ما هو سبب كثرة النسيان
النسيان
النسيان هو عَدم القدرة على استِرجاع المعلومة عند الحاجة إليها، وهو عِلاجٌ فعّال لكثيرٍ من الصّدمات وأزمات الحياة، ولكنّه إذا أثّر بشكلٍ سلبي على تفاصيل الحياة، كنسيان الأسماء ومواعيد تناول الأدوية، أو المواعيد الاجتماعية والرسمية، وغيرها من الأمور، هنا يُصبح النسيان مُشكلةً تَحتاج إلى عِلاج.
يتمّ تَخزين المَعلومات في الذاكرة على شكل شبكاتٍ مُتداخلة؛ حيث توجد في كلّ شبكة مَعلومات تتعلّق بمفهومٍ مُعيّن، وترتبط هذه الشبكات مع بعضها البعض بعلاقاتٍ مُعيّنة. عند التفكير في مفهومٍ ما تفتح الشبكة المُتّصلة بالمفهوم والشبكات التي تحتوي على مفاهيم قريبة منه أيضاً. يَحدث النّسيان عندما يتم قطع هذه الشبكة بسبب حدوث تشويش أو تدخُّل يُضعف القدرة على التركيز؛ فعندما يتعرّض الشّخص للتدخّل، تنخفض قدرته على تذكر المعلومات حتى خلال فتراتٍ قصيرة جداً من الزّمن.
أنواع الذاكرة
هناك أربعة أنواع من الذاكرة وهي:
- الذاكرة الحسية: وتُمثّل المستوى الأول للذاكرة، وتستمرّ لفترة قصيرة جداً (3 ثوان)؛ حيث تحفظ هذه الذاكرة الانطباعات عن المؤثّرات الحسية، أي التي تمّ تلقّيها من خلال الحواس الخمس، ومنها الذاكرة السمعيّة والبصرية.
- الذاكرة قصيرة المدى: هذا النوع من الذاكرة محدود فيما يتعلّق بكميّة المَعلومات التي تُخزّنها والمدّة الزمنية التي تخزنها فيها؛ إذ تعمل هذه الذاكرة ما بين 30 ثانية - 3 أيام.
- الذاكرة العاملة: يُمكن تعريف الذاكرة العاملة بأنّها مَخزن مؤقّت لكمية محدودة من المعلومات، يُمكن استخدامها لإيجاد أفكار وخطط عمليّة وتنفيذها، وتحويل المَعلومات واستخدامها في اتّخاذ القرارات أو الحسابات.
- الذاكرة طويلة المدى : هي ذاكرة ذات قدرة تخزينيّة طويلة قد تمتدّ لعدة عقود، ومن أجل تثبيت المَعلومات يجب أن تنتقل من الذاكرة الحسيّة أو قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
أسباب كثرة النسيان
يُعزى النسيان إلى عدّة أسباب، منها:
- سوء التغذية : للتغذية دور مهم في تحسين الصحة البدنية والذهنية، التغذية السيئة غير الصحيّة تُعيق وظائف الدماغ، وتُعيق القدرة على التفكير وتضرّ الذاكرة، وللحصول على تغذية داعمة للذاكرة يجب أن يحتوي الغذاء اليومي على: فيامين B12، الذي يؤدّي دوراً مهمّاً في صحة الدماغ والأعصاب، وفيتامين حمض الفوليك الذي يُعزّز التركيز والذاكرة.تشير الدراسات أنَّ مناطق التعلم، والذاكرة، والصحة العقلية تكون أصغر حجماً عند الأشخاص الذين يعتمدون في غذائهم على الوجبات السريعة، والأطعمة المقلية، ورقائق البطاطا.
- الإفراط في تناول الطعام: تناول الكثير من الطعام حتى وإن كان صحيّاً يؤدّي إلى الإضرار بوظائف الدماغ كالتفكير، والتذكر، ويزيد من احتمال الإصابة بالزهايمر.
- الكحول وبعض أنواع الأدوية: تناول المشروبات الكحوليّة يُسهِم في إتلافِ خلايا الدماغ ويؤثر على وظائفه بما في ذلك الذاكرة، كما أنَّ تناول الأدويةِ المنوّمة له دورفي إضعاف الذاكرة.
