ما هو سبب كثرة التبول
أسباب كثرة التبول
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى كثرة التبول أو التبول المتكرر ، وقد تتكرر كثرة التبول بضع مراتٍ طوال فترة الحياة، ويعتمد ظهور العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة على العمر، أو الجنس، أو ربما كليهما معًا، ويشار إلى أن هذه الأسباب قد تتراوح من كونها حالات بسيطة يمكن التحكم بها بسهولة وحالات أكثر خطورةً، وفيما يأتي بيان أسباب كثرة التبول بالتفصيل:
الأسباب المرتبطة بنمط الحياة
يندرج تحت الأسباب المرتبطة بنمط الحياة والمؤدية إلى كثرة التبول: شرب الكثير من السوائل وخاصةً المحتوية على الكافيين أو الكحول، وشرب الكثير من الماء، والذي يمكن الحصول عليه بشكلٍ غير مباشرٍ من الأطعمة؛ إذ تتراوح نسبة الماء الموجودة في الأطعمة بين 20-30% ويشار إلى أنّ النسبة تكون أعلى في المشروبات أيضًا، وقد يعيق بدوره قدرة الشخص على النوم المتواصل في الليل بسبب الحاجة المتكررة للتبول، ويظهر تأثير شرب الكثير من السوائل المحتوية على الكافيين، مثل: القهوة والشاي في قدرتها على زيادة نشاط المثانة؛ مما قد يؤدي إلى زيادة الحاجة الملحة والمتكررة للتبول، ولتجنب حصول ذلك يمكن تقليل شرب السوائل المحتوية على الكافيين، أو تجنبها، أو حتى الاستعاضة عنها بأنواع مشروباتٍ أخرى لا تحتوي على الكافيين، كما تجدر الإشارة إلى أنّ التبول المتكرر من الممكن أن يتطور ليصبح عادةً أو سلوكًا متبعًا.
عدوى المسالك البولية
تُعتبر الإصابة بالتهاب أو عدوى المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infections) واختصارًا UTI السبب الأكثر شيوعًا لحدوث التبول المتكرر؛ إذ قد يتسبب دخول عدوى خارجيةٍ إلى الجهاز البولي بحدوثالتهاب، علمًا بأنّ الجهاز البلي يتكون من الكليتين، والحالبين (بالإنجليزية: Ureters)، والمثانة، والإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، وفي الحقيقة تعد النساء أكثر عرضةً لخطر الإصابة بعدوى أو التهاب المسالك البولية من الرجال؛ وذلك لأن الإحليل لدى النساء أقصر من الإحليل لدى الرجال؛ مما يؤدي لأن تقطع البكتيريا الموجودة لدى النساء مسافةً أقل قبل أن تتمكن من إصابة المسالك البولية بالعدوى وتتسبب بحدوث الأعراض،
كما يشار إلى أنّ عدوى المسالك البولية قد لا يرافقها ظهور أعراضٍ في بعض الأحيان، ولكن في حال ظهور الأعراض والعلامات؛ فقد تشمل ما يأتي:
- الحاجة الملحة والمستمرة للتبول.
- ظهور رائحةٍ قويةٍ للبول.
- التبول المتكرر مع خروج كمياتٍ قليلةٍ من البول.
- عكورة البول.
- الشعور بحرقة عند التبول.
- تغير لون البول إلى اللون الأحمر، أو الوردي الفاتح، أو البني الغامق، ويعد ذلك علامةً على وجود دم في البول.
- الشعور بألمٍ في منطقة الحوض ؛ وخاصةً عند النساء في منطقة وسط الحوض وحول منطقة عظم العانة.
الحمل
تعاني الحوامل من مشكلة التبول المتكرر الذي يعد أحد الأعراض الطبيعية خلال فترة الحمل، كما يعد أحد أكثر أعراض الحمل المبكرة شيوعًا؛ إذ تبدأ هذه الأعراض في الثلث الأول من الحمل وبالتحديد حوالي الأسبوع الرابع، وتزداد أيضًا بشكلٍ أكبر خلال الثلث الثالث منه بدءًا من الأسبوع 35 تقريبًا؛ أي في المراحل المتأخرة من الحمل، ويحدث ذلك بسبب زيادة حجم الطفل داخل الرحم وزيادة الضغط على المثانة، كما أن التبول المتكرر خلال الليل قد يزداد أيضًا خلال هذه الفترة، ومن المثير للاهتمام أنه في الثلث الثاني من الحمل يكون الرحم مرتفعًا للأعلى؛ مما يخفف بعض الضغط عن المثانة، ويشار إلى أنّ هذا العرض يختفي خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة؛ إذ يعود الجسم إلى حالته الطبيعية قبل الحمل.
مرض السكري
يعد العطش الشديد وكثرة التبول من العلامات والأعراض الشائعة لمرض السكري ؛ فعند الإصابة بالسكري يتراكم الغلوكوز الزائد في الجسم؛ الأمر الذي يدفع الكليتان للعمل بشكلٍ إضافي لتصفية الغلوكوز الزائد وامتصاصه، ومع عدم قدرة الكليتين على امتصاص الكميات المتزايدة من الغلوكوز؛ فإن ذلك يتسبب بطرح الكميات الزائدة منه في البول ساحبًا معه السوائل الموجودة في الأنسجة، ويؤدي ذلك العطش الشديد عادةً، والذي يتسبب بشرب الكثير من السوائل؛ مما يزيد الحاجة للتبول أكثر.
فرط نشاط المثانة
يعد فرط نشاط المثانة من الأسباب الشائعة للتبول المتكرر، ويُعرف على أنه الشعور بالحاجة المُلحة والمتكررة للتبول وبشكلٍ مُفاجئ؛ مما قد يصعب السيطرة على التبول أحيانًا، ويشار إلى أن التبول المتكرر المرافق للإصابة بفرط نشاط المثانة يحدث خلال فترتي النهار والليل، ويحدث فرط نشاط المثانة لأن عضلات المثانة تبدأ بالانقباض بشكلٍ لا إرادي حتى عندما يكون حجم البول في المثانة قليلًا؛ مما يؤدي إلى الشعور بالحاجة الملحة للتبول، والذي قد يتسبب أيضًا بالمعاناة من سلس البول (بالإنجليزية: Urgency incontinence)، وهو تسرب أو خروج البول بشكلٍ غير إرادي بسبب الحاجة الملحة للتبول.
أخذ مدرات البول
يؤدي استخدام أدوية مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics) أو ما يعرف بحبوب الماء إلى زيادة أو كثرة التبول، وتُستخدم هذه الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل الكبد والكلى؛ إذ إنها تتسبب بطرح الكلى للمزيد من الصوديوم في البول، مما يؤدي إلى التبول بشكلٍ أكثر من المعتاد، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تتسبب بفقدان الكثير من الصوديوم والبوتاسيوم، مما قد يؤدي إلى ظهور آثارٍ جانبيةٍ كالشعور بالدوار، والألم، والغثيان، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراء المناسب حول وقف العلاج أو تغيير جرعة الدواء.
مشاكل البروستات عند الرجال
يزداد حجم البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate) بشكلٍ طبيعي مع التقدم في العمر؛ ولكنها قد تتسبب بالإصابة بمشاكل صحيةٍ في حال أصبح حجمها كبيرًا جدًا، ومن الأمثلة على ذلك؛ تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia) واختصارًا BPH والتي تعد شائعةً إلى حدٍ ما؛ إذ قد تتسبب البروستاتا المتضخمة بالضغط على مجرى البول والمعروف بالإحليل وتمنع تدفق البول، وذلك يُسبب تهيج جدار المثانة؛ فتبدأ المثانة بالانقباض حتى عندما تحتوي على كمياتٍ صغيرةٍ من البول؛ مما يؤدي إلى كثرة التبول، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب لوصف العلاج المناسب.
التهاب المثانة الخلالي
يمكن تعريف التهاب المثانة الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial Cystitis) بأنه مشكلةٌ صحيةٌ مزمنةٌ تعد جزءًا من مجموعة الأمراض المعروفة بمتلازمة المثانة المؤلمة (بالإنجليزية: Painful Bladder Syndrome)، وتتسبب هذه المشكلة الصحية بالشعور بضغطٍ وألمٍ في المثانة يتراوح بين الانزعاج الخفيف إلى الألم الشديد، وفي بعض الأحيان قد يُرافق ذلك الشعور بألمٍ في منطقة الحوض، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الإشارات التي تصل للدماغ عن طريق الأعصاب الخاصة بمنطقة الحوض تضطرب وتختلط عند الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي، أما في الوضع الطبيعيّ فعند امتلاء المثانة فإنّها ترسل إشاراتٍ للدماغ عبر أعصاب الحوض وسرعان ما يستجيب لها الدماغ بتحفيز الشعور بالحاجة للتبول؛ مما يجعل المُصاب بالتهاب المثانة الخلالي يشعر بالحاجة للتبول أكثر من المعتاد وبكمياتٍ قليلةٍ من البول مقارنةً بالوضع الطبيعي.
السكتة الدماغية أو الأمراض العصبية الأخرى
قد تؤدي السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) أو الأمراض العصبية الأخرى إلى إتلاف الأعصاب الواصلة إلى المثانة؛ مما يتسبب بحدوث مشاكل في وظيفتها، ومنها الرغبة المتكررة والمفاجئة للتبول.
أسبابٌ أخرى
توجد أسبابٌ أخرى أو عوامل مرتبطةٌ بمشكلة كثرة التبول، ومنها ما يأتي:
- المعاناة من القلق.
- وجود ورمٍ أو كتلةٍ في منطقة الحوض.
- وجود حصواتٍ في المثانة أو الكلى.
- تضيّق الإحليل.
- العلاج الإشعاعي للحوض؛ كالعلاج المتبع في حال الإصابة بالسرطان.
- المعاناة من سرطان المثانة (بالإنجليزية: Bladder cancer).
- التهاب الرتوج أو التهاب الردب القولوني (بالإنجليزية: Colon diverticulitis)؛ وهو عبارةٌ عن ظهور أكياسٍ صغيرةٍ منتفخةٍ في جدار الأمعاء الغليظة.
- المعاناة من مشكلة سلس البول.
- الإصابة بعدوى منقولة جنسيًا (بالإنجليزية: Sexually transmitted infection) واختصارًا STI؛ كالكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia).
- الإصابة بالتهاب المهبل (بالإنجليزية: Vaginitis).
- المعاناة من هبوطٍ في أعضاء الحوض الأنثوية عبر المهبل.
دواعي مراجعة الطبيب
تجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:
- عدم وجود سببٍ واضحٍ لكثرة التبول مثل: شرب المزيد من السوائل بشكل عام، أو الكحول، أو الكافيين.
- وجود مشاكل أخرى في الجهاز البولي أو أعراضٌ مثيرةٌ للقلق.
- اضطراب النوم أو عرقلة ممارسة الأنشطة اليومية بسبب كثرة التبول.
- وجود أي من هذه العلامات أو الأعراض الآتية المصاحبة لكثرة التبول:
- ظهور دمٍ في البول .
- الحمى .
- الشعور بألمٍ أثناء التبول.
- الشعور بألمٍ في الجانب، أو أسفل البطن، أو الأُربية؛ وهي المنطقة بين الفخذ والبطن.
- تغيّر لون البول إلى اللون الأحمر أو البني غامق.
- الشعور بحاجةٍ قويةٍ ومُلحةٍ للتبول.
- صعوبة التبول أو صعوبة تفريغ المثانة.
- فقدان القدرة على التحكم بالمثانة.
فيديو عن أسباب كثرة التبول
للتعرف على المزيد من المعلومات عن مشكلة كثرة التبول و أسبابها شاهد هذا الفيديو.