ما هو تدجين الحيوانات
تعريف تدجين الحيوانات
يُعرّف تدجين الحيوانات بأنّه عملية تكييف الحيوانات البرية للاستخدام البشري، ممّا يؤدي إلى تغييراتٍ في سلوك وشكل أجسام هذه الحيوانات بطرقٍ عدّة.
فالأنواع المستأنسة أو الداجنة تصبح أصغر حجمًا من أجدادها، وقد تظهر عليها بعض العلامات الجسدية الأخرى، وقد تكون هذه الصفات الجسدية مرتبطةً وراثيًا بسلوكٍ لطيفٍ يميل الإنسان إلى البحث عنه في الحيوانات الأليفة.
تاريخ تدجين الحيوانات
بدأت عملية تدجين الحيوانات منذ القِدم، أي قبل فترة التاريخ المسجّل، لذا لم تتمكن الدراسات والأبحاث من تحديد الفترة الدقيقة لِبدء التدجين، ويُذكر أنّ الذئاب هي أولى الحيوانات التي دُجنّت تحديدًا في الفترة التي تعود لأكثر من 33,000 عام، ثمّ بدأ تدجين الكلاب، والماشية.
وممّا يجدر ذِكره بأنّ فكرة تدجين الحيوانات بدأت لدى الإنسان منذ تيقنِّه بأنّ الحيوانات تتسّم بصفات تجعلها ذات فائدة للإنسان.
أقسام تدجين الحيوانات
يُقسم تدجين الحيوانات إلى قسمين بناءً على حاجة الإنسان للفوائد من الحيوانات بكافة أنواعها، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأقسام:
تدجين الحيوانات الأليفة
بدأ تدجين الحيوانات الأليفة منذ القِدم مثل؛ تدجين القطط، والكلاب، والماشية، وقد دُجّنت هذه الحيوانات لِتعيش جنبًا إلى جنب مع البشر، وقد استفاد الإنسان من هذه الحيوانات في حياته اليومية ، إذ بدأ بتقديم الرعاية والطعام للكلاب بهدف استخدامها في الحراسة، أو المشاركة في الصيد.
ويُذكر أنّ الرومان قسّموا الكلاب بناءً على لونها، إذ استخدموا الكلاب ذات اللون الأبيض في الرعي لِتمييزها عن الذئاب ليلًا، أمّا الكلاب المستخدمة للحراسة اختاروها باللون الأسود لإخافة اللصوص.
فضلًا عن ذلك استخدمت القطط في عدّة مجالات تخصّ الإنسان، فقد دُجِّنت لِتكون رفيقًا أليفًا للإنسان، وللاستفادة منها في التخلّص من الفئران والجرذان.
تدجين حيوانات المزرعة
دُجّنت مجموعة من الحيوانات من قِبل الإنسان بهدف الاستفادة منها في المزارع، ومثال عليها؛ الأبقار، والأغنام، والخنازير، والديوك، وغيرها العديد من الحيوانات الأخرى التي تُحقق الفائدة للمزارعين.
وقد ذُكر بأنّ الحيوان الأول الذي دُجِّن للغايات الغذائية الزراعية هي؛ الأغنام والماعز، وقد استفاد الإنسان من لحومها، وفروها، وحليبها.
لاحظ الإنسان أنّ تدجين الحيوانات بدلًا من أكلها أفضل وأكثر إنتاجيّة، فهو يحصل منها على الحليب واللبن واللحم، وإلى جانب الماشية، دجّن الإنسان الخيول واستخدمها بدايةً من أجل الحليب والطعام، إلا أنّه استخدمها لاحقًا من أجل الركوب والتنقل، والذي شكّل مرحلة انتقالية جديدة ومتطورة للنقل، والهجرة، والتجارة.
معايير الحيوانات الداجنة
يقول عالم الأحياء جاريد دايموند إنّ هناك ستة معايير يجب أن تنطبق على الحيوانات المرغوب في تدجينها أو استئناسها، وهي:
- مرونة النظام الغذائي
أي أن تكون على استعدادٍ لاستهلاك مجموعةٍ واسعةٍ من الغذاء، وأن تأكل المواد الغذائية التي لا يستخدمها البشر، مثل: العشب، والعلف.
- معدل نمو معقول
يجب أن تتميز الحيوانات المستأنسة في معدل نضج سريعٍ مقارنةً مع عمر الإنسان، أي أن تكون مفيدةً في غضون مدّةٍ مقبولة من الرعاية، فمثلاً الفيلة تحتاج سنواتٍ عديدة لتصل إلى الحجم المناسب، وبالتالي فهي غير مناسبةٍ للتدجين.
- القدرة على العيش ضمن أسرة
الحيوانات التي لا تستطيع العيش ضمن أسرةٍ لا يمكن أن تنتج نسلاً مفيداً، ولا يمكن الاحتفاظ بها في أماكن مزدحمة.
- التصرف بلطف
من الخطورة الاحتفاظ بحيواناتٍ عدوانيةٍ تجاه البشر، فعلى سبيل المثال للجاموس الإفريقي طابع خطير لا يمكن التنبؤ به.
- التمتع بمزاج جيد
إنّ الحيوانات التي تتصرف بعصبيةٍ من الصعب تربيتها في الأسر، فهي ستحاول الهرب كلما ثارت، كما أنّها ستثير الذعر بين الحيوانات الأخرى.
- قابلية التسلسل الهرمي الاجتماعي للتعديل
إنّ الحيوانات الاجتماعية التي تعترف بالتسلسل الهرمي للهيمنة، يمكن أن تعترف بالإنسان كزعيمٍ لها.
فوائد تدجين الحيوانات
يوجد الكثير من الفوائد الاقتصادية لتدجين الحيوانات قديمًا وحديثًا، ومنها:
- استخدام الكلاب في الحراسة، واصطياد الحيوانات البرية.
- تأمين اللحوم والحليب للغذاء من الماعز والأغنام.
- إنتاج الصوف من الماعز والأغنام.
- استخدام الأحصنة لإنتاج اللحوم والجلود في القدم، ثمّ استخدمت في شن الحروب، وفي وقتٍ لاحقٍ أصبحت كوسلةٍ للنقل باستخدام عربات الجر.
- المتعة كما في استئناس القط، كما أنّه مفيد في التقاط الفئران والجرذان.
- إنتاج العسل من النحل.
سلبيات تدجين الحيوانات
قدّم تدجين الحيوانات للإنسان عدة فوائد إيجابية، إلا أنّه تسبب بمجموعة من الآثار السلبية التي أثرّت بطريقة مباشرة على الإنسان، وفي ما يأتي عدد من سلبيات تدجين الحيوانات:
- زيادة عدد السكان، وظهور مناطق مكتظة بنسبة كبيرة بالسكان، وذلك في المناطق الجيدة للتدجين.
- زيادة عدد الأمراض التي تحدث نتيجة ملامسة الإنسان للحيوان وتطورها.
- تعرض الإنسان للخطر بسبب انتقال مسببات الأمراض من الحيوان للإنسان، والتي كانت بعيدة عنه لولا عملية التدجين، ومن أبرزها:
- مرض السل الذي يأتي من الأبقار .
- مرض الإنفلونزا من الخنازير.
- فيروسات الأنف من الخيول.
- الأمراض الطفيلية من الحيوانات الأليفة ذات الفراء.