسباب التي أهلكتهم، واستحقّوا بسببها عذاب الله -تعالى-، فماتوا جميعاً.
من هم ثمود؟
تُعدّ قبيلة ثمود من القبائل العربيّة التي سكنت شمال الجزيرة العربيّة في منطقة يُطلق عليها الحجر؛ وقد تميّز قوم ثمود في المجال الزراعيّ؛ فقد كانت لهم الزّروع، والثّمار، والحدائق، كما ازدهرت حضارتهم العمرانيّة ببناء البيوت الفاهرة، فكانوا يُقيمون في فصل الصّيف ببيوت قاموا ببنائها فوق الجبال العالية، وفي الشتاء كانوا يُقيمون في بيوت نحتوها في بطون الجبال لتقيهم برد الشتاء، وبناء هذه البيوت يحتاج إلى تقدم علميّ، وصناعيّ، وكل ذلك امتلكته قبيلة ثمود وتميّزت به.
كما تميّزوا أيضاً في المجال العلميّ؛ فكانت لديهم قدرات عقليّة كبيرة بحيث كانوا قادرين على النّظر، والتّفكر، والتدبّر؛ لكنّ الشيطان أعمى على قلوبهم وأبصارهم، فاستولى الجدل، والاستهزاء على عقولهم، وكان لقوم ثمود مجلس سياسيّ، مكوّن من تسعة أشخاص، لكنّهم أفسدوا بدل أن يُصلحوا ويتقدموا بقومهم للأمام.
المعجزة المرسلة إلى ثمود
طلب قوم ثمود من نبيّهم صالح -عليه السّلام- أن يأتي لهم بمعجزة ليُصدّقوا ما جاء به من التّوحيد، فدعا سيّدنا صالح -عليه السّلام- ربّه؛ فأخرج الله -تعالى- من بين الصّخرة ناقة عظيمة، فكانت النّاقة معجزة لسيدنا صالح -عليه السّلام- واختباراً لقومه ثمود.
وكان الله -تعالى- قد أمرهم بتخصيص يوم كامل للناقة لشرب الماء، وتخصيص يوم لهم ولماشيتهم، قال الله -تعالى-: (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)، وقام النبيّ صالح -عليه السّلام- بتحذيرهم ودعوتهم إلى عدم مسّ النّاقة بسوء، لكنّهم استكبروا وقاموا بقتل النّاقة.
أرسل الله -تعالى- على قوم ثمود صيحة شديدة دمّرتهم جميعاً، وكان ذلك بسبب كفرهم وعنادهم وطغيانهم وتكذيبهم للحقّ الذي جاء به سيّدنا صالح -عليه السّلام-، وبسبب قتلهم للنّاقة التي أرسلها الله -تعالى- تأيّيداًً ومعجزة لرسالة نبيّهم صالح -عليه السّلام-، وتميّز قوم ثمود بتقدّمهم العمرانيّ، والزراعيّ، والعلمي، والصناعيّ، لكن أغواهم الشّيطان وطمس على قلوبهم فاستكبروا وكفروا برسالة التّوحيد.