أعراض سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية
تُعدّ الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) إحدى الغدد التي تتبع لجهاز الغدد الصمّاء، وتقع في الجزء الأماميّ من الرقبة أسفل الحنجرة مباشرةً، وتتألف هذه الغدة من فصّين يقع كل منهما على أحد جانبي القصبة الهوائية، وتتمثّل وظيفة الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات التي تُنظم عملية الأيض في الجسم. وتُقسم خلايا الغدة الدرقية إلى نوعين أساسيين، هما: الخلايا الجريبية (بالإنجليزية: Follicular cells)، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الغدة الدرقية الذي يتحكم في سرعة حرق السعرات الحرارية، وسرعة مرور الطعام في الجهاز الهضمي ، وتنظيم ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم ، وانقباض العضلات، واستبدال الخلايا الميتة. أمّا النوع الثاني للخلايا فهو خلايا سي (بالإنجليزية: C cells)، وهي الخلايا المسؤولة عن تصنيع هرمون الكالسيتونين الذي يُساهم في تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم. ويُعدّ سرطان الغدة الدرقية من أنواع السرطانات غير الشائعة نسبياً مقارنة بالأنواع الأخرى، كما يجدر القول أنّه يُعدّ من أنواع السرطان القابلة للعلاج؛ إذ يُمكن علاج سرطان الغدة الدرقية عن طريق الجراحة، إضافة للعلاج باليود المشع (بالإنجليزية: Radioactive iodine therapy).
أعراض سرطان الغدة الدرقية
في العادة لا يُسبّب سرطان الغدة الدرقية في مراحله المُبكّرة ظهور أيّ علامات أو أعراض، ولكن مع نموّ سرطان الغدة الدرقية قد تظهر على المُصاب بعض الأعراض مثل:
- ظهور ورم في منطقة الرقبة يُمكن مشاهدته من خلال الجلد.
- حدوث تغييرات في الصوت، كزيادة بحة الصوت .
- الشعور بصعوبة في البلع .
- الشعور بألم في الرقبة والحلق.
- تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
أنواع سرطان الغدة الدرقية
تتعدّد أنواع سرطان الغدة الدرقية، وفيما يأتي توضيح لكلّ منها:
- سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة: (بالإنجليزية: Differentiated thyroid cancers)؛ تندرج معظم سرطانات الغدة الدرقية تحت هذا النوع، والذي يتكوّن من خلايا تُشبه خلايا الأنسجة الطبيعية للغدة الدرقية إلى حدّ كبير عند رؤيتها باستخدام المجهر ، وتتطور هذه السرطانات من الخلايا الجريبية للغدة الدرقية. ويجدر القول أنّ سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة تشمل ما يأتي:
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي: (بالإنجليزية: Papillary thyroid cancer)، يُمثّل هذا النوع 80% تقريباً من سرطانات الغدة الدرقية، ويتميز بنمو خلاياه بشكل بطيء، كما أنّه يتطور عادة في فص واحد فقط من فصوص الغدة الدرقية، وقد ينتشر هذا النوع من السرطانات المتمايزة إلى العقد الليمفاوية في الرقبة، إلا أنّه لا يعدّ من السرطانات المهدّدة للحياة؛ إذ إنّه من الممكن علاجه بشكل ناجح.
- سرطان الغدة الدرقية الجريبي: (بالإنجليزية: Follicular thyroid cancer)، يُمثّل السرطان الجريبي حوالي 10% من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويُعدّ أكثر شيوعاً في البلدان التي لا يحصل مواطنوها على كمية كافية من اليود في النظام الغذائي . وعلى عكس النوع الأول فإنّ هذه السرطانات لا تنتشر إلى العقد الليمفاوية ، لكنّها يُمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والعظام.
- سرطانة خلايا هورْثِله: (بالإنجليزية: Hurthle cell carcinoma)، يُعرف هذا النوع أيضاً بوَرم الخلايا الحَمِضَة (بالإنجليزية: Oxyphil cell carcinoma)، ويُمثّل ما يُقارب 3٪ من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويُوصف هذا النوع من سرطان الغدة الدرقيّة بأنّه صعب العلاج والتشخيص.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي: (بالإنجليزية: Medullary thyroid carcinoma)، يُمثّل سرطان الغدة الدرقية النخاعي حوالي 4٪ من سرطانات الغدة الدرقية، ويتطور هذا النّوع من السرطان من خلايا C، بخلاف الأنواع التي أسلفنا ذكرها، كما يُمكن لهذا النّوع من السرطانات أن ينتشر إلى الغدد الليمفاوية، والرئتين ، والكبد قبل اكتشاف الورم. ويجدر بيان أنّ الأنواع الفرعية التي يتضمّنها سرطان الغدة الدرقية النخاعي هي كما يأتي:
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي الفراديّ: يُؤثّر هذا النّوع على فصّ واحد فقط من فصوص الغدة الدرقية، ويمثّل ما يُقارب 80% من حالات سرطان الغدة الدرقية النخاعيّ، ولا يُعدّ هذا النوع من السرطان وراثياً وغالباً ما يُؤثّر على الأشخاص الكبار في السن.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي: يُعدّ هذا النوع من سرطان الغدة الدرقية وراثياً، ويُمكن أن يؤثّر على حوالي 20 إلى 25٪ من أفراد كلّ جيل من العائلة الواحدة، كما أنّ هذا النوع من السرطان يُؤثّر على فصّي الغدة الدرقية، وغالباً ما يتطور وينتشر في مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ المبكرة، وتجدر الإشارة إلى ارتباط سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي بخطر الإصابة بأنواع أخرى من الأورام.
- سرطان الغدة الدرقية غير المتمايز: (بالإنجليزية: Anaplastic thyroid cancer)، سمّي هذا النوع بهذا الاسم؛ لعدم وجود تشابه كبير بين خلايا سرطان الغدة الدرقية غير المتمايز والخلايا الأصلية للغدة الدرقية تحت المجهر، ويُعدّ هذا النوع من سرطان الغدة الدرقية نادر الحدوث؛ إذ يُشكّل 2% فقط من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويُعتقد أنّ هذا النوع من السرطان يتطور في بعض الأحيان من سرطان حليمي أو جريبي موجود أصلاً. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من السرطانات من الصعب علاجه، حيث أنّه ينتشر بسرعة إلى العنق وإلى أجزاء أخرى من الجسم.
- سرطانات الغدة الدرقية الأقل شيوعاً: يُشكّل سرطان الغدد الليمفاوية الدرقية (بالإنجليزية: thyroid lymphomas)، وساركوما الغدة الدرقية (بالإنجليزية: thyroid sarcomas)، إضافة إلى أورام نادرة أخرى، ما نسبته أقل من 4% من جميع حالات سرطان الغدة الدرقية.
عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية
يُعدّ السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بسرطان الغدة الدرقية غير معروف حتى الآن، إلا أنّه يجدر بيان أنّ السرطان يحدث عندما تتعرّض الغدة الدرقية لتغييرات جينية تُعرف بالطفرات، تجعل الخلايا تنمو وتنقسم بشكل سريع دون أن تموت على عكس ما يجب أن يحدث للخلايا في الوضع الطبيعي، وتنتشر الخلايا السرطانية إلى الأنسجة المجاورة لها وإلى أنحاء الجسم المختلفة، وإنّ تراكمها يؤدّي إلى تشكّل الأورام. وفي الحقيقة هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ونُجملها فيما يأتي:
- الجنس: حيث يُؤثر سرطان الغدة الدرقية على النساء أكثر من الرجال.
- التعرض لمستويات عالية من الإشعاع: يُمكن أن يؤدّي التعرض للإشعاع المُستخدم لعلاج سرطان الرأس والعنق، إضافة للتعرّ لحوادث محطات الطاقة النووية واختبارات الأسلحة، إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
- متلازمات وراثية معينة: يُمكن أن تؤدّي الإصابة ببعض المتلازمات الوراثية إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية؛ وتشمل: سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي (بالإنجليزية: Familial medullary thyroid cancer)، والورم الصماوي المتعدّد (بالإنجليزية: Multiple endocrine neoplasia).