ما هو شم النسيم
شم النسيم
هو أحد المناسبات التي يُحتفل فيها في مصر في فصل الربيع، حيث يعتبر عطلة رسمية، وهو اليوم التالي من رأس السنة القبطية، وعيد القيامة المجيد، فيوافق يوم 14-21 نيسان، ولا بد من الإشارة إلى أنه أحد أعياد قدماء المصريين في عهد الفراعنة، وعادةً ما يتم الاحتفال فيه بتلوين البيض، وزيارة المنتزهات، وأكل الرنجه والفسيخ، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه.
تاريخ عيد شم النسيم
تعود بداية الاحتفال بعيد شم النسيم إلى ما يقارب خمسة آلاف عام، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، وما زال الشعب المصري يحتفل به حتى يومنا هذا، ويعتقد أن هذا الاحتفال كان شائعاً في مدينة هليوبوليس، وسمي بهذا الاسم تبعاً للكلمة الفرعونية شمو، وهي كلمة مصرية، وترمز إلى بعث الحياة، حيث كانوا يعتقدون أنه بداية خلق العالم، ثم أضيفت كلمة النسيم إليه، لأنه يأتي في فصل اعتدال الجو، وكان قدماء المصريين يحتفلون فيه في احتمال رسمي وكبير عرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه النهار والليل، فكانوا يجتمعون فيه أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب، ليشاهدوا غروب الشمس، حيث كان يميل الغروب بشكلٍ تدريجي مقترباً من قمة الهرم، فيبدو للناظرين كأنه يجلس فوق قمة الهرم، وفي هذه اللحظة يحدث أمر عجيب، حيث تخترق أشعة الشمس قمة الهرم، فتبدو واجهة الهرم كأنها انشطرت إلى قسمين.
أطعمة شم النسيم الخاصة
يخرج الناس في هذا الاحتفال إلى الحقول والمنتزهات، ويحملون معهم السمك المملح، والسمك المدخن، والبيض، والبصل، والخس، والترمس، والملانة، وجميعها أطعمة مصرية ذات نكهة وطابع خاص، وترمز كل منها إلى دلالة معينة، فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد، لذلك يعد تناول البيض من الشعائر المقدسة، وعادةً ما يضعونه في سلال من سعف النخيل، ويعلقونها في شرفات المنازل أو أغصان الأشجار، كي تحظى ببركات نور الإله عند شروقه، بينما يرمز البصل إلى قهر الموت، وإرادة الحياة، والتغلّب على المرض، لذلك كانوا يعلقونه على الشرفات وفي المنازل، وحول رقابهم، كما كانوا يضعونه تحت الوسائد.
شم النسيم بالنسبة لأتباع الديانات السماوية
أخذ اليهود عن المصريين احتفالهم بشمّ النسيم، وجعلوه رأساً للسنة العبرية، وعيداً لهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، ويعني العبور إشارة إلى نجاحهم بسلب ثروات المصريين عند انشغالهم بالاحتفال، وعندما دخل المسيحيون إلى مصر جاء عيد القيامة موافقاً لعيد لاحتفال المصريين، حيث جاء عيدهم في اليوم التالي لعيد شم النسيم، ومن أسباب ارتباط شمّ النسيم بعيد القيامة هو أنه كان في فترة الصيام الكبير، وعندما كان السمك ممنوعاً على المسحيين، لذلك قرر نقل عيد شم النسيم إلى ما بعد عيد القيامة؛ لأن أكل السمك من مظاهر الاحتفال الرئيسية، وبعد خول الإسلام ظلّ هذا العيد متوارثاً بين الأجيال.