- كثرة التوتر وقلة النوم: يؤثر التوتر وقلة النوم على الذاكرة، لأنّهما يُعرقلان التركيز، ويؤثّران على قدرة الدّماغ على تَخزين واستِدعاء الذكريات، كما أنَّ التوتّر والحِرمان من النوم من أسباب النّسيان أثناء الحمل. تُشير الدراسات أن النوم العميق يُعزّز الذاكرة، وأنَّ الإصابة باضطراب توقف التنفس أثناء النوم من أسباب تدهور الذاكرة المكانية، وعدم القدرة على تحديد الاتجاهات.
- إصابات الرأس واضطرابات الدماغ: قد تتسبّب إصابة في الرأس بالتأثير على وظائف الدماغ بما في ذلك الذاكرة، ومن المعلوم أنَّ الإصابة بالسكتة الدماغيّة الصامتة، أو موت خلايا المخ تُسبّب انسداد الأوعية الدموية الصّغيرة في الدماغ، والذي يتسبّب بدوره في ضعف كفاءة الذاكرة، كما أنّ التهاب الدماغ وأورام الدماغ أيضاً تؤثّر على فعالية الذاكرة.
- التدخين : لا تقتصر تداعيات التدخين على آثاره على الصحة البدنية فقط بل تتعداها للصحة الذهنية والذاكرة؛ حيث تُشير الدّراسات إلى أنّ المدخن يجد صعوبةً أكبر في الرّبط بين وجوه الناس وأسمائهم، مقارنةً بغَير المُدخّن.
- الخرف: يتّسم مرض الخرف بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك، ويُعدّ مرض الزهايمر من أكثر أسباب الخرف شيوعاً، بالإضافة إلى أمراض الأوعية الدموية، وتَعاطي المخدرات أو الكحول، أو غير ذلك من أسباب تلف خلايا المخ.
- اضطرابات الغدة الدرقية : يؤثّر اضطراب مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية على الوظائف الحيويّة للجسم ومن ضمنها وظائف الدماغ ممّا يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
- الالتهابات: يعتبر فقدان الذاكرة من أعراض بعض الأمراض مثل: مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والسل، والزهري
- الاكتئاب : قد تكون حالات الاكتئاب التي تُصيب الفرد هي السّبب في كثرة النسيان وفقدان التركيز.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل: السكري ، والتهابات الجهاز البولي ومرض الربو الذي يَنتج عنه نقص كميّة الأكسجين التي تُغذّي الدماغ، وفشل الكبد أو الكلية، الذي يزيد من مُستوى السموم في الدم، ممّا يؤثر سلبياً على وظائف الدماغ، واضطرابات القلب التي تُقلّل من تدفّق الدم في الجسم بشكل عام، وفي الدّماغ بشكلٍ خاص.
- الانعزال وضعف التواصل الاجتماعي: التّواصل الاجتماعي مفيد جداً للدّماغ ولتحسين المزاج بشكلٍ عام، وإنّ الأشخاص الّذين يَتواصلون باستمرار مع أصدِقائهم يكونون أكثر سعادة، وأكثر إنتاجيّة، وأقلّ عرضةً لتدهور وظائف الدماغ، والنسيان.
طرق تحسين الذاكرة
هناك عدة طرق فعّالة وسهلة لتحسين الذاكرة منها:
- التركيز على شيء واحد فقط: رغم تعدّد المَهام التي يجب على الفرد إنجازها، إلا أنّه من الضروريّ التركيز على مهمة واحدة فقط كل مرة؛ لأنّ الدماغ بحاجة لوقتٍ كافٍ للتّعامل مع كل معلومة وحفظها لاسترجاعها في وقت لاحق. عند تعدّد المهام والواجبات يضطرّ الدماغ إلى مُعالجة المعلومات بطريقةٍ مختلفة، وتفقد الذاكرة الكثير من التفاصيل.
- استعمال الحواس الخمس في عمليّة تخزين المعلومات: كلما ازداد عدد الحواس المُستخدمة عند تلقي المعلومات أصبح تَرسيخها في الدماغ أقوى، وتزداد إمكانية استرجاعها بسهولة؛ حيث يُمكن ربط معلومة مُعيّنة برائحة أو صوت مُعيّن مثلاً.
- التكرار : قيل قديماً التكرار يُعلّم الشطار، وهذه المَقولة صحيحة، فعند تكرار معلومة أكثر من مرّة تزداد قدرة الدماغ على حفظها .
- تقسيم المعلومات إلى وحدات: حفظ المعلومات كما هي كوحدة كاملة يُبطِىء من الحفظ ويزيد من احتمال نسيانها، وتَجزئة المَعلومات الكبيرة إلى أجزاء صغيرة وحِفظ كل جزء كوحدة منفصلة يساعد على سهولة الحفظ والتذكّر: مثال، عند محاولة تذكّر عدد مُكوّن من تسعة منازل يمكن تقسيمه إلى ثلاث وحدات، كل وحدة مكونة من ثلاث منازل ممّا يُسهل حفظه.
- تنظيم المعلومات: الدماغ يحبّ التنظيم؛ لذا يجب إدخال المعلومات المُراد تذكّرها بانتظام إلى الذاكرة، فما تمّ إدخاله بانتظام يسهل استدعاؤه وتذكّره.
- استخدام الروابط: من الطرق المفيدة لحفظ المعلومات المعقدة هي ربطها في الذّهن بصورة أو أغنية أو جملة مما يُسهل تذكرها بصورة أفضل، من الممكن تجميع الحروف المُراد حفظها فى تعبير واحد، و خير مثال على ذلك، اختصارات أحكام تجويد القرآن الشهيرة مثل قطب جد (حروف القلقلة) ويرملون (حروف الإدغام).
- تناول الأغذية المُفيدة لصحة الدماغ: مثل الأغذية الغنية بأوميغا 3 ؛ فهي من مضادّات الأكسدة القوية التي تحمي خلايا الدماغ، ومن مصادرها: الأسماك، والجوز، والتوت البري.
- ممارسة النشاط البدني: ممارسة الرياضة تزيد من حَجم الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ ممّا يُحسّن من قدرة الإنسان على الحفظ وتشكيل الذكريات الجديدة.
- ممارسة ألعاب تنمية الذاكرة : هناك بعض الألعاب التثقيفيّة التي تُعتبر مثاليّةً لتمرين العقل وتنشيطه، ومنها على سبيل المثال لعبة الكلمات المتقاطعة، الواقع أن حثّ الذات باستمرار على تذكّر حقائق أو حلّ أحجيات يساعد على تكوين وصلات عصبيّة جديدة في الدماغ مما يُساعد في الحفاظ على ذاكرة الدماغ مع التقدم في العمر.
- الامتناع عن رفع مستوى الصوت أثناء استخدام سماعات الأذن : يتضرّر الدماغ عند تعريضه للأصوات العالية عبر سماعات الأذن وتقلّ قدرته على تخزين المعلومات في الذاكرة.
- التعرض لأشعة الشمس : فهي مصدر الشّعور بالطاقة والتركيز، وتزيد من فعاليّة الدماغ؛ حيث إنّ قلّة التعرض لضوء النهار الطبيعي يؤدّي إلى الاكتئاب ويُعرّض الإنسان للنسيان.
أغذية تُحسّن صحة الدماغ
الذاكرة هي الدماغ، ولتحسين الذاكرة والتركيز يجب تناول الأغذية التي تُحسّن صحة الدماغ، ومنها:
- التوت البري : يُحسّن صحة الدماغ ويقي من الزهايمر.
- سمك السلمون البري: الغني بأوميغا 3 المضاد للأكسدة.
- المكسرات : المكسرات غنيّة بفيتامين (E) الذي يمنع التدهور المعرفي المُرتبط بالتقدّم في العمر.
- الأفوكادو : غني بالأحماض الدهنية غير المُشبعة التي تَزيد من تدفّق الدم إلى الدماغ.
- الحبوب الكاملة : مثل الشوفان، والخبز والحبوب الكاملة، والأرز البني، وهي تُساهم في زيادة تغذية الدماغ بالأكسجين.
- البقوليات : تُزوّد الدماغ بمَصدر الطاقة المتمثّل بالجلوكوز .
- الرمان : مضاد للأكسدة، ويحمي الدّماغ من الجذور الحرّة (المنتجات الثانوية لعمليّة التمثيل الغذائي التي تُدمّر الخلايا).
- الشاي و الشوكولاتة الداكنة : من مصادر الكافيين الذي يساعد على التركيز ويُحسّن المزاج.