ما هو تجلط الدم عند الحامل
تجلط الدم عند الحامل
تشهد مرحلة الحمل حدوث تجلط في الدم، ويكون ذلك كردة فعل طبيعية من الجسم لمحاولة تقليل خطر النزيف أثناء عملية الولادة وبعدها، إلا أنّ فرط تخثر الدم قد يكون سبباً في حدوث الجلطات الدموية وبالتالي يتسبب بالوفاة، ويُعزى تعرّض النساء للوفاة في فترة الحمل إلى العديد من الأسباب ومن أبرزها الجلطات الدموية، ويساهم إدخال المرأة الحامل إلى المستشفى خلال الثلث الأخير من الحمل في مضاعفة خطر إصابتها بالجلطات الدموية لتصل نسبة الخطورة إلى حوالي 100 ضعف مقارنة مع النساء غير الحوامل.
عوامل خطر تجلط الدم عند الحامل
وُجد أنّ أعلى احتمالية لتعرّض المرأة الحامل لحدوث الجلطات الدموية تكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وفي الأسابيع الستة الأولى بعد ولادة الطفل، وهناك العديد من العوامل التي تزيد خطر المعاناة من تجلط الدم، نذكر منها ما يلي:
- التعرّض لتجلط الدم في السابق.
- السمنة.
- التدخين.
- تقدم المرأة في العمر، وخاصةً بعد تجاوز الخامسة والثلاثين من العمر.
- عدم الحركة لفترة طويلة من الزمن، كما هو الحال عند السفر لمسافات طويلة.
- الحمل بأكثر من جنين واحد.
- وجود قابلية جينية للإصابة بتجلط الدم.
- الإصابة بمشاكل صحية أخرى مثل الأمراض والعدوى.
- إذا كانت ولادة المرأة ولادةً قيصرية وليست طبيعية.
مضاعفات تجلط الدم عند الحامل
قد يترتب على حدوث تجلط الدم أثناء الحمل ظهور العديد من المضاعفات، نذكر منها ما يلي:
- الإجهاض: أي موت الجنين في رحم الأم قبل بلوغه الأسبوع العشرين من الحمل.
- ولادة الجنين ميتاً: أي موت الجنين بعد بلوغه الأسبوع العشرين من الحمل.
- الولادة المبكرة: وتتمثل بولادة الطفل قبل بلوغ الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
- ما قبل تسمم الحمل: (بالإنجليزية: Pre-eclampsia)، وتشهد هذه الحالة حدوث ارتفاع في ضغط الحامل مصحوباً بأعراض أخرى، من أبرزها وجود البروتين في البول، والصداع الشديد، إضافة إلى حدوث اضطرابات في الرؤية.
- تجلط دم المشيمة: إنّ حدوث جلطات دموية في المشيمة يؤثر في تدفق الدم إلى الجنين، وهذا بحد ذاته يحول دون وصول الكميات الكافية من الأكسجين والغذاء إلى الجنين.
- تَخلف النمو داخل الرحم: (بالإنجليزية: Intrauterine growth restriction)، ويتمثل بضعف نمو الطفل داخل الرحم.
- قصور المشيمة: (بالإنجليزية: Placental insufficiency)، وتتمثل هذه الحالة بعدم أداء المشيمة وظيفتها كما يجب، ممّا يتسبب بوصول كميات أقل من الأكسجين والغذاء مقارنةً بالكميات التي يحتاجها الطفل.
- السكتة الدماغية: يمكن تعريف السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) على أنّها انسداد أحد الشرايين المُغذية للدماغ، مما يمنع وصول كمية كافية من الأكسجين والدم إلى الدماغ ، أو قد تسبب انفجار الأوعية الدموية الموجودة في الدماغ، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى الموت أو إحداث ضرر كبير في الجسم.
- التعرّض للنوبات القلبية: إذ إنّ حدوث الجلطات الدموية يؤثر في تدفق الدم والأكسجين إلى القلب وهذا ما يُلحق الضرر بعضلة القلب، وبالتالي تعرُّض عضلة القلب للتلف الدائم أو الموت.
- الانصمام الوريدي الخثري: (بالإنجليزية: Venous thromboembolism)، وفي هذه الحالة فإنّ الجلطات الدموية تنتقل بين الأوعية الدموية لتؤثر في الأعضاء الحيوية من جسم الإنسان، بما في ذلك الدماغ، والقلب، والرئتين.
- الخُثار: ويأخذ شكلين إما تجلط الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis) وإما تجلط الأوردة الدماغية (بالإنجليزية: Cerebral vein thrombosis).
- الانصمام الرئوي: (بالإنجليزية: Pulmonary embolism)، إذ تنتقل الجلطة الدموية إلى الرئة في هذه الحالة، وهذا بحد ذاته يؤثر في مستوى الأكسجين الذي تعمل الرئة على إيصاله إلى أعضاء جسم الإنسان المختلفة، وقد يسبب ذلك تلف تلك الأعضاء.
تجنب تجلط الدم عند الحامل
توجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر تعرّض المرأة الحامل لتجلط الدم، وفيما يلي بيان لهذه الإجراءات:
- الحركة المستمرة وذلك بحسب إرشادات الطبيب وتعليماته.
- الانتباه إلى عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بتلك الحالة، ومعرفة التاريخ العائلي والوراثي المتعلق بتلك الحالة الصحية.
- مراجعة الطبيب باستمرار مع الانتباه إلى العلامات والأعراض المتعلقة بتجلط الدم.
- إخبار الطبيب في حال وجود إصابة سابقة بتلك الحالة أو في حال وجود تاريخ عائلي مرتبط بتلك الحالة، وذلك لاتخاذ الإجراء المناسب وتقليل خطر الإصابة قدر الإمكان.
علامات تجلط الدم عند الحامل
يوجد بعض العلامات والأعراض التي قد تدل على حدوث مشكلة تجلط الدم لدى المرأة الحامل، نذكر منها ما يلي:
- الشعور بالألم، والذي تزداد شدته عند المشي.
- ظهور الانتفاخ أو الشعور بالألم في إحدى الساقين.
- ظهور الأوردة بحجم أكبر من الطبيعي.
علاج تجلط الدم عند الحامل
إنّ علاج الإصابة بهذه الحالة المرضية يكون على النحو الآتي:
- الأدوية المضادة للتخثر: (بالإنجليزية: Anticoagulants)، إذ تُعتبر هذه الأدوية هي العلاج السائد الذي يقوم الأطباء بوصفه للنساء في حالات تجلط الدم غير المهددة للحياة أثناء الحمل، ويقوم هذا الدواء في مبدأ عمله على تفتيت الخثرات المتشكلة في الدم، إضافة إلى الحد من تشكُّل مزيد من الخثرات في المستقبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك أنواعاً معينة من مضادات التخثر يمكن استخدامها في فترة الحمل فليست جميعها آمنة للاستعمال في هذه الفترة، وقد يتم إعطاء المرأة الأدوية المضادة للتخثر في العديد من الحالات عن طريق الوريد، وما يميزها في هذه الحالة أنّها لا تؤثر في الجنين لأنّها لا تنتقل عبر المشيمة، وتُستخدم في هذه الحالة بجرعات وقائية وليست علاجية وهذا ما يجعل احتمالية حدوث المضاعفات مثل النزيف أمراً نادر الحدوث.
- الأسبرين: (بالإنجليزية: Aspirin)، ويقوم الأطباء بوصفه في حال وجود عوامل خطر لدى المرأة تزيد من احتمالية إصابتها بتجلط الدم، إلّا أنّ استخدامه مستحسن بعد انقضاء الأسبوع 32 من الحمل، ولا يُنصح باستخدامه طيلة فترة الحمل، إذ إنّه يزيد من خطر النزيف وحدوث مشاكل في الأوعية الدموية الخاصة بقلب الجنين ، وهذا ما يتطلب إخضاع المرأة الحامل للفحوصات بشكلٍ دوري ومستمر في حال استخدامها للأسبرين تفادياً لحدوث أية مضاعفات